- تصنيف المقال : أخبار و انشطة الجاليات
- تاريخ المقال : 2014-04-08
اقامت بعض التجمعات الفلسطينية بالبرازيل نشاطاتها الخاصة بمناسبة يوم الارض، فالجمعية الفلسطينية ببورتو اليغري الكبرى عاصمة ولاية الريو غراندي دي سول احيت نشاط يوم الارض، وحضره تقريبا ال 200 من ابناء الجالية من اصل تقريبا ال 700 فلسطيني
وهذا الحضور لم يحصل على مدار تقريبا ربع قرن، والملفت للنظر بهذا النشاط ان الجالية الفلسطينية قامت بتشكيل لجنة خاصة من اجل النهوض بالجمعية واوضاعها وتفعيلها بما يخدم الجالية والجمعية والقضية الفلسطينية، وبالفعل كان لتفاعل هذه اللجنة نتائج إيجابية، وجعلت الجمعية الفلسطينية والنشاط على آلسنة الناس بين مرحبين ومشجعين، وتركت املا وشقت الطريق الى مزيدا من النشاطات، وكانت لمشاركة المرأة دورا ايجابيا، حيث كانت مساهمتها ضرورية بهذه المرحلة لما تمر به الجمعية من ازمة، وهذا يفرض على اللجنة المشكلة وكل المهتمين بامور الجالية اعطاء المرأة دورها واحترام رأيها بكل ما يهم الجالية وامورها لضمان مشاركتها ببناء جالية متماسكة وقوية وفاعلة.
اما الجمعية الفلسطينية بمدينة سانتانا دو ليفرمنتو الحدودية مع الاورغواي، جاء بمناسبة مرور 60 عاما على وصول اول مهاجر فلسطيني الى المدينة، وكانت بلدية سانتانا دو ليفرمنتو ممثلة برئيسها واعضاء من المجلس البلدي وحضور بعض ابناء الجالية العربية اللبنانية والسورية والاردنية والتونسية التي اكدت بحضورها على عمق العلاقة التي تربط الجالية الفلسطينية باخوانهم العرب من كل البلدان العربية المتواجدين بالمدينة والمنطقة، وتؤكد على وحدة الدم والانتماء وحضور القضية الفلسطينية بوجدان ابناء الجالية العربية وان القضية الفلسطينية ايضا هي قضيتهم وقبلتهم الاولى.
رئيس بلدية سانتانا دو ليفرمنتو قدم للجالية من خلال هذا النشاط القرار رقم6854/2014 باعتبار ان عام 2014 هو عام الجالية الفلسطينية بالمدينة، كما اكد رئيس البلدية على دور الجالية الفلسطينية وحضورها وما لها من احترام وتقدير عند كل ابناء المدينة البرازيليين، كما قام مع نائبه وبحضور ابناء الجالية بزراعة شتل زيتون بمقر الجمعية.
إن هذه النشاطات والمشاركة الكبيرة للجالية الفلسطينية بالمدينتين، جاءت لتؤكد على تمسك المهاجر الفلسطيني بارضه ووطنه وقضيته، وأن مهما طالت المسافات والغربة الا ان الوطن يبقى حاضرا فينا ولا احد يكون قادرا على انتزاعه، فكانت الارض والوطن والقضية حاضرة كالدم بجسم الانسان.
لقد عبرت الجاليتين عن اصالتهم وانتمائهم الوطني رغم كل الصعاب التي تواجهها قضيتنا الفلسطينية، فرغم كل التشويه التي يحاول الاعلام الصهيوني وحلفائه للمس من قضيتنا الفلسطينية وتشويهها، الا ان الحضور الفلسطيني بالنشاطات جاء ليقول مهما حاول الاعداء الا ان فلسطين حاضرة، وان الحضور البرازيلي لم يكن الا ايمانا بعدالة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيون بوطنهم كسائر شعوب العالم، وان ما حصل بمجمله يشكل حافزا ليس لجاليتنا الفلسطينية بالمدينتين، وانما سيكون ايضا عاملا مشجعا لباقي التجمعات الفلسطينية بالبرازيل.
جاءت هذه النشاطات لتفند كل الادعاءات التي يحاول اصحابها تحميل الجالية الفلسطينية مسؤولية الواقع التي تمر به مؤسساتها الفلسطينية، والازمة التي تعيشها جاليتنا بالبرازيل، جاءت هذه النشاطات لتقول ان جاليتنا ما زالت تحمل الوطن بداخلها، وانما اصحاب الادعاءات والمواقف هم من فشلوا ببرامجهم وهم من اخفقوا بمواقفهم، وهم من هبطوا بنضالهم، فاما الجالية الفلسطينية ما زالت مرفوعة الرأس، متماسكة صلبة ومتمسكة بمواقفها وبقضيتها وبوطنها وبعروبتها وعاداتها وتقاليدها وثقافتها.
جاليتنا الفلسطينية بالبرازيل من خلال نشطائها وكل من يحب فلسطين والمتمردين على الواقع الحالي تقع على عاتقهم مسؤولية النهوض باوضاع الجالية والمؤسسات، لان التنظيم هو الاساس، فكيف سنكون قادرين على بناء وطن اذا كنا فاشلين ببناء مؤسسة؟ فمؤسساتنا كانت هي الوطن والانتماء واللقاء الذي يجمع الاهل والاقارب والاحبة وابنائه، فهل يجوز ان نقفز عن هذه الحقائق ام نجعل التاريخ يمسحها من صفحاته، بالتأكيد نحن من نتحمل هذه المسؤولية للعمل باوساط الجالية الفلسطينية، لنبقى على عهدنا ووعدنا من اجل جالية متماسكة وموحدة ونشيطة من اجل فلسطين ومؤسساتها، من اجل ان نكون جزءا من المسيرة الشاقة، ليعود شعبنا الى وطنه ونبني دولتنا المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، وهذا لا يمكن ان يتم الا من خلال الموقف السليم والمشاركة الجماعية والجاليوية والعمل الديمقراطي الذي يعتبر الضمانة الاساسية للانتصارت والانجازات.
جادالله صفا – البرازيل