- تصنيف المقال : اللاجئيين وحق العودة
- تاريخ المقال : 2013-04-11
اختتم وزير الخارجية الكندي، جون بيرد، زيارته لإسرائيل، بلقاء الرئيس شيمعون بيريس، خصص القسم الأكبر منه للدور الذي يمكن أن تلعبه بلاده في تسوية الصراع مع الفلسطينيين. وقال بيريس في ختام اللقاء إن كندا تريد، وتستطيع المساهمة بشكل كبير في عملية السلام، وخاصة في قضية اللاجئين.
وقال بيريس إن كندا أبدت في الماضي ترحيبا باستيعاب نحو 120 ألف لاجئ فلسطيني على أراضيها، يمنحون الجنسية الكندية ويعيشون فيها إلى الأبد، «وهذا دور بالغ الأهمية. فهي بذلك تنقذ هؤلاء اللاجئين من معاناتهم الرهيبة في مخيمات اللاجئين وتساعد على إنجاح الحل الواقعي لقضية اللاجئين بألا يعودوا إلى إسرائيل، بل يختاروا بين التعويض والهجرة أو بين العودة إلى تخوم الدولة الفلسطينية».
وقال بيريس إن كندا أبدت في الماضي ترحيبا باستيعاب نحو 120 ألف لاجئ فلسطيني على أراضيها، يمنحون الجنسية الكندية ويعيشون فيها إلى الأبد، «وهذا دور بالغ الأهمية. فهي بذلك تنقذ هؤلاء اللاجئين من معاناتهم الرهيبة في مخيمات اللاجئين وتساعد على إنجاح الحل الواقعي لقضية اللاجئين بألا يعودوا إلى إسرائيل، بل يختاروا بين التعويض والهجرة أو بين العودة إلى تخوم الدولة الفلسطينية».
وكان بيرد قد اجتمع مع عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعلون، ووزير التجارة والصناعة نفتالي بينيت، ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أفيغدور ليبرمان. وأدلى بتصريحات للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي المستقل، فقال إن بلاده تعتبر من أصدق أصدقاء إسرائيل في العالم، وتساندها في مطلبها بأن يعترف بها الفلسطينيون كدولة يهودية وبأن تستأنف المفاوضات من دون شروط مسبقة. لكنه في الوقت نفسه، ومن باب الصداقة نفسها، يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان والتهويد، وتسهيل حياة الفلسطينيين، والعمل على منحهم دولة مستقلة ذات سيادة وذات امتداد جغرافي يجنبها الاحتكاك اليومي مع الإسرائيليين.
ولم يتطرق بيرد، بشكل علني، إلى قضية اللاجئين التي طرحها بيريس، لكن مصادر إسرائيلية أكدت أن كندا، ومنذ أن أبلغت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في عام 2010، أنها قررت فتح أبواب الهجرة أمام الفلسطينيين، وصل إليها 5 آلاف فلسطيني يحملون وثائق سفر صادرة عن «الأونروا»، وذلك في إطار سياسة لم شمل العائلات الفلسطينية في الشتات.
يذكر أن كندا عضو فاعل في «اللجنة متعددة الجنسيات الخاصة في مفاوضات الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية»، التي كانت قد انبثقت عن مؤتمر مدريد للسلام في عام 1991، وسعت لدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، من أجل إصدار جوازات سفر فلسطينية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بمن فيهم أولئك الذين لا يملكون وثائق رسمية وفق سجلات «الأونروا»، أي الفلسطينيين الذين نزحوا إلى لبنان بعد حرب 1967، وبعد أحداث سبتمبر (أيلول) 1970 من الأردن وخلال سنوات حرب لبنان الأولى سنة 1982. وترى الحكومة الكندية، وفقا للمصادر الإسرائيلية المذكورة، أن عملية استيعاب لاجئين فلسطينيين في دول الغرب، تحل جزءا كبيرا من مشكلة اللاجئين. وقالت إنها وأستراليا تعملان في هذا الاتجاه، ولكن بشكل تدريجي معتدل ومن دون مبالغات. وأضافت أنه سبق لكندا أن استوعبت لاجئين فلسطينيين في السنوات الستين من القرن الماضي. وقدمت أول دفعة منهم من إسرائيل بالذات، وشملت بضعة آلاف من فلسطينيي 48، واندمج هؤلاء في الحياة الكندية بشكل تام ووصل عدد منهم إلى مراكز مسؤولة ورفيعة، مثل بيير ديباني ابن مدينة حيفا، وعمره اليوم 75 عاما، الذي كان قد انتخب في مجلس العموم الكندي في عام 1968؛ فكان أول شخصية من أصول عربية يصل إلى هذا المنصب، وأعيد انتخابه في عام 1972، وعام 1974، وعام 1979، وعام 1980، وعين لفترة وزيرا لشؤون المستهلكين والشركات، ثم وزير الشؤون المدنية، ثم وزير التوسع الاقتصادي الإقليمي (1980)، ثم وزير العلاقات الخارجية في عام 1982، قبل أن يعين في مجلس الشيوخ في 1984، ورئيسا لقوات الشرطة المسلحة الفرانكفونية الفرع الكندي في عام 2005.
وكذلك هناك شخصيتان أكاديميتان رفيعتان من يافا، هما الدكتور غازي مريش النائب في البرلمان الفيدرالي الكندي، والبروفسور بهاء أبو لبن الذي بلغ منصب نائب رئيس جامعة ألبرتا وهو اليوم رئيس مركز أبحاث الهجرة والاندماج. وهناك البروفسورة نهلة عبدو، من مدينة الناصرة، في الجليل وهي عضو المجلس الاستشاري في سيبال، وناشطة نسوية وأستاذة في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة كارلتون بكندا، ولها الكثير من المؤلفات حول النساء والعنصرية والقومية. وشهدت سنوات السبعينات هجرة عائلات بكاملها من مناطق 48 لأسباب سياسية واقتصادية. ولكن حتى بداية الثمانينات، لم يتجاوز عدد الفلسطينيين في كندا خمسة آلاف مهاجر. أما في الثمانينات، بدأت تتسع موجة الهجرة الفلسطينية من لبنان إلى كندا، خاصة بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 ومجازر صبرا وشاتيلا. وتمت موجة الهجرة الأكبر، بعد الاجتياح العراقي للكويت، الذي تسبب في طرد وتهجير عشرات الآلاف من فلسطينيي الكويت والخليج، وساهمت في قوانين الإقامة بالدول الخليجية التي تفرض خروج الأبناء الذكور، ممن تجاوزوا الثامنة عشرة. وشهدت تلك الفترة هجرة ما يقارب عشرة آلاف فلسطيني من مختلف دول الخليج. ونظرا لحجم المدخرات المالية لفلسطينيي الخليج، ومؤهلاتهم العلمية «مهندسون، محاسبون، أطباء، إلخ»، فقد كانت الموافقة على طلباتهم تتم بشكل سريع. وبعد اتفاق أوسلو، خاصة بعد الانتفاضة الثانية، وتدهور الوضع الاقتصادي وفقدان الأمل في عملية السلام، شهدت كندا موجة لجوء كبيرة من شبان الضفة الغربية، ووصل عددهم إلى ما بين أربعين ألفا وخمسين ألف مهاجر.