- تصنيف المقال : صدى الجاليات
- تاريخ المقال : 2014-06-01
أحيت سفارة فلسطين في إسبانيا الذكر الـ66 للنكبة، وذلك في ندوة أقامتها للمؤرخ الفلسطيني لطفي السومي تحت عنوان 'التاريخ الاسرائيلي في مواجهة علم الآثار والدراسات التوراتية الحديثة'.
وحضر الندوة: سفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية العربية المعتمدين لدى إسبانيا، وأبناء الجالية العربية والفلسطينية، وعدد من المهتمين بعلم الآثار والتاريخ خاصة من الأصدقاء الإسبان.
وتناول السفير كفاح عودة في بداية الندوة، معاناة الأسرى في سجون الاحتلال خاصة أنهم يخوضون إضرابا عن الطعام، وتم نقل عدد كبير منهم إلى المستشفيات لتردي حالتهم الصحية، وقال: إن الاحتلال الاسرائيلي يعتقل أطفالنا وأبناءنا في انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية خاصة أن المئات يخضعون للاعتقال الاداري، وقد شرع الاحتلال التعذيب والحبس الانفرادي ضد مناضلي الحرية من فلسطين.
وطالب السفير عودة دول العالم بالوقوف مع اسرانا والضغط على اسرائيل من أجل إطلاق سراحهم واعطائهم حريتهم، ومطالبا بالإفراج الفوري عنهم خاصة أن حياة البعض منهم معرضة للخطر ويموتون ببطيء في سجون الاحتلال.
من ناحيته فند السومي بعض الادعاءات والمفاهيم والأساطير التوراتية خاصة ما يتعلق منها بيهودية إسرائيل وعلوم الآثار. وقال 'لنا الآن أن نتساءل لماذا أسمى اليهود المعاصرون دولتهم الحديثة التي قامت عام 1948 باسم إسرائيل رغم أن إسرائيل القديمة لم تكن دولة يهودية ، فأقول موضحاً أن المدرسة التوراتية بقيادة وليم أولبرايت ثم ييغال يادين من بعده لم يكونا على معرفة بكل ما أسلفنا بل أصبحت هذه المعلومات متاحة بصورة قاطعة في الربع الأخير من القرن الماضي وأعتقد أن السطو المسلح على اسم دولتنا الكنعانية هو جزءً من السطو الكامل على بلادنا فلسطين.'
وأضاف: إن التوراة قد كتبت من قبل مجموعات من الكتبة على رأسهم كلاً من عزرا ونحميا بعد السبي البابلي وهو ما يفسر وجود القصص الرافدي في التوراة، كما تابع هذه المهمة عددً من الكتبة استمروا حتى المرحلة الهيلينية، أي أن التوراة لم تكن كتاباً ناجزاً منذ آلاف السنين بل كتبت في فترة كتابة الفلسفة اليونانية وما بعدها. ومن حسن حظ التوراة ان كلاً من الديانتين المسحية والإسلامية قد تعاملت مع التورات بقداسة ساعدت على استمرارية الديانة اليهودية وعدم انقراضها. وإن علم الآثار والدراسات التوراتية الحديثة تكشف لنا بصورةً متواصلة ما لم يكن بالحسبان وعلينا في القرن الحادي والعشرين أن نتعامل مع التاريخ ونتائج علم الآثار بموضوعية متخلصين من أية قداسات مضللة.
وفي ختام المحاضرة قام سومي بالإجابة على اسئلة الحاضرين واستفساراتهم المتعلقة بموضوع المحاضرة التاريخية الهامة.
يذكر أن محاضرة سومي الهامة تمت ترجمتها إلى اللغة الاسبانية وتم توزيعها على الحضور من أجل الاستفادة الأكبر، وقد حظيت بمدح واستحسان الحاضرين خاصة أنها تستند الى براهين وأدلة علمية من التاريخ القديم وعلم الآثار.
هذا ومن الجدير بالذكر ان المؤرخ والباحث د. لطفي السومي ولد في جنين- فلسطين في العام 1936 وانهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة جنين الثانوية عام 1953، كما التحق بجامعة القاهره، ثم انتقل في السنة الرابعة إلى جامعة دمشق وتخرج من كلية الآداب- فرع الفلسفة والاجتماع. ثم عمل في كل من الاردن وقطر والكويت واخيرا في سوريه. وحاضر في جامعة حلب بين 1967 و1970. وبدأت اهتماماته ومتابعته الحثيثة لعلم الآثار في الشرق الأدنى القديم وبصوره خاصه في فلسطين في مرحلة أواخر عصر البرونز والعصر الحديدي في الـ25 سنة الأخيرة وله عدد من الدراسات المنشورة في هذا الموضوع .