جهد أمريكي في اللحظة الأخيرة لمنع انفجار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. فقد أجرى وزير الخارجية جون كيري ورئيس الفريق الامريكي المفاوضات مارتين اينديك في نهاية الاسبوع ماراثون لقاءات ومكالمات هاتفية مع الطرفين في محاولة لبلورة التفاهمات التي تسمح بتنفيذ النبضة الرابعة من تحرير 26 سجينا.
واشترطت إسرائيل تنفيذ النبضة الرابعة بموافقة فلسطينية على قبول ورقة الإطار الأمريكية التي تمدد المفاوضات حتى نهاية السنة. ولكن أبو مازن متمسك بمعارضته الاعتراف بدولة يهودية الامر الذي يمنع الأمريكيين من تقديم الوثيقة. وتتحدث الأطراف الان عن "صفقة صغيرة" بادر اليها الأمريكيون: إسرائيل تحرر النبضة الرابعة، أبو مازن يوافق على تمديد المفاوضات حتى نهاية السنة وبالمقابل تتعهد إسرائيل بتنفيذ تحرير إضافي للسجناء حتى نهاية السنة – شريطة ان تقرر هي هويتهم. وحسب محافل سياسية يمارس الامريكيون ضغوطا شديدة على ابو مازن لابداء المرونة. ونفى ناطق بلسان كيري أمس التقرير عن صفقة.
وقدرت محافل سياسية في إسرائيل أمس بان الاحتفالات للتوصل الى اتفاق اطار في هذه المرحلة متدنية جدا، وأنه اذا لم يوافق الفلسطينيون على تمديد المفاوضات – فلن تكون نبضة رابعة والمعنى هو التفجير في المحادثات.
وقالت المحافل ان إسرائيل قطعت شوطا كبيرا وأبدت مرونة بل واعربت عن استعداد لتحرير سجناء آخرين غير النبضة الرابعة – في حالة كان تمديد للمفاوضات. وقال وزير شؤون الاستخبارات يوفال شتاينتس لـ "يديعوت احرونوت" أمس: "يحاول الفلسطينيون الآن ابتزاز أكبر قدر ممكن. نحن والامريكيون معنيون باستمرار المفاوضات وهم يستغلونها. أبو مازن لا يريد مسيرة سلمية وغير مستعد للاعتراف بحق الشعب اليهودي بدولته الخاصة – فما معنى الاستمرار إذن؟".
والحسم هو أن مفترق الطرق السياسي سيحسم اليوم أو غدا، في ضوء الجدول الزمني الضيق الذي تقرر للنبضة الرابعة.
"اذا انهارت المفاوضات ولم يكن حل، فان الإدارة الأمريكية لن تتمكن من منع الفلسطينيين من التوجه إلى الأمم المتحدة ومنظمات دولة أخرى للحصول على الاعتراف". قال أمس دبلوماسيون في واشنطن تلقوا تقارير عن الأزمة. وقد تخلى وزير الخارجية كيري منذ الآن عن الهدف الذي أعلن عنه – تحقيق اتفاق بين الطرفين حتى نهاية نيسان – وبات هدفه الآن هو صيانة المحادثات وتحقيق تمديد يمنع الطريق المسدود. وقالت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية جان ساكي في أثناء زيارة كيري والرئيس اوباما إلى السعودية في نهاية الأسبوع ان "كيري واينديك يعملان بكد وكثافة لمواصلة المحادثات".
وتقدر مصادر دبلوماسية في واشنطن بانه سيوجد حل للازمة الحالية، سواء بالضغط على إسرائيل الايفاء بالتزامها وتحرير السجناء، حتى لو استغرق ذلك بضعة ايام اخرى أو سيتم الوصول الى حدود وسط اخرى من إسرائيل والفلسطينيين تسمح باستمرار المحادثات.
وحذر حازم ابو شنب، عضو المجلس الثوري في فتح يوم الجمعة من أن "إسرائيل ستندم اذا لم تفي بتعهدها". وأوضح بان الميل هو التوجه الى المؤسسات الدولية. وقال المستشار السياسي لابو مازن نمر حماد ان القيادة الفلسطينية تنتظر الرد الامريكي النهائي في موضوع النبضة الرابعة. وقال: "على الولايات المتحدة لا أن تنقل لنا فقط ما تقوله إسرائيل بل ان تمارس الضغوط لتنفيذ الاتفاق كما سبق أن تقرر".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف