- تصنيف المقال : الحركة الاسيرة
- تاريخ المقال : 2014-03-08
12 عيدا للمرأة تمر على الأسيرة الفلسطينية لينا الجربوني من عرابة البطوف دون أن تتمكن من الاحتفال بهذا اليوم، أو تهنئة أقرانها من النساء بهذه الذكرى التي من المفترض أن تكون مدعاة للتذكير بهموم المرأة ومعاناتها في كل بقاع الأرض، وذلك لسبب بسيط أنها معتقلة منذ العام 2002، وبالكاد ترى ذويها لتطمئن عليهم لدقائق كل عدة شهور، بينما تحتجز في ظروف إنسانية قاهرة، وتعانى العديد من الأمراض وسط إهمال طبي واضح ومقصود من قبل إدارة السجون
كل ذلك يحدث دون ضجيج، ودون تدخل من تلك المؤسسات التي تتغنى وتحتفي بحقوق المرأة، في يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار من كل عام، لترسخ مبدأ الانحياز للاحتلال، وانعدام العدل، ولتداس حقوق الإنسان تحت أحذية السياسة والتحالفات الدولية.
ما يجري للأسيرة الجربوني هو نموذج لما تعانيه الأسيرات الفلسطينيات اللواتي يتجرعن المرارة والألم في سجون الاحتلال حيث لا تصل كاميرات الإعلام، ولا أصوات استغاثة يمكن أن تخرق آذان القائمين على المؤسسات المعنية بقضايا المرأة أو المنظمات الحقوقية والإنسانية.
اعتقالات مستمرة
وفى تقرير لـ"مركز أسرى فلسطين للدراسات" حول أوضاع الأسيرات في يوم المرأة العالمي، يقول الناطق الإعلامي و المختص بشؤون الأسرى رياض الأشقر إن ذكرى يوم المرأة تتجدد كل عام، وتتجدد معها معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، حيث لا يزال الاحتلال يختطف 23 أسيرة في سجونه، كانت آخرهن المحامية شيرين العيساوي التي اختطف أمس الأول، الخميس، بعد اقتحام منزلها مع شقيقها، وهي شقيقة الأسير المحرر سامر العيساوي الذى خاض إضرابا عن الطعام لمدة 9 أشهر كاملة، بينما هذا العدد مرشحا للارتفاع في ظل حملات الاعتقال التي يمارسها الاحتلال، وتطال كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، ولم تستثن بالطبع النساء من هذه الاعتقالات، فلا يكاد يمر شهر إلا وتتعرض ما بين 5-8 نساء وفتيات إلى عمليات اعتقال.
وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال اعتقل أكثر من (1100) مواطنة فلسطينية منذ انتفاضة الأقصى، لا يزال منهن 23 يحتجزن في ظروف قاسية لا إنسانية، بينهن 3 زوجات لأسرى في السجون اعتقلن خلال الشهرين الماضيين، وكذلك 4 أسيرات محررات اعيد اعتقالهن مرة أخرى. وتعتبر الأسيرة لينا أحمد صالح جربوني من المناطق المحتلة عام 1948، عميدة الأسيرات الفلسطينيات، حيث أنها معتقلة منذ 18/4/2002 وتقضي حكما بالسجن لمدة 17 عاماً. ومن بين الأسيرات 8 يخضعن لأحكام مختلفة، بينما باقي الأسيرات لا يزلن موقوفات دون محاكمة.
معاناة دائمة
وبيّن الأشقر أن الأسيرات يتعرضن لحملة قمع منظمة، ويحرمن من كافة حقوقهن، ويهددهن الاحتلال باستمرار بالنقل إلى قسم الجنائيات الإسرائيليات مما يشكل خطورة على حياتهن. وكان الاحتلال قد وضع كاميرات فى قسم الأسيرات لمراقبة تحركاتهن، مما يعتبر انتهاكا للخصوصية. "وقد صعدت إدارة السجون من انتهاكاتها بحق الأسيرات في الشهور الأخيرة، وخاصة على صعيد الإهمال الطبي المتعمد، حيث تعاني ثلث الأسيرات من أمراض مختلفة، ومنهن عميدة الأسيرات وأقدمهن لينا جربوني، وهي لا تزال تعاني من أوجاع شديدة في البطن، بعد إجراء عملية إزالة الحصوة من المرارة لها، حيث تحتاج إلى مراجعات، قد أصيبت بالآم شديدة في المعدة، وصداع دائم ورغم ذلك لم تقدم لها إدارة السجن أي علاج، والأسيرة نوال سعيد السعدي (52 عاما)، من جنين وتعاني من مرض الضغط والقرحة في المعدة، ولا زالت الإدارة تماطل في تقديم العلاج المناسب لها، بينما تعاني الأسيرة دينا ضرار واكد من طولكرم، من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، والأسيرة نهيل أبو عيشة من الخليل تعاني من الروماتيزم الحاد.
وكذلك الأسيرة الحاجة رسمية محمد بلاونة (53 عاماً) من مخيم طولكرم وتعاني من ارتفاع في ضغط الدم، كما تعاني من مرض السكري وحالتها النفسية صعبة، وقد أجل الاحتلال محاكمتها 5 مرات.
23 أسيرة
وكشف الأشقر عن أسماء الأسيرات اللواتي لا يزلن في سجون الاحتلال، هن: لينا الجربوني من عرابة البطوف وتقضي حكما بالسجن لمدة 17 عاما، والأسيرة إنعام عبد الجبار الحسنات من بيت لحم ومحكومة بالسجن لمدة عامين، والأسيرة نوال سعيد السعدي من جنين وهي زوجة القيادي بسام السعدي، وهي موقوفة، والأسيرة منى حسين قعدان من جنين وهي أسيرة محررة ضمن صفقة وفاء الأحرار، والأسيرة انتصار محمد الصياد من القدس، ومحكومة عامين ونصف وهي متزوجة ولديها 4 من الأبناء، والأسيرة آيات يوسف محفوظ من الخليل وهي موقوفة، والأسيرة آلاء محمد أبو زيتون من بلدة عصيرة الشمالية ومحكومة عامين، والأسيرة نهيل أبو عيشة من الخليل وهي موقوفة، والأسيرة دينا واكد من طولكرم ومحكومة 3 سنوات، والأسيرة تحرير القنى وهي موقوفة، والأسيرة لمى حدايدة ومحكومة 6 أشهر، والأسيرة رنا أبو كويك من رام الله ومحكومة 8 أشهر، والأسيرة وئام عصيدة من نابلس، وهي موقوفة، والأسيرة فلسطين نجم من نابلس وهى أسيرة سابقة وموقوفة، والأسيرة مرام حسونه من نابلس، وهي موقوفة، والأسيرة زينب ابومصطفى من نابلس وهي موقوفة، والأسيرة ديما السواحرة من القدس، وهي موقوفة، والأسيرة الحاجة رسمية بلاونة من طولكرم، وهي موقوفة، والأسيرة أحلام عيسى من قلقيلية وهي زوجة الأسير سائد سواعد، والأسيرة ريم حمارشة وهى زوجة الأسير عدنان حمارشه، والأسيرة نرمين سالم من نابلس وهي موظفة فى مؤسسة التضامن الحقوقية، والأسيرة ميسون السويطي وهي زوجة الأسير محمود السويطي من الخليل، والأسيرة شيرين العيساوي من القدس، وتخضع للتحقيق في المسكوبية في القدس.
وناشد المركز المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية المختلفة، وخاصة التي تعنى بقضايا المرأة، أن تستمع لصرخات الأسيرات الفلسطينيات، وأن تنظر إليها بعين الحياد، ولا تقف مع الاحتلال ضد حقوقهن وكرامتهن، وأن تتدخل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة، وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على الأسرى والأسيرات والذين تزداد أوضاعهم قساوة يوماً بعد يوم، كما دعا في الوقت ذاته وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء أكثر على معاناة الأسيرات الفلسطينيات وفضح الانتهاكات التي يتعرضن لها في سجون الاحتلال.