- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2014-08-26
سجلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، عددا من الإخفاقات، التي اعتبرت، من وجهة النظر الإسرائيلية، أن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية ارتكبتها، وأدت إلى انجرار إسرائيل إلى حرب استنزاف وإفراغ البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة من السكان، وذلك بعد انقضاء 50 يوما على الحرب العدوانية على قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن المشاعر في الجيش تجاه وزير الأمن، موشيه يعلون، الذي لأول مرة يقود حربا بهذا القدر من الأهمية، هي مشاعر صعبة. وبدأت هذه "المشاعر الصعبة" بقوله إن التعامل مع الأنفاق في غزة سيستغرق "يومين – ثلاثة" لكن ذلك استمر ثلاثة أسابيع.
كذلك انتقدت الصحيفة "هرب يعلون" وامتناعه عن زيارة كيبوتس ناحال عوز، القريب من الحدود مع القطاع، بطلب من الشاباك لأن ذلك قد يشكل خطرا على حياته. وقالت الصحيفة أنه تعين على يعلون أن يشكل قدوة وأن لا ينصاع إلى تعليمات حراسه والوصول إلى الكيبوتس.
ورأت الصحيفة أن الأخطر من كل ذلك هو أن يعلون، سوية مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وافقا على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، عندما طرحت في المرة الأولى وقبل تدمير جزء من الأنفاق.
وأضافت الصحيفة أنه عندما قرر نتنياهو ويعلون شن العملية البرية "كانت هذه عملية محدودة وغير كافية" وأن كلاهما يتحملان المسؤولية العليا لاستمرار لفترة طويلة جدا ومن دون حسم ومن دون أفق لإنهائها.
وانتقدت الصحيفة أداء رئيس أركان الجيش، بيني غانتس، الذي دعا سكان الجنوب للعودة إلى بلداتهم بعد إعلان التهدئة الأولى.
والانتقادات الأكثر عمقا تجاه غانتس تشمل عدم وضعه خطة متعددة السنوات من أجل بلورة مستقبل الجيش. وقالت الصحيفة إن رئيس أركان غيره كان "سيقلب الطاولة" من أجل الحصول على ميزانيات لتنفيذ ذلك. لأنه نتيجة لذلك لم يتطور سلاح البرية. كما أن تدريب الألوية تراجع إلى النصف.
ولامت الصحيفة قرار غانتس ويعلون بإجراء تقليصات في سلاح البرية، وانتقدت عدم قدرتهما على إقناع نتنياهو ب"خريطة التهديدات الحقيقية" في الأشهر التي سبقت العدوان على غزة.
وانتقدت الصحيفة أنه طوال الحرب لم تكن هناك عمليات عسكرية "لامعة"بحيث تكون لها انعكاسات نفسية على الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال حرب لبنان الثانية نفذ الجيش 23 عملية عسكرية خاصة بينما في الحرب على غزة نفذ الجيش 5 عمليات كهذه.
وقالت الصحيفة إن "العدو عرف قراءة الجيش الإسرائيلي والاستعداد له بما يتلاءم مع ذلك. وعملية الكوماندو البحري، مثلا، التي نفذت في أيام القتال الأولى، أحبطتها حماس وهي في بدايتها".
كذلك أشارت الصحيفة إلى التقديرات الخاطئة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية، التي تحدثت أن حماس لا تريد الدخول في حرب مع إسرائيل، كما أن الشعبة زودت معلومات جزئية فقط.
وانتقدت الصحيفة أداء قيادة الجبهة الجنوبية وقائدها، سامي ترجمان، بكل ما يتعلق باستخدام آليات شكلت خطرا على حياة الجنود. وأبرز الأمثلة في هذا السياق استخدام ناقلة جند مدرعة قديمة وتسبب ذلك بمقتل 7 جنود. وأوردت الصحيفة أمثلة أخرى أدت الأخطاء فيها إلى مقتل جنود أيضا.
ودعت الصحيفة إلى استخلاص العبر من هذه الحرب، وأبرزها، إلى جانب استيعاب بطاريات "القبة الحديدية" جديدة وبطاريات "العصا السحرية"، طالبت الصحيفة بالاهتمام بتوفير حماية للدبابات والآليات المدرعة بتزويدها بمنظومة "معطف الريح" المضاد للقذائف ضد الدبابات، وذلك على ضوء رفض جنود الاحتياط الدخول إلى القطاع بمدرعات لا توجد فيها حماية كهذه.
وأدى ذلك، وفقا للصحيفة، إلى حدوث "أزمة ثقة شديدة" بين قوات الاحتياط والجيش "الذي لم يهتم بتزويد آليات ملائمة". وحذرت من أن عدم التزود بآليات كهذه من شأنه أن يتسبب "بتمرد" من جهة ذوي الجنود النظاميين، الذين دفعوا الثمن بإصابة صواريخ مضادة للدبابات للمدرعة في الشجاعية.