- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2014-06-17
قالت صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم الثلاثاء, "أن بنيامين نتنياهو يُهيج حربا, لا بمعنى كونه عدوانيا فقط أو غير مهادن أو متشددا بل بمعان أوضح وأوسع، فقد تصرف بنيامين نتنياهو منذ كانت الانتخابات كأنه يُعد لحرب".
وقالت هآتس في تحليل مطول حول ردة فعل نتنياهو ان الأخير يؤمن بالحرب وأصبح يحشد سلاحا مستعينا أيضا بنفقة "الوسائل الخاصة"، المقطوعة عن تقليصات الكنيست والخزانة العامة، وهو يدخل ويخرج من محادثات حول "مخطط كيري"، دون أية نية لأن تنتهي الى اتفاق، فقد أعلن عن ذلك في واقع الامر حينما طلب الى أبو مازن بأن يعترف بالدولة اليهودية. ويؤمن نتنياهو بأن الفلسطينيين متعطشون للدم – وقد كاد يقول ذلك بصراحة في خطبته المهينة في ساعة مشاهدة في الذروة حينما علم الجمهور باختطاف الفتيان الثلاثة طلاب المعهد الديني.
وتابعت الصحيفة " في ساعة مشاهدة في الذروة في يوم السبت استغل نتنياهو أقسى ساعات أبناء عائلات المخطوفين ليُظهر نفسه بمظهر زعيم الحرب، مظهر ذلك الشخص الذي يجمع السلاح ويتجاهل قواعد الدبلوماسية وليست عنده رؤيا سوى السيطرة على أراضي السلطة الفلسطينية صدورا عن فرض عمل لا لبس فيه هو أن كل فلسطيني مشتبه فيه وعنيف.
"المستوطنات وفقا للتحليل عائق أمام السلام. وأصبحت المستوطنات قذى في عيون كثيرين. والمستوطنات فِعل سلب, والمستوطنات، وليسمع هذا السيد نفتالي بينيت، هي معسكرات في رداء مدني. وستستمر معاناة الفلسطينيين دون موافقة فلسطينية على قبولها وترتيب مكانتها – أو اخلائها, وستستمر مقاومتهم للاحتلال ايضا وينبغي أن نأمل أن يكون ذلك بصورة دبلوماسية غير عنيفة كما حدث في فعل الاختطاف هذا الذي ليس له أي تأييد من أبو مازن، لكن المعاناة تستتبع المقاومة أبدا.
وقال هآرتس ان خطبة نتنياهو خطيرة لا على الفلسطينيين فقط الذين أبلغهم بينيت بلغته الهابطة العنيفة التي لا تأخذ في حسابها السياسة والصبر وحقوق الإنسان "كي لا يُبلبلوا". إن خطبة نتنياهو كانت خطيرة على "إسرائيل" في الأساس.
وأشارت هآترس ان القذائف الصاروخية الآن ليست هي التي تسوغ القصف من الجو بل أرواح ثلاثة فتيان مستوطنين, وليس سكان غزة المسجونون منذ 2010 وحكومة حماس التي تمثلهم هم الذين ينتظرهم عقاب جماعي بل الفلسطينيون جميعا الذين يؤمن نتنياهو أصلا بأنهم يستحقون ذلك بالفطرة ولمقاومتهم مستوطناته, "وهذه هي الكلمات التي كان يجب أن يقولها في بداية خطبته: "تحدثت الآن الى محمود عباس"، لكنها ليست الكلمات التي اختار أن يقولها (وأصبح الأمر متأخرا الآن).