- تصنيف المقال : الحركة الاسيرة
- تاريخ المقال : 2014-05-28
وجه عميد الأسرى في سجون الاحتلال، كريم يونس، رسالة قاسية وشديدة اللهجة إلى القيادة الفلسطينية، اعتبر فيها عدم إطلاق سراح أسرى الدفعة الرابعة مجحفا ونتيجة لأداء تفاوضي بائس ومخجل، مطالبا المسؤولين الفلسطينيين بترك مكاتبهم والرحيل.
وانتقد عميد الأسرى في سجون الاحتلال ما أسماه "صمت القيادة المطبق" تجاه الأسرى القدامى بعد تعطيل سلطة الاحتلال إطلاق سراح أخر دفعة منهم، مطالبا القيادة والمفاوضين بالرحيل.
وقال في رسالة للقيادة إن 30 أسيرا أمضوا ما مجموعة 800 عام في الأسر "لم يعودوا يستحقون الذكر منكم، وكأن الأمر أصبح محذورا مخجلا لدرجة أنه لا يمر في قنوات الرقابة، يلغيها مطلبا بل يؤكدها ويجعلها أكثر إيلاما".
وأضاف في رسالته، التي نشرت في وسائل الإعلام، ووجهها لأعضاء اللجنتين المركزية والتنفيذية ولمن يهمه الأمر: "هذا يعني أننا على مدار الشهور التسعة الماضية كنا نعيش في دوامة من التضليل والمزايدات والوعود الفارغة والتعهدات التي لا رصيد لها".
ووصف الأسير يونس أن عدم إطلاق سراح أسرى الدفعة الرابعة بـ"الإجحاف" و"أداء تفاوضي بائس ومخجل"، قائلا: بات واضحا أن ما حصل من إجحاف بحقنا مرة أخرى لم يكن مجرد خطأ تكتيكي عارض يمكن تبريره بل خطيئة لا يمكن التكفير عنها، وجريمة لا تغتفر، وأداء تفاوضيا بائسا ومخجلا لا يمكن لأحد تبريره او الدفاع عنه، لذا يهرب الجميع من مواجهة ما حصل فعلا والنتائج المأساوية جراء ذلك".
وقال: "بات واضحا أننا لسنا ولم نكن يوما في صلب حساباتها الأساسية وأولوياتها، وأن تحرير الأسرى كان ولا زال ملحقا هامشيا ومن تداعيات التفاوض، وليس أساسا لها أو شرطا من شروطها، كما تشدق البعض خلال الأشهر السابقة، ودليل آخر على ذلك من خلال التوقيت القاتل لتوقيع المصالحة".
وطالب الأسير يونس، المسؤولين الفلسطينيين بالرحيل، قائلا: ارحلوا، ولا تنظروا خلفكم، اذهبوا إلى قصوركم وأماكن استجمامكم، اذهبوا واتركوا مفاتيح مكاتبكم لمن هم أهل المسؤولية أكثر منكم، اذهبوا وسلموا مواثيق جنيف لمن هم أشجع منكم وأقدر".
وأضاف: ارحلوا من وجه ذوي الأسرى قبل أن يخرجوا يحملون أكفانهم وأكفان أعزائهم على أكتافهم، ارحلوا قبل أن يخرج أبناء شعبنا ويكشف فواتير وعوداتكم وتعهداتكم التي لا رصيد لها".
وتابع: ارحل أيها المفاوض المخضرم، وخذ تجربتك، واحمل ملف أخطائك وعشرين عاما من التفاوض، ولا تنس حقيبة إنجازاتك الفارغة، ولا تترك لنا أيا من مسودات خطاباتك وشعاراتك الإعلامية، لسنا بحاجة لها".
يذكر أن كريم يونس من سكان قرية عارة في الداخل، وقد أمضى في السجون 32 عاما من محكوميته التي تصل إلى 40 عاما.
نص الرسالة الحرفي:
"رسالة من عميد الأسرى كريم يونس
رسالة مفتوحة إلى القيادة إلى القائد وإلى اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية ولكل من يهمه الأمر
نحييكم على سكوتكم وصمتكم المطبق ازاء ما حصل لا سيما تعطل اطلاق سراحنا، نحن أسرى الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى والابقاء علينا داخل السجون . نعم ثمانمائة عاما واكثر من الاسر لثلاثين اسيرا لم نعد نستحق منكم الذكر وكأن الامر اصبح محذورا مخجلا الى درجة انه لا يمر في قنوات الرقابة، يلغيها مطلبا بل يؤكدها ويجعلها اكثر ايلاما وهذا يعني اننا وعلى مدار التسعة أشهر الماضية كنا نعيشها في دوامة من التضليل والمزايدات والوعود الفارغة والتعهدات التي لا رصيد لها. لا شك انكم تدركون ذلك تسكتون وتصمتون وكانكم بلعتم السنتكم حيث بات واضحا ان ما حصل من اجحاف بحقنا مرة اخرى لم يكن مجرد خطأ تكتيكي عارض يمكن تبريره بل خطيئة لا يمكن التكفير عنها وجريمة لا تغتفر واداء تفاوضي بائس ومخجل لا يمكن لاحد تبريره او الدفاع عنه لذا يهرب الجميع من مواجهة ما حصل فعلا والنتائج المأساوية جراء ذلك. هكذا وجدتم ان من الاسلم تجاهلنا واعادتنا الى سجل المنسيين وطي صفحتنا مرة اخرى . حتى كلمات التشجيع او المواساة لم نعد نستحقها منكم فطوبى لكم على صمتكم وسكوتكم وعظم الله اجركم . لسنا بصدد ان نقول لكم مرة اخرى " قلنا لكم او حذرناكم " حيث لا فائدة من ذلك ولن نبكي على الحليب المسكوب فالمعادلة كانت واضحة بالنسبة لنا فمنذ البداية ومنذ ان أصرت اسرائيل على تأخير الاسرى أصحاب العمليات النوعية بالاضافة الى اسرى الداخل الى الدفعة الرابعة والاخيرة لا سيما وان في ذلك مؤشرا واضحا للنوايا المبيتة لحكومة الاحتلال لكن ما نريد قوله هنا وربما للمرة الاخيرة اننا لن نستجدي حريتنا من احد لا سيما من قيادتنا لكننا نصر على انه من واجب القيادة العمل وبكل الوسائل على اطلاق سراح اسراها وكما قال احدكم "ان قيادة الشعوب التي تحترم نفسها تسوق الى حروب من اجل تحرير اسراها" لكن قيادتنا وبدلا من ان تبين لشعبها انها ضمن القيادات التي تحترم نفسها وشعبها واسراها اثبتت انها لا تكترث لاسراها وان قضية الاسرى لم تكن يوما في صلب اولوياتها او على راس حساباتها السياسية والتفاوضية ولو كنا كذلك تم تدارس تداعيات كل خطوة لتجنب اي اهمال مهما كان بسيطا من شأنه ان يؤثر سلبا على موضوع اطلاق سراحنا لكننا وللأسف وكما اسلفنا لسنا ضمن حسابات الربح والخسارة والسياسة والتفاوض وحريتنا ليست اولوية ولو كانت كذلك لما اثرت القيادة سواء عن قصد الشكليات على حرية أقدم ثلاثين اسيرا حاولوا اقناع انفسهم ولو بعد حين ان لهم قيادة تصر على تحريرهم وتخوض المعارك من اجل ذلك . نقول هذا الكلام بعد ان كنا شاهدنا سيادة الرئيس وببث مباشر وهو يوقع خمسة عشرة وثيقة ومعاهدة دولية انتصارا لكرامته وردا على المماطلة الاسرائيلية في اطلاق سراح اسرى الدفعة الرابعة " على فكرة هذه المماطلة كانت متوقعة بل مؤكدة منذ الدفعة الثالثة وقد لفتنا انتباهكم لذلك ولا احد يستطيع ان يدعي انه فوجئ بذلك " نعم خمسة عشرة وثيقة ومعاهدة دولية يسارع الرئيس على توقيعها عقابا لاسرائيل على مماطلتها وتأخير اطلاق سراح الاسرى الثلاثين لمدة يومين في حين انها لم تبد رفضها القاطع للقيام بذلك ووفقا لهذا المنطق من حقنا ان نتساءل ما الذي ينبغى على سيادة الرئيس فعله إثر اعلان اسرائيل الغاء اطلاق سراح الدفعة الرابعة بالكامل! اليس من البديهي وفي اول رد طبيعي لها ان تقوم القيادة بالاعلان عن توجهها الى المحافل الدولية واستكمال التوقيع على ما تبقى من معاهدات دون تأخير؟ او على الاقل التهديد للقيام بذلك خلال فترة زمنية محددة ما لم تلتزم اسرائيل بتنفيذ التزامها ان عدم قيام القيادة بالتوجه الى المحافل الدولية المتبقية بل والاعلان عن انها ليست على عجلة من امرها بهذا الخصوص بأن الامر بات فجأة يستوجب الدراسة والتأني وعدم التسرع يثير لدينا المزيد من الشكوك والتساؤلات حول مصداقية القيادة وتوجهاتها السابقة واللاحقة بكل ما يتعلق بقضيتنا منذ البداية حيث بات واضحا اننا لسنا ولم نكن يوما في صلب حساباتها الاساسية واولوياتها وان تحرير الاسرى كان ولا زال ملحقا هامشيا ومن تداعيات التفاوض وليس اساسا لها او شرطا من شروطها كما تشدق البعض خلال الاشهر السابقة ودليل آخر على ذلك من خلال التوقيت القاتل لتوقيع المصالحة ونشدد هنا على التوقيت الذي مهد الطريق امام اطلاق رصاصة الرحمة من قبل اسرائيل على اطلاق سراح الثلاثين اسيرا واستمرار المفاوضات وهنا ايضا نتساءل ما الذي كان سيحصل لو تم تدارس الموضوع وتداعياته المحتملة وتأجيل ذهاب الاخ عزام الاحمد والوفد المرافق الى غزة لمدة اربع ايام فقط؟ هل كانت غزة ستهرب او تغرق في البحر! على عكس ذلك تماما حيث ان اسرائيل كانت ستتحمل المسؤولية الكاملة لوقف المفاوضات ولكن بعد انجاز استحقاق اطلاق سراح الدفعة الرابعة وبذلك يكون المكسب الفلسطيني مضاعفا والانجاز كامل لا نقصان فيه لكن من الواضح هنا ايضا اننا لسنا ضمن اولويات القيادة وفي صلب سياستها التفاوضية . في الفرصة الثانية كما في الاولى من المؤكد ان القيادة لم تولي اي اهمية لاحتمال اطلاق سراحنا سواء كان ذلك بغير قصد او عن قصد والفشل هو ذات الفشل حيث بات جليا ان التاريخ يعيد نفسه وان تصريحات القيادة ومواقفها هي ذاتها منذ عشرين عاما واكثر الامر الذي يؤكد ان الحياة ليست مفاوضات وان المفاوضات ليست ثقافة ارقام واحصائيات كما انها لا تقتصر على توثيق مخالفات الطرف الاخر وطروحاته ... المفاوضات هي حنكة سياسية وبراعة في استغلال الفرص واستخدام الاوراق الصحيحة في الوقت المناسب ووفقا للمصالح وتحقيق الانجازات والغايات . وهنا نسأل أين قيادتنا من كل ذلك؟! واين نحن من مفاوضات استمرت تسعة اشهر غايتها المعلنة والاساسية اطلاق سراح الاسرى ما قبل اوسلو .. هل حققت المفاوضات غايتها .. الجواب واضح .. قيادة لم تولي اي اهتمام لفرصة اطلاق سراح ثلاثين اسيرا مضى على اعتقالهم اكثر من ربع قرن ولم يبقى لديهم من الوقت ما يكفي لكي يتم ترحيل قضيتهم الى اجل غير معلوم بانتظار فرصة اخرى قد لا تأتي . قيادة فشلت في تحقيق ابسط غاياتها بل وجلبت خلال هذه الفترة (9000) وحدة سكنية داخل المستوطنات ولم تنجح في وقف هدم بيت واحد في اريحا او القدس او حتى بركس في سهول طوباس – قيادة كهذه القيادة عليها ان تستخلص العبر وأن ترحل .... قيادة فشلت في ان تثبت لشعبها انها من ضمن القيادات التي تحترم شعبها وتقدر اسراها ننصحها ان ترحل . نعم ارحلوا ولا تنظروا خلفكم اذهبوا الى قصوركم واماكن استجمامكم اذهبوا واتركوا مفاتيح مكاتبكم لمن هم اهل المسؤولية اكثر منكم اذهبوا وسلموا مواثيق جنيف لمن هم اشجع منكم واقدر ... ارحلوا من وجه ذوي الاسرى قبل ان يخرجوا يحملون اكفانهم واكفان اعزائهم على اكتفهم ... ارحلوا قبل ان يخرج ابناء شعبنا ويكشف فواتير وعوداتكم وتعهداتكم التي لا رصيد لها . ارحل ايها المفاوض المخضرم وخذ تجربتك واحمل ملف اخطائك وعشرين عاما من التفاوض ولا تنسى حقيبة انجازاتك الفارغة ولا تترك لنا أيا من مسودات خطاباتك وشعاراتك الاعلامية لسنا بحاجة لها. اما الى سيادة الرئيس ... فلا بد من ان نقولها وبصراحة انت اول من يتحمل المسؤولية بوصفك اول الدبلوماسيين وصاحب القرار ... اما آن لك ان تدرك ان اللعبة التي تجيدها لا يلعبها احد غيرك وان العدو لا يفهم لغتك بل ويرفض ان يسمعها وحتى الوسيط الذي على يمينك لا يسمع باذنه اليسرى جماد لا يرى وعينه معطوبة بالاضافة الى انه يعاني من حساسية اللاسامية . اما ان الاوان لمن هم ابرع في الالعاب على اختلافها وابلغ في اللغات التي يفهمها العدو وربما لا يفهم غيرها، كفانا شعارات كفانا كفانا احصائيات وارقام ومهرجانات ... كفانا انجازات على الورق تلك لا تجلب لنا دولة ولا تزيل حاجزا .. ننصحكم ان ترحلوا".
رسالة مفتوحة إلى القيادة إلى القائد وإلى اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية ولكل من يهمه الأمر
نحييكم على سكوتكم وصمتكم المطبق ازاء ما حصل لا سيما تعطل اطلاق سراحنا، نحن أسرى الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى والابقاء علينا داخل السجون . نعم ثمانمائة عاما واكثر من الاسر لثلاثين اسيرا لم نعد نستحق منكم الذكر وكأن الامر اصبح محذورا مخجلا الى درجة انه لا يمر في قنوات الرقابة، يلغيها مطلبا بل يؤكدها ويجعلها اكثر ايلاما وهذا يعني اننا وعلى مدار التسعة أشهر الماضية كنا نعيشها في دوامة من التضليل والمزايدات والوعود الفارغة والتعهدات التي لا رصيد لها. لا شك انكم تدركون ذلك تسكتون وتصمتون وكانكم بلعتم السنتكم حيث بات واضحا ان ما حصل من اجحاف بحقنا مرة اخرى لم يكن مجرد خطأ تكتيكي عارض يمكن تبريره بل خطيئة لا يمكن التكفير عنها وجريمة لا تغتفر واداء تفاوضي بائس ومخجل لا يمكن لاحد تبريره او الدفاع عنه لذا يهرب الجميع من مواجهة ما حصل فعلا والنتائج المأساوية جراء ذلك. هكذا وجدتم ان من الاسلم تجاهلنا واعادتنا الى سجل المنسيين وطي صفحتنا مرة اخرى . حتى كلمات التشجيع او المواساة لم نعد نستحقها منكم فطوبى لكم على صمتكم وسكوتكم وعظم الله اجركم . لسنا بصدد ان نقول لكم مرة اخرى " قلنا لكم او حذرناكم " حيث لا فائدة من ذلك ولن نبكي على الحليب المسكوب فالمعادلة كانت واضحة بالنسبة لنا فمنذ البداية ومنذ ان أصرت اسرائيل على تأخير الاسرى أصحاب العمليات النوعية بالاضافة الى اسرى الداخل الى الدفعة الرابعة والاخيرة لا سيما وان في ذلك مؤشرا واضحا للنوايا المبيتة لحكومة الاحتلال لكن ما نريد قوله هنا وربما للمرة الاخيرة اننا لن نستجدي حريتنا من احد لا سيما من قيادتنا لكننا نصر على انه من واجب القيادة العمل وبكل الوسائل على اطلاق سراح اسراها وكما قال احدكم "ان قيادة الشعوب التي تحترم نفسها تسوق الى حروب من اجل تحرير اسراها" لكن قيادتنا وبدلا من ان تبين لشعبها انها ضمن القيادات التي تحترم نفسها وشعبها واسراها اثبتت انها لا تكترث لاسراها وان قضية الاسرى لم تكن يوما في صلب اولوياتها او على راس حساباتها السياسية والتفاوضية ولو كنا كذلك تم تدارس تداعيات كل خطوة لتجنب اي اهمال مهما كان بسيطا من شأنه ان يؤثر سلبا على موضوع اطلاق سراحنا لكننا وللأسف وكما اسلفنا لسنا ضمن حسابات الربح والخسارة والسياسة والتفاوض وحريتنا ليست اولوية ولو كانت كذلك لما اثرت القيادة سواء عن قصد الشكليات على حرية أقدم ثلاثين اسيرا حاولوا اقناع انفسهم ولو بعد حين ان لهم قيادة تصر على تحريرهم وتخوض المعارك من اجل ذلك . نقول هذا الكلام بعد ان كنا شاهدنا سيادة الرئيس وببث مباشر وهو يوقع خمسة عشرة وثيقة ومعاهدة دولية انتصارا لكرامته وردا على المماطلة الاسرائيلية في اطلاق سراح اسرى الدفعة الرابعة " على فكرة هذه المماطلة كانت متوقعة بل مؤكدة منذ الدفعة الثالثة وقد لفتنا انتباهكم لذلك ولا احد يستطيع ان يدعي انه فوجئ بذلك " نعم خمسة عشرة وثيقة ومعاهدة دولية يسارع الرئيس على توقيعها عقابا لاسرائيل على مماطلتها وتأخير اطلاق سراح الاسرى الثلاثين لمدة يومين في حين انها لم تبد رفضها القاطع للقيام بذلك ووفقا لهذا المنطق من حقنا ان نتساءل ما الذي ينبغى على سيادة الرئيس فعله إثر اعلان اسرائيل الغاء اطلاق سراح الدفعة الرابعة بالكامل! اليس من البديهي وفي اول رد طبيعي لها ان تقوم القيادة بالاعلان عن توجهها الى المحافل الدولية واستكمال التوقيع على ما تبقى من معاهدات دون تأخير؟ او على الاقل التهديد للقيام بذلك خلال فترة زمنية محددة ما لم تلتزم اسرائيل بتنفيذ التزامها ان عدم قيام القيادة بالتوجه الى المحافل الدولية المتبقية بل والاعلان عن انها ليست على عجلة من امرها بهذا الخصوص بأن الامر بات فجأة يستوجب الدراسة والتأني وعدم التسرع يثير لدينا المزيد من الشكوك والتساؤلات حول مصداقية القيادة وتوجهاتها السابقة واللاحقة بكل ما يتعلق بقضيتنا منذ البداية حيث بات واضحا اننا لسنا ولم نكن يوما في صلب حساباتها الاساسية واولوياتها وان تحرير الاسرى كان ولا زال ملحقا هامشيا ومن تداعيات التفاوض وليس اساسا لها او شرطا من شروطها كما تشدق البعض خلال الاشهر السابقة ودليل آخر على ذلك من خلال التوقيت القاتل لتوقيع المصالحة ونشدد هنا على التوقيت الذي مهد الطريق امام اطلاق رصاصة الرحمة من قبل اسرائيل على اطلاق سراح الثلاثين اسيرا واستمرار المفاوضات وهنا ايضا نتساءل ما الذي كان سيحصل لو تم تدارس الموضوع وتداعياته المحتملة وتأجيل ذهاب الاخ عزام الاحمد والوفد المرافق الى غزة لمدة اربع ايام فقط؟ هل كانت غزة ستهرب او تغرق في البحر! على عكس ذلك تماما حيث ان اسرائيل كانت ستتحمل المسؤولية الكاملة لوقف المفاوضات ولكن بعد انجاز استحقاق اطلاق سراح الدفعة الرابعة وبذلك يكون المكسب الفلسطيني مضاعفا والانجاز كامل لا نقصان فيه لكن من الواضح هنا ايضا اننا لسنا ضمن اولويات القيادة وفي صلب سياستها التفاوضية . في الفرصة الثانية كما في الاولى من المؤكد ان القيادة لم تولي اي اهمية لاحتمال اطلاق سراحنا سواء كان ذلك بغير قصد او عن قصد والفشل هو ذات الفشل حيث بات جليا ان التاريخ يعيد نفسه وان تصريحات القيادة ومواقفها هي ذاتها منذ عشرين عاما واكثر الامر الذي يؤكد ان الحياة ليست مفاوضات وان المفاوضات ليست ثقافة ارقام واحصائيات كما انها لا تقتصر على توثيق مخالفات الطرف الاخر وطروحاته ... المفاوضات هي حنكة سياسية وبراعة في استغلال الفرص واستخدام الاوراق الصحيحة في الوقت المناسب ووفقا للمصالح وتحقيق الانجازات والغايات . وهنا نسأل أين قيادتنا من كل ذلك؟! واين نحن من مفاوضات استمرت تسعة اشهر غايتها المعلنة والاساسية اطلاق سراح الاسرى ما قبل اوسلو .. هل حققت المفاوضات غايتها .. الجواب واضح .. قيادة لم تولي اي اهتمام لفرصة اطلاق سراح ثلاثين اسيرا مضى على اعتقالهم اكثر من ربع قرن ولم يبقى لديهم من الوقت ما يكفي لكي يتم ترحيل قضيتهم الى اجل غير معلوم بانتظار فرصة اخرى قد لا تأتي . قيادة فشلت في تحقيق ابسط غاياتها بل وجلبت خلال هذه الفترة (9000) وحدة سكنية داخل المستوطنات ولم تنجح في وقف هدم بيت واحد في اريحا او القدس او حتى بركس في سهول طوباس – قيادة كهذه القيادة عليها ان تستخلص العبر وأن ترحل .... قيادة فشلت في ان تثبت لشعبها انها من ضمن القيادات التي تحترم شعبها وتقدر اسراها ننصحها ان ترحل . نعم ارحلوا ولا تنظروا خلفكم اذهبوا الى قصوركم واماكن استجمامكم اذهبوا واتركوا مفاتيح مكاتبكم لمن هم اهل المسؤولية اكثر منكم اذهبوا وسلموا مواثيق جنيف لمن هم اشجع منكم واقدر ... ارحلوا من وجه ذوي الاسرى قبل ان يخرجوا يحملون اكفانهم واكفان اعزائهم على اكتفهم ... ارحلوا قبل ان يخرج ابناء شعبنا ويكشف فواتير وعوداتكم وتعهداتكم التي لا رصيد لها . ارحل ايها المفاوض المخضرم وخذ تجربتك واحمل ملف اخطائك وعشرين عاما من التفاوض ولا تنسى حقيبة انجازاتك الفارغة ولا تترك لنا أيا من مسودات خطاباتك وشعاراتك الاعلامية لسنا بحاجة لها. اما الى سيادة الرئيس ... فلا بد من ان نقولها وبصراحة انت اول من يتحمل المسؤولية بوصفك اول الدبلوماسيين وصاحب القرار ... اما آن لك ان تدرك ان اللعبة التي تجيدها لا يلعبها احد غيرك وان العدو لا يفهم لغتك بل ويرفض ان يسمعها وحتى الوسيط الذي على يمينك لا يسمع باذنه اليسرى جماد لا يرى وعينه معطوبة بالاضافة الى انه يعاني من حساسية اللاسامية . اما ان الاوان لمن هم ابرع في الالعاب على اختلافها وابلغ في اللغات التي يفهمها العدو وربما لا يفهم غيرها، كفانا شعارات كفانا كفانا احصائيات وارقام ومهرجانات ... كفانا انجازات على الورق تلك لا تجلب لنا دولة ولا تزيل حاجزا .. ننصحكم ان ترحلوا".