- تصنيف المقال : صدى الجاليات
- تاريخ المقال : 2014-03-16
فوق قاعة غاراجيت وسط مدينة مالمو إرتفع العلم الفلسطيني من على ناصية بنائها القديم، حيث إختتمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إحتفالاتها بذكرى إنطلاقتها الخامسة والأربعين بيوم ثقافي فلسطيني مميّز على الصعيدين الشعبي والرسمي
ففي تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا كانت كوكبة متميزة من الرفيقات والرفاق قد أعلنت الإنتهاء من تجهيز القاعة ما أتاح للزائرين الدخول ومشاهدة المعرض الفلسطيني الأهم والذي إحتوى على أجنحة متعددة كان أهمها على الإطلاق جدارية (سوريا تنزف) للفنان والنحات الفلسطيني الرفيق أحمد النابلسي,والذي توقف أمامها العشرات من المهتمين حيث تجوّلت أنظارهم بين المعاني الكثيرة التي حاول الفنان أن ينقلها,ما إقتضى دعوة الفنان المتميّز أحمد للإجابة على إستفسارات الزوّار وشرح المعاني الكثيرة التي تقف خلف حبكته الفنيّة تلك,والتي قوبلت بإهتمام وتصفيق الضيوف.كما تميّز المعرض بإحتواءه على العديد من القطع المطرّزة يدويا والتي ترمز إلى تاريخ فلسطين عبر العصور من خلال تشكيلة المنقوشات التي زيّنت اللوحات المصنوعة من مادة القماش أو ما يعرف ب(الكنفة).هذا وقد إزدانت القاعة بالأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية,وبالعديد من الملصقات من وحي المناسبة وصوّر شهداء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وكذلك الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال.كما كان الإقبال لافتا على القسم الخاص بإصدارات الجبهة الديمقراطية وإنتاجها الأدبي.وفي الجانب الآخر كان معرض المأكولات الفلسطينية والذي إحتوى على تشكيلة متنوعة من الأكلات والحلويات الفلسطينية,حيث شهد إقبالا ملحوظا.كما تم عرض فيلم يروي معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية,حيث بدا واضحا مدى التأثر على المشاهدين. على أنغام الأغاني والأناشيد الفلسطينية والتي تمجّد بطولات وتضحيات مناضلي الجبهة,تجوّل الحضور ولمدّة ثلاث ساعات كاملة وذلك حسب البرنامج,ليعلن عريف الحفل الرفيق محمد عبد الكريم عن البدء في البرنامج السياسي مرحبا بالحضور ومقدما للمناسبة,داعيا الجميع الوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكبارا لشهداء الجبهة وفلسطين.
الكلمة الأولى كانت للمجموعة 194 ألقاها سكرتير المجموعة في مالمو حسين عمورة ناقلا فيها تحيات المجموعة لمناضلي الجبهة الديمقراطية وأمينها العام الرفيق نايف حواتمة,مشيدا بدور الجبهة وتضحياتها.أم الكلمات كانت عبر الهاتف من أم البطل من القدس من العيساوية قدمتها أم رأفت والدة الأسير المحرر سامر العيساوي والتي قوبلت بتصفيق الحضور نقلت خلالها تحيات أهل فلسطين لأهل فلسطين المنتشرين في بقاع الأرض,لتعطي الكلمة للأسير المحرر سامر العيساوي صاحب أطول إضراب عن الطعام في التاريخ.سامر العيساوي شكر في مستهل كلمته كل من وقف متضامنا معه ومع مناضلي الحركة الوطنية الأسيرة في معركتهم من أجل الحرية,لينتقل بعد ذلك للحديث عن ما تعانيه القدس من سياسة ممنهجة للتهويد عارضا خطة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.كذلك تحدّث عن معاناة الأسرى في سجون الإحتلال مناشدا المزيد من فعاليات التضامن معهم.
الأيقونة الفلسطينة سامر شكر المحتفلين بذكرى الإنطلاقة المجيدة في السويد متمنيا أن يحتفل معهم في الذكرى القادمة في القدس المحررة عاصمة دولة فلسطين.الحزب الشيوعي العراقي كعادته في إحتفالات الجبهة الديمقراطية,كان حاضرا في كلمة ألقاها الرفيق أبو إبراهيم الجواهري نقل فيها تهاني وتبريكات الحزب للجبهة الديمقراطية قيادة وكوادر وأنصار,آملا بأن تتحقق مطامح شعب فلسطين بالتحرر والإستقلال.كما تحدث الرفيق أبو إبراهيم عن ما تتعرّض له المنطقة العربية ومنها فلسطين والعراق من ظروف غاية في الصعوبة.هذا وأشاد الرفيق بالعلاقات الكفاحية التاريخية التي تربط الحزب الشيوعي العراقي بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
كلمة حزب الشعب الفلسطيني ألقاها الرفيق عدنان نفاع عرض خلالها لموف الحزب من ما يدور على الساحة الفلسطينية من محاولات أمريكية إسرائيلية للضغط على الطرف الفلسطيني داعيا إلى رص الصف الوطني لمواجهته مؤكدا الحاجة إلى توحيد قوى اليسار,مشيدا بمواقف الجبهة الديمقراطية ودورها التاريخي المتقدم في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية.حزب اليسار السويدي وفي كلمته التي ألقاها القيادي في الحزب الرفيق مورغن عبّر عن سعادته الإحتفال مع الرفاق في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بذكرى إنطلاقتها الخامسة والأربعين,مؤكدا موقف الحزب الثابت في الوقوف إلى جانب النضال الفلسطيني مشيدا بالعلاقات المميّزة التي تربط حزبه بالجبهة الديمقراطية معبرا عن سعادة أعضاء الحزب بقرار الحزب المركزي بإعتماد العمل مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين,مشيرا إلى أن هذا التعاون والعمل تقوم به منظمة الحزب في الجنوب منذ خمسة عشرة عاما.
كذلك تحدث الرفيق مورغن عن ما تشهده السويد من بروز لظاهرة العنصريين والفاشيين داعيا إلى التصدي لهم مذكرا بأن الإنتخابات القادمة بعد ستة شهور سوف تكون حاسمة.
كلمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ألقاها عضو لجنتها المركزية الرفيق سعيد هدروس رحب في مستهلها بالحضور وبممثلي الأحزاب الصديقة وكذلك ممثلي الجمعيات الفلسطينية والعربية.
الرفيق سعيد وفي كلمته عرض لموقف الجبهة من مجمل التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها القضية الفلسطينية ولاسيما مشروع كيري مطالبا الجميع بالتوحد خلف إستراتيجية فلسطينية كفاحية تكون المقاومة الشعبية عمادها,داعيا قيادة السلطة إلى وقف المفاوضات ورفض الإنصياغ لضغوطات كيري ورفض إتفاق الإطار.كما طالب بإنهاء حالة الإنقسام بعدما توحّد الدم الفلسطيني في كل من الضفة وغزة,مذكرا بمبادرة الجبهة الديمقراطية بهذا الخصوص.كما تطرّق إلى الأوضاع في سوريا عموما ومخيّم اليرموك خصوصا مرحبا بالإنفراجات الأخيرة التي شهدها المخيم مطالبا بالعمل على عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه في المخيّم قبل الأزمة مناشدا الجميع بعدم زج الفلسطينيين بالأزمة السورية وتحييد المخيمات متمنيا لسوريا كل الخير حتى تستعيد دورها المتقدم,مرحبا بلجوء الأطراف المتصارعة إلى طاولة الحوار السياسي للخروج من الأزمة بين السوريين مشيرا إلى ما تم في جينيف.الرفيق سعيد هدروس وفي كلمته طالب الجالية الفلسطينية في السويد بتوحيد جهودها وتفعيل دورها على الأرض جنبا إلى جنب مع المناضلين السويديين المتضامنين مع القضية الفلسطينية مذكرا بالإستحقاق الإنتخابي هذا العام مناشدا الجالية أخذ دورها والمشاركة الفاعلة في هذه العملية الديمقراطية وعدم الإستهانة بأصواتها قائلا علينا أن نتذكر دائما أن لنا في السويد أصدقاء فلسطينيوا الهوى طلما إفترشوا الشوارع دعما وإسنادا لقضيتنا لا تخذلوهم.
وفي الختام وجه الرفيق سعيد التحية للشهداء صانعي مجد شعبنا متمنيا الشفاء للجرحى والحرية للأسرى البواسل.هذا وشهد الإحتفال لحظات وفاء ، حيث تم دعوة عوائل وأقرباء شهداء الجبهة الديمقراطية صالح أبو النعاج,فايز أبو حميد,محمود عثمان,مروان فرح,جمال جمّال,ميسرة وخالد وأحمد الحاج ورفعت غنيم حيث قام الرفاق أبو وحيد قدورة وأبو ماهر كايد بتقديم مجلّد عاشوا من أجل فلسطين لهم وسط تصفيق متواصل من الحضور. كما تم تكريم المناضل في صفوف الجالية عبد المعين عيسى أبو حسّان تقديرا من منظمة الجبهة الديمقراطية لعطاءاته وتفانيه وكذلك لدورة المتميّز والوحدوي في صفوف الجالية.