- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2014-08-03
شل المتضامنون مع فلسطين أمس السبت وسط العاصمة الأميركية واشنطن بخروج أكثر ستين ألف متضامن لشوارعها واغلاقها وفرض حصار على البيت الأبيض من معظم الطرق المؤدية اليه ما أدى لأزمة مرور خانقة دامت طوال اليوم، وذلك ضمن مظاهرة كبرى حٌشد لها من معظم الولايات الأميركية وانطلقت من أمام البيت الأبيض وسارت في شوارع العاصمة الرئيسية قبل أن تعود للاعتصام أمام الجناح الذي تقع فيه غرفة نوم الرئيس الأميركي باراك اوباما.
وحسب ما وصل دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية من القائمين على المظاهرة، فقد أوضحوا أن هذه المظاهرة نُظمت من قبل تحالف أميركي عريض لمناهضي العدوان على غزة يضم إلى جانب أنصار فصائل العمل الوطني والإسلامي في الولايات المتحدة ، المؤسسات الإسلامية واليسارية الأميركية والكنائس والنقابات وتجمعات أخرى.
وركز متحدثون رئيسيون في التظاهرة على إتهام البيت الأبيض وساكنه اوباما بالمشاركة الفعلية في المجزرة المرتكبة في غزة ضد الأطفال والمدنيين عبر توفيره للغطاء السياسي لجرائم اسرائيل ، وفتحه مخازن ذخيرة الجيش الأميركي لجيش الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة مجازره.
وردا على خطاب اوباما الأخير المؤيد لجرائم اسرائيل وجه عضو المجلس الوطني الفلسطيني الدكتور غسان بركات في كلمة رئيسية تحية للمقاومة الفلسطينية من أمام البيت الأبيض وقال ان استمرار جرائم الاحتلال ومجازره وغياب أي رادع دولي لحماية أطفالنا ونسائنا لا يبقي أمامنا غير خيار المقاومة ، ومن هنا من امام البيت الأبيض أوجه التحية للمقاومة الفلسطينية الباسلة التي ردعت القتلة عن المضي في قتلهم للأطفال والنساء. واضاف : أوباما إدعى أن المقاومة هي من خرقت الهدنة الإنسانية ونحن نقول له قرب غرفة نومه أنت وربيبتك اسرائيل من خرقوا الهدنة ويواصلون قتل الأطفال والمدنيين.
وحتى ما قبل مظاهرة واشنطن كانت سياسة المتظاهرين المؤيدين لفلسطين تبتعد عن التبني الرسمي للمقاومة الفلسطينية لكن كما يبدوا من كلمة الدكتور بركات وهو من قادة الحراك المناهض للعدوان على غزة فإن غياب أي رادع دولي لجرائم الكيان لم يُبقِ خيارا غير تبني المقاومة الفلسطينية وسيكون لهذا تأثير وتغيير رئيسي على لغة المناهضين للعدوان في الولايات المتحدة.
وألقى بريان جاكوب من منظمة "آنسر" الأميركية اليسارية كلمة أكد فيها شراكة إدارة اوباما القانونية الكاملة مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو عن جرائم الحرب التي أرتكبت في العدوان المتواصل على قطاع غزة.
وألقى رئيس منظمة مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية نهاد عوض كلمة طالب فيها بوقف العدوان الإسرائيلي ومحاسبة اسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية والمضي بمقاطعتها.
من جانبه ألقى منسق حركة مقاطعة اسرائيل الدكتور سنان شقديح كلمة قال فيها : أن من يتظاهر رفضا للعدوان في واشنطن كمن يتظاهر في تل ابيب رفضا للمجازر، فكلا الدولتين تلطخت أيديهما بدماء أطفال غزة ، وليس هناك فرق بين من يمارس القتل والمجازر في دولة الكيان وبين من يوفر له السلاح والغطاء السياسي في واشنطن. وأعتبر د. شقديح أن اوباما مجرم وقاتل مثله مثل نتنياهو وطالب بسحب جائزة نوبل للسلام منه وإستبدالها بحذاء ملطخ بالدم لطفل من ضحايا مجزرة غزة.
وحسب منظمي المظاهرة ، فإن التظاهرات المناهضة لإسرائيل في الولايات المتحدة ستتواصل ، فيما شرعت المنظمات المناهضة للعدوان ببحث إمكانية تحويل تحالفها من مؤقت ينتهي بإنتهاء العدوان إلى تحالف دائم لمساندة الشعب الفلسطيني سياسيا ، وتطوير فعاليات التضامن بإتجاه حشد الرأي العام الأمريكي لمقاطعة إسرائيل ومنتجاتها ، ووقف سياسة الإدارة الأمريكية لإمدادها بالسلاح بحجة تمكينها - وهي الدولة التي تمارس الإرهاب وجرائم الحرب - من الدفاع عن النفس.