- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2014-04-23
بعد ربع قرن تقريبا من انتهاء الحرب الباردة، تعكس الازمة في اوكرانيا وهن ذراع السياسة الخارجية الاميركية في هذا الكباش الدولي، على الرغم من وضع الولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية وحيدة.
وفي ضوء استبعاد المواجهة العسكرية مع روسيا وتردد الحلفاء الاوروبيين في مجاراة واشنطن في فرض عقوبات اقتصادية ومالية قاسية على موسكو، لا تجد ادارة الرئيس باراك اوباما اوراقا كثيرة تستطيع بها تعديل سلوك الكرملين في شرق اوكرانيا، حيث ترفض الميليشيا الموالية لروسيا اخلاء المباني الحكومية التي احتلتها قرب الحدود الروسية، فيما ترفض موسكو الاتهامات بأنها تغذي الاضطراب لدى جارتها.
وازداد الوضع تأزماً الاثنين الماضي عندما أمر الرئيس الاوكراني الموقت قوات الامن باستئناف عملياتها في شرق البلاد، واعلنت وزارة الدفاع اصابة طائرة استطلاع بالرصاص فوق مدينة سلوفيانسك.
وقام نائب الرئيس الاميركي جو بايدن بزيارة سريعة لاظهار الدعم للحكومة الموقتة في كييف، مقدما حزمة من المساعدات المالية والعسكرية غير القاتلة.
وكان وزير الخارجية جون كيري ناقش في جنيف الاسبوع الماضي اتفاقا مع كل من روسيا واوكرانيا والاتحاد الاوروبي هدفه خفض التوتر.
وقال مساعد وزير الخارجية السابق نيكولاس بيرنز الذي يدرّس حاليا في جامعة هارفارد "الروس لم يقبلوا تماما حتى الآن شرعية هذه الحكومة الانتقالية. واعتقد ان هناك سببا وحيدا جاء بالاميركيين والاوروبيين الى جنيف هو اعتقادهم بأن موافقة الروس على هذه المفاوضات الرباعية تعني انهم يمنحون الاوكرانيين شرعية بحكم الامر الواقع. وهذا هدف جيد، لكن عليهم الحذر من تلاعب الروس بهم".
وحتى الآن، لم يلق الناشطون الموالون لروسيا اسلحتهم ولم يخلوا المباني الحكومية، على رغم ان اتفاق جنيف دعاهم الى ذلك. اما موسكو فتطالب ايضا في هذا الوقت بأن تفكك سلطات كييف الموقتة الاعتصام المستمر منذ اشهر في ساحة ميدان الرئيسية في العاصمة، والذي اجبر الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش على الفرار الى روسيا وحمل موسكو على ارسال قواتها الى شبه جزيرة القرم، حيث صوت معظم السكان لمصلحة الانضام الى روسيا.
ويواجه اوباما ضغوطا لزيادة العقوبات على مصارف روسيا وصناعتها النفطية والغازية. لكن الاوروبيين مترددون لانهم يعتمدون فعلا على الغاز الروسي لتلبية 30 في المائة من احتياجاتهم. وقد حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من وقف الامدادات الى الغرب التي تمر بأوكرانيا.
ويطلب اتفاق جنيف من مختلف الاطراف الامتناع عن العنف والتصرفات الاستفزازية. كما يدعو الى نزع سلاح المجموعات غير الشرعية والعفو عن المحتجين الذين يتمثلون لهذه المطالب، باستثناء الذين يدانون بارتكاب جرائم كبيرة.
لكن ليس هناك وسيلة فعلية لتطبيق الاتفاق. فبوتين ينفي ان يكون من يحرك الانفصاليين، وحكومة كييف ليس لديها القدرة على اتمام المهمة. وهذه هي الثغرة الرئيسية في الاتفاق.
وقال بيرنز ان "المشكلة الاساسية هي ان الجيش الاوكراني ليس قويا بما يكفي لحفظ القانون والنظام في بلده. والروس يخلقون ازمة لاظهار ذلك".
وحتى الآن يبدو ان لبوتين اليد العليا. ويقول اوباما ان الروس سيشعرون قريبا بالألم الاقتصادي مع تشديد واشنطن واوروبا العقوبات. لكن الرئيس الروسي يبدو مستعدا للقبول ببعض الألم كجزء من الثمن الذي سيدفعه لما يعتقد بعض المراقبين انه هدف بعيد المدى لاعادة بناء ما يستطيع من الاتحاد السوفياتي السابق.
وفي يوم ابرام الاتفاق نفسه، شكك اوباما في التزام روسيا بتطبيقه، وقال "لا اعتقد ان في امكاننا الآن الوثوق من اي شيء. وقع الروس البيان، ويبقى السؤال هل سيستخدمون النفوذ ذاته الذي ادى الى هذه الفوضى لمصلحة استتباب الامن". واضاف "لكن نظرا الى سلوكهم السابق لا يمكننا الاعتماد على ذلك، وعلينا ان نكون مستعدين لرد محتمل على الجهود الروسية المستمرة للتدخل في شرق اوكرانيا وجنوبها".
وكالات