- تصنيف المقال : صدى الجاليات
- تاريخ المقال : 2014-06-10
غيب الموت في لندن السبت القاضي الفلسطيني المقدسي يوجين قطران، احد المع القضاة والحقوقيين الفلسطينيين عن عمر يناهز خمسة وسبعين عاماً، وهو عمرٌ حافل بالمنجزات قدم خلاله عطاء كبيراً لابناء وبنات شعبه الفلسطيني بصفته قانونياً فذاً ووطنياً مخلصاً لقضية بلده الأم فلسطين
وقد اكتسب يوجين محبة وصداقة واعجاب اصدقائه ومعارفه من العرب والبريطانيين لصدقه في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن عدالتها، ولكياسته وكرمه وحسن معشره. وكان جم النشاط على صعيد الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة وقد ترأس رابطتها لسنوات عمل خلالها بلا كلل لابقاء اعضاء الجالية مترابطين ووثيقي الصلة بعضهم ببعض وبتراث شعبهم الثقافي والفني والوطني وبما يجد من تطورات على المستوى السياسي الداخلي والعالمي بشأن قضية شعبه. وكان هو وزميله المحامي الفلسطيني المعروف انيس القاسم قد وضعا دستور رابطة الجالية الذي ما زال سارياً الى اليوم. وعندما كنا نسأله عن حاله وهو في احلك ايام مرضه في الاشهر القليلة الماضية وهو على سرير المستشفى، كان هو يسألنا: اخبروني، ما آخر التطورات على صعيد المصالحة الوطنية الفلسطينية؟
درس قطران في كلية فكتوريا في مدينة الاسكندرية في مصر ثم التحق بجامعة ليدز في انكلترا حيث حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الحقوق في العام 1958. ثم حصل على دبلوم في القانون الدولي من كلية ترينيتي بجامعة كيمبردج في العام 1959. ومنحته جامعة لندن درجة الدكتوراة في القانون في العام 1971 على منشوراته في ميدان القانون الافريقي وعمله في كلية الدراسات الشرقية والافريقية (سواس SOAS) في لندن.
كان يوجين قطران قد نال اجازة ممارسة المحاماة في انكلترا من جمعية حقوقيي "لنكولنز إن" في لندن وقد مارس المحاماة ما بين 1963 و 1992.
عين قطران في العام 1977 قاضياً في المحكمة العليا في كينيا بعد ان كان قد عمل مفوضاً قانونياً في كينيافي الفترة 1967-و1968 وبقي في ذلك المنصب حتى العام 1982. وعند عودته الى لندن صار استاذاً زائراً ورئيساً لمركز القانون الاسلامي والشرق الاوسطي في كلية الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن (SOAS) بينما كان يواصل ممارسة المحاماة في انكلترا. ثم عين قاضي جنايات في العام 1989 وشغل منصبه في محكمة الجنايات الى ان عين قاضي محكمة دورية في العام 1992. وقد جلس قاضياً للجنايات في محكمة ساوثورك في باديء الامر، ثم قاضياً في القضايا المدنية.
بعد اتفاق اوسلو، عين القاضي قطران في 1994 مفوضاً في الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الانسان. وقد ساعد في صياغة مسودة القانون الاساسي لفلسطين، كما عمل في مشاريع لتوحيد قوانين الضفة الغربية وقطاع غزة.
يترك القاضي الراحل الدكتور يوجين قطران من بعده زوجته كرستيان وابنته ليلي وابناءه مارك، وباتريك وبول وعدداً وفيراً مباركاً من الاحفاد والحفيدات. ندعو الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته، انا لله، وانا اليه راجعون.
ستعلن عائلة قطران لاحقاً عن موعد تقبل العزاء وموعد الجنازة.