- تصنيف المقال : أخبار و انشطة الجاليات
- تاريخ المقال : 2014-06-11
اختتم تجمّع الأطباء الفلسطينيين في ألمانيا مؤتمره السنوي السابع في مدينة برلين، بمشاركة حشد كبير من الأطباء والصيادلة حضروا أعماله على مدار ثلاثة أيّام قادمين من أرجاء الجمهورية الاتحادية، في أبرز تظاهرة طبية فلسطينية في الشتات
وتركّزت أعمال المؤتمر الطبي الفلسطيني الأبرز في أوروبا على طبّ الحوادث والطوارئ وسبل التعامل معها وأهم المستجدات بشأنها دولياً. وتناوب على إلقاء المحاضرات أخصائيون وخبراء ألمان وفلسطينيون خلال الأيّام من السادس وحتى الثامن من حزيران/ يونيو.
وشهد برنامج المؤتمر الإعلان عن سبق طبي عالمي أحرزه طبيب فلسطيني في ألمانيا، علاوة على مشروعات وبرامج مخصصة لدعم القطاع الصحي الفلسطيني.
المطالبة بلجنة طبية أوروبية لتقصي أوضاع الأسرى المضريبن
وقد استعرض الدكتور أشرف الددا، رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في ألمانيا، في كلمته الترحيبية، مسيرة التجمّع في العام المنصرم، كما سرد أهمّ المشاريع التي يجري الاستعداد للقيام بها في العام القادم، وعلى رأسها دعم المشاريع الطبية في مدينة القدس المحتلة مثل تأهيل الكوادر الطبية في مستشفى المقاصد الخيرية.
وفي تصريح له عن الأوضاع الصحية داخل فلسطين أعرب الدكتور الددا عن قلقه على صحة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، ونبّه الى خطورة أوضاعهم، وطالب بسرعة تشكيل لجنة طبية أوروبية لفحص الأسرى، معلناً عن استعداد التجمّع للمشاركة في هذه اللجنة ووضع كلّ إمكانيّاته وخبراته تحت التصرّف لهذا الغرض.
وتجدر الإشارة الى أن نقيب الأطباء الفلسطينيين في قطاع غزة دكتور فضل نعيم لم يتمكن من المشاركة في فعاليات المؤتمر بسبب الحصار المطبق على القطاع
وشارك في افتتاح المؤتمر المستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية في المانيا المهندس عبدالله حجازي ممثلاً عن السفيرة خلود دعيبس، حيث ثمّن في كلمته جهود التجمّع وأنشطته، وحيّى "دوره الوطني المميّز الذي يضطلع به من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني". وسلّم المستشار حجازي رئيسَ التجمع قائمة بالأدوية المستعجلة التي يحتاجها القطاع الصحي في فلسطين آملاً التعاون المشترك من أجل توفيرها.
وقد قدّم برنامج المؤتمر الدكتور إيهاب أبو العوف، وتحدّث في الأمسية الثقافية التي تخللته السيد ماجد الزير، رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا، مؤكِّداً أهمية التطوّر المتسارع الذي تحرزه المؤسسات والأطر الفلسطينية العاملة في ساحة المجتمع المدني الأوروبي، مشيداً بتجربة تجمّع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا بشكل عام وألمانيا بشكل خاص. وثمّن الزير في كلمته جهود التجمّع في إرسال الوفود والقوافل الطبية الى الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشيراً إلى أنّ "الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده لديه إمكانات عظيمة ومخزون قدرات في كافة المجالات من الضروري أن تُستغل لصالح الحفاظ على الحقوق من أجل استعادتها"، وقال إنّ "الوجود الفلسطيني في أوروبا نوعي، ومطلوب بشكل ملحّ تفعيله لصالح قضاياه الوطنية كالأسرى واللاجئين والقدس وإغاثة أبناء الشعب الفلسطيني في عدة أماكن في العالم".
شراكة لتحسين الوضع الصحي الفلسطيني مع "الإسلامي للتنمية"
ومن جانبه؛ وجّه السيد عمر مهيار، مدير المشاريع في البنك الاسلامي للتنمية، في كلمته من جدة عبر تقنية الربط التلفزيوني، الشكر والتحيّة لتجمع الأطباء الفلسطينيين في ألمانيا، كاشفاً النقاب عن التوجّه إلى إبرام اتفاقية شراكة بين البنك والتجمّع من أجل الرقيّ بالقطاع الصحي في فلسطين. وتشمل الشراكة التركيز على تأهيل الأطباء الفلسطينيين وتدريبهم داخل المستشفيات الفلسطينية، واستقبالهم في دورات طبيّة في أوروبا، وكذلك تنفيذ مشاريع طبية تنموية مُستدامة في فلسطين. وسيتم لهذا الغرض تكوين لجنة متابعة طبيّة تتكوّن من مجموعة من الخبراء والمستشارين من القارة الأوروبية.
طبّ الحوادث والطوارئ محوراً للانعقاد
وقد توزعت أعمال المؤتمر على عدة محاور، تصدّرتها جلستان علميّتان تضمّنتا خمسة محاضرات أشرف على إدارتهما عضوا التجمّع الدكتور أسعد هنية والدكتور شادي أبو حمد، بالاضافة الى ثلاث ورش عمل للأطباء عن جراحة المناظير بإشراف الدكتور منير ديب رئيس قسم الجراحة الهضمية في مستشفى أمرلاند، وأخرى عن الطرق العملية للتخلّص من التلوثّات أثناء عمليات زراعة مفاصل الحوض بإشراف السيد تولاشيفسكي من شركة "تيلوس" الألمانية الرائدة في صناعة المفاصل، وأخرى عن إنعاش القلب والرئة طبقاً لأحدث اللوائح الدولية بإشراف عضو التجمّع دكتور أسامة أبو حسان.
وتحدّث في الجلسة العلمية الأولى الدكتور شتيفان أيغرلينغ رئيس أطباء في مستشفى جراحة الصدر ومدير مركز فيفانتيس للأمراض الصدرية في برلين، عن الحوادث الصدرية الطارئة من المنظور الجراحي وطرق علاجها. وتحدّث الدكتور زكريا أبو مصطفى، عضو التجمّع ونائب رئيس قسم جراحة الحوادث في مدينة فايدن في ولاية بايرن، عن التحدِّيات المصاحبة للحوادث الجراحية الطارئة للأطفال. ثمّ تناول الأستاذ دكتور كوشيلني رئيس معهد تخثر الدم في المستشفى الجامعي في برلين موضوع مشكلات التخثّر الدموي المصاحبة للحوادث الجراحية.
أمّا في الجلسة العلمية الثانية فتحدّث البروفيسور فون هايني مان، نائب رئيس قسم التخدير والعناية المركّزة في مستشفى برلين الجامعي، عن نقل الدم الهائل في الحوادث الجراحية الكبيرة.
سبق طبِّي عالمي يحرزه أحد أعضاء التجمّع
وقد تخلل المؤتمر السنوي السابع لتجمّع الأطباء الفلسطينيين في ألمانيا، الإعلان عن سبق علمي جديد أحرزه أحد أعضاء التجمّع.
جاء ذلك في المحاضرة العلمية الأخيرة ضمن أعمال المؤتمر، والتي ألقاها عضو التجمع البروفيسور دكتور أيمن الأغا، رئيس قسم الجراحة الهضمية والمناظير في مستشفى بوجن هاوزن في ميونيخ، كاشفاً النقاب عن قيامه بعملية زراعة إحدى فصوص الغدّة جار الدرقية تمّ استئصالها من رقبة شقيق مريضة تبلغ من العمر 33 عاماً وزرعها في ذراعها.
وكانت المريضة تعاني قبل العملية من تشنجات متواصلة في جسمها بسبب نقص البارات هورمون الناتج عن مضاعفات عملية جراحية لاستئصال الغدة الدرقية، وهي العملية الأولى على مستوى العالم التي تجرى بهذه الطريقة، فغالباً ما تتمّ عملية الزراعة من جسم المريض نفسه وإليه وليس من قبل شخص آخر.
آليّات تحسين الأوضاع الصحية في فلسطين
وتضمّن برنامج المؤتمر عقد جلسة حوارية لمناقشة آليّات دعم الوضع الصحي في فلسطين وتحسينه، شارك فيها كلّ من المستشار والخبير الإداري السيد هورستيل من مدينة بوستدام، الذي تحدّث عن التحدِّيات والحلول التي تواجه الوفود الطبية المتوجِّهة من ألمانيا إلى فلسطين.
كما تحدّثت السيدة هوفمان، المديرة في هيئة الإغاثة الدوائية، وهي أكبر هيئة إغاثية أوروبية متخصِّصة في توفير الدواء لمناطق الحروب والنزاعات، عن سبل التعاون المشترك مع تجمّع الأطباء الفلسطينيين في سبيل توفير العقاقير التي يحتاجها القطاع الصحي في فلسطين.
واشتمل المؤتمر على جلسة إدارية خاصة بأعضاء التجمّع، تم فيها استعراض التقرير الأدبي عن العام المنصرم، وجرى فيها الإعلان عن عقد مؤتمر العام القادم في مدينة كولونيا في ولاية شمال الراين ووستفاليا. كما تمّ تكريم مجموعة من أعضاء التجمّع الحاصلين على شهادات التخرّج والتخصص وكذلك من تقلّد مناصب علمية رفيعة المستوى منذ المؤتمر السنوي السابق.
أكبر تجمع للأطباء الفلسطينيين في الشتات
وتكمن أهمية مؤتمر هذا العام في أنه يعقد للمرّة الأولى في العاصمة برلين حيث أكبر تمركز سكاني فلسطيني في القارّة الأوروبية. ويمثِّل المؤتمر تظاهرة طبية دأب تجمع الأطباء الفلسطينيين في ألمانيا على إقامتها كلّ عام في إحدى مدن الجمهورية الاتحادية، تتيح تبادل الخبرات العلمية والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه العلوم في المجالات الطبية وتطبيقاتها.
ويُعدّ تجمّع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا الجسم الأكبر للأطباء الفلسطينيين في الشتات، وينتسب له مئات الأعضاء من تخصصات متعددة، وحاز على عضوية الهيئة المختصة بالمنظمات غير الحكومية في الاتحاد الأوروبي. وقد تمّت المحاضرات العلمية وورش العمل التي شهدها المؤتمر بموافقة رسمية من نقابة الأطباء الألمانية في ولاية برلين، في إطار برنامج التعليم المستمرّ، وقد تم توزيع شهادات الحضور المعتمدة على جميع المشاركين بموجب ذلك. وقد انعقد المؤتمر تحت رعاية عدد من شركات الأدوية والتجهيزات الطبية الألمانية التي كانت ممثلة في المؤتمر بجناح خاص بها استعرضت فيه أحدث منتجاتها.
وعلاوة على فقراته العلمية؛ فقد شهد المؤتمر الذي استمرّ ثلاثة أيام، فقرات اجتماعية وفنية منوّعة، أهمها معرض الفنان الفلسطيني نمر أبو ضاهر الذي جسّد فيه النكبة الفلسطينية بكلّ مراحلها عبر لوحاته التشكيلية الزيتية. وشمل برنامج المؤتمر إقامة أمسية فنية أحياها الفنان خالد الأمير من المانيا ومسابقات ثقافية وبرنامج ترفيهي عائلي مع رعاية للأطفال، إضافة إلى جولة سياحية بالسفينة عبر نهر سبري في مدينة برلين.