تندثر الهوية الفلسطينية رويدا رويدا بهدم الكثير من المنازل الأثرية القديمة التي تحمل تاريخ هويتنا وماضينا

تلك المنازل تروي حكايات الأجداد الممزوجة بعبق التاريخ، تواجه اليوم الاندثار نتيجة الزحف العمراني وقلة الاهتمام بالموروث الحضاريوسط مدينة غزة يتواجد منزل سباط العلمي ، هذا المنزل الأثري القديم الذي تحمل حجارته تاريخ القضية الفلسطينية ، وتسرد زواياه حياه نضال شعبنا في البقاء ومقاومته ضد الاحتلال الاسرائيلى .إهمال وسوء تقدير البيوت الأثرية جعل من هذا البيت مكب للنفايات كذلك كانت بيوت غزة القديمة والتي أصبحت فعليا شيئا من الماضي .صاحب هذا المنزل سباط العلمي حافظ على بقاء البيت بعدم هدمه، وقام بشراء حصص أخوانه من المنزل ليبقى هذا المكان منارة للشعب الفلسطيني ، ليتحول حديثا إلى مزار شعبي يقصده المثقفين والأدباء والفنانون وكافة المواطنين، ليشاهدوا روعة هذا المكان الذي لا يتواجد مثيل له في غزة .هذا المكان عمره أكثر من" 430 عاما" نجا من أنياب الجرافات التي أطاحت بعشرات البيوت الأثرية في قطاع غزة ليصبح سباط العلمي من أهم المنارات المتبقية من الموروث القديم.الإحساس بالمسؤولية هو من دفع أل العلمي لعدم ارتكاب مجزرة بحق بيتهم الأثرى فقرروا ترميمه بمساعدة العديد من المؤسسات المحلية والدولية .إسماعيل العلمي من مواليد 1964 مدير مركز سباط العلمي وابن صاحب هذا البيت ، يسرد بداية اهتمامه بهذا الإرث وترميمه: " من إيمان والدي بهذا المكان لقيمته الأثرية التي لا تقدر بمال قمنا بترميم هذا البيت ، بعدما عاش والدي فيه مع اعمامى ، قرابة أل 30 عاما ، وتركناه فترة قليلة بعدنا انتقلنا لبيت آخر "وتابع " هذا البيت كالقصر فهو يحتوى على غرفتين في الطابق الأول وثلاث غرف في الطابق الأرضى وقبتين ، وهدم غرفتين منه نتيجة الزحف العمراني في المكان "وقام العلمي ببداية ترميم هذا المكان وذلك بعد التواصل مع دائرة العمارة والتراث في الجامعة الإسلامية مركز إيوان بتوقيع اتفاقية لترميمه بتمويل مؤسسات دولية ومحلية ، وأصبح في بداياته مزارا لطلاب الهندسة والعمارة في الجامعة ".يعيش العلمي لحظات سعادة كبرى بعد تحول بيته لمركز فلسطيني ومزارا شعبيا حيث قال " أشعر بسعادة كبرى بعدما أصبح المكان رمزا للقضية الفلسطينية والهوية ، والسعادة أيضا على وجوه جيران هذا المكان بعد ترميمه وأشادوا من عزيمتنا "الجدران الأثرية باتت جزءا من حالة فنية تجمع القديم بالحديث وبات مزارا للمواطنين والمثقفين الذين أبهرهم سحر هذا المكان.بسبب غياب الإمكانيات أصبح ترميم البيوت الأثرية في قطاع غزة صعبا ، ولكن قرار آل العلمي بترميم بيتهم حوله إلى مكان مفضل لكل المهتمين بالثقافة والفن.وبذلك تحول المنزل الذي بني منذ 430 عاما، إلى منارة تجمع حولها العشرات من الفنانين من مختلف مناطق القطاع.وأضاف العلمي " نهدف من خلال وجود هذا البيت لإعادة نشر الثقافة والتوعية بالموروث ، وأصبح يزور البيت يوميا العشرات من الفنانين والمثقفين وعامة الشعب، ونستقبل الجميع بدون استثناء لمشاهدة روعة هذا المكان في بنيانه ، وانطلقت قبل أيام مجلة 28 وهى تابعة لاتحاد الكتاب في غزة باحتفال انطلاقتها من داخل البيت "وتبقى العشرات من المنازل المماثلة لهذا المنزل رهينة انتظار الهدم لإعادة بنائها وطمس هويتنا ببنايات جديدة ، إلا القليل منها الذي اهتمت بهذه بعض المؤسسات وتعمل على ترميمه والحفاظ عليه ليبقى معلما حضاريا يحمل تاريخ القضية الفلسطينية .أسامة الكحلوت وتحسين محيسن


Karcy - K21bikOF8jf6
2016-05-18 07:43
Articles like these put the consumer in the driver seat-very imopatrnt.

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف