- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2014-05-15
يحيي الفلسطينيون الذكرى الـ 66 لنكبتهم، رافعين لافتات العودة تصدرها شعار من اليرموك عائدون. يحيونها بحلم عودة إلى المدن والبلدات والقرى في فلسطين، وبأمل عودة إلى منازلهم التي نزحوا منها في مخيمات لجوئهم في سوريا.
يدخل الفلسطينيون عام النكبة الجديد بنكبات ونكسات جديدة، وعوائق وتضييقات تمارس بحق اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم. يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبتهم مطالبين بحل أزمة المخيمات الفلسطينية في سوريا التي استباحها مسلحو المعارضة ونزح على إثرها حوالي نصف عدد اللاجئين الفلسطينيين من سوريا طالبين لجوءا إنسانيا يقيهم ويلات حرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل.
ففي السادس عشر من شهر كانون الأول من العام 2012 أجبر أهالي مخيم اليرموك على اتخاذ القرار بالخروج في اليوم التالي منه في مشهد أعاد لأذهانهم ذكرى مرت قبل 66 عاما عندما احتلت أرضهم وهجر أهلهم منها. هي النكبة الثانية كما يصفها أهل اليرموك، تفاصيلها تشبه إلى حد بعيد ما حدث في العام 1948 عندما دخل مسلحو المعارضة السورية إلى المخيم ويعلنون ـ متباهين ـ عبر شاشات أجهزتهم المحمولة، وأثناء خروج أهالي المخيم، عملية تحرير المخيم.
مؤخرا لجأ كثير من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا للخلاص من وضعهم الراهن وتأمين حياة أفضل لعائلاتهم. منهم من حالفهم الحظ فوصلوا إلى الشواطئ الأوروبية، ومنهم من قبض عليه في موانئ الدول العربية «الشقيقة» التي لم تسء معاملتهم لأنهم فلسطينيون بل احتجرتهم وقامت بترحيلهم إلى المكان الذي أتوا منه، ووصل الامر أحيانا إلى إطلاق النار على القوارب الحاملة لأحلام وآمال المهجرين.
يحيي اللاجئون الفلسطينيون ذكرى نكبتهم الكبرى حاملين معهم أوراق اعتمادهم بأنهم أشخاص غير مرغوب فيهم في جميع دول العالم. فلبنان الذي أصدر قرارا بمنع دخول الفلسطيني القادم من سوريا إلا بشروط هي أقرب إلى التعجيز بحجة أنه ألقى القبض على بعضهم حاملين سمات مزورة يحاولون فيها الوصول إلى ليبيا، ومن ثم يشقون طريقهم في البحر بحثا عن ملجأ آمن في أوروبا. ليأتي الدور على سيريلانكا التي قامت السلطات فيها بإلقاء القبض على أربعة لاجئين فلسطينيين بذريعة أنهم لا يملكون أوراقا قانونية لوجودهم في البلاد. وتقوم الجزائر أيضا بإصدار قرار يمنع دخول الفلسطيني من سوريا إلى أراضيها، وهو الممنوع أصلا من دخول الأردن، والكويت ودول الخليج والصومال وموريتانيا وغيرها.
لم يعد الفلسطيني سوى شخص يحلم بالعيش حتى لو بأقل سبل الحياة، لم يعد يخشى الحرب والقتل والقصف وحتى الاحتلال، «ما عاد بدنا غير نعيش» تلك كلمات الفلسطينيين في سوريا بعد ما لاقوه من أشقائهم العرب وأصدقائهم الغرب، العالم يقف ضدهم وهم وحدهم يسيرون على هذه الأرض حاملين على ظهرهم حقهم بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها في العام 1948، والتي نزحوا منها في العام 2012.
في إحيائه لذكرى نكبته الكبرى لم يعد الفلسطيني يفكر إلا بقرارات جديدة ربما قد تصل إلى منعه من حقه في التنفس أو العيش أو حتى من دخول صفحات التواصل الاجتماعي، ولكنه على يقين بأن مستقبله سيكون مشرقا ولو طال أمد الانتظار، يرفع شعارا واحدا «من اليرموك إلى فلسطين عائدون».