- تصنيف المقال : صدى الجاليات
- تاريخ المقال : 2014-09-02
قبل 37 سنة هاجر رائد صلاح مع عائلته من الضفة الغربية الى برلين. وهو كفيل قريبا بان يحقق تاريخا كمواطن الماني أول من اصل فلسطيني ينتخب لرئاسة بلدية العاصمة الالمانية.
منذ استقال رئيس البلدية الحالي كلاوس وبرايت على نحو مفاجيء في أعقاب سلسلة اخفاقات في بناء المطار الجديد للمدينة، صعد صلاح الى العناوين الرئيسة كواحد من المرشحين الثلاثة المتصدرين لخلافته في الانتخابات التي ستعقد في الاسابيع القريبة القادمة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ويذكر أن وبراين سينهي مهام منصبه في كانون الاول القادم.
صلاح (37 سنة) ولد في قرية سبسطية في اطراف نابلس وهاجر الى المانيا عندما كان في الخامسة من عره. ومع أنه ترى في ظروف قاسية من الفقر في حي شبنداو الى جانب مهاجرين كثيرين من الشرق الاوسط وبدأ طريقه كعامل مطبخ في "بيرغر كينغ" نجح في التغلب على مصاعبه: بعد سنوات من العمل الكد اصبح مديرا كبيرا في شركة ألمانية للغذاء السريع. وفي الطريق تمكن ايضا من دراسة عدة فصول في الطب واقامة شركة اتصالات.
وفي السنوات الاخيرة اصبح نجما صاعدا في السياسة الالمانية: في 2006 انتخب لاول مرة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي كان عضوا فيه منذ صباه، الى مجلس النواب في بلدية برلين. وقبل ثلاث سنوات شق طريقه الى منصبه الحالي كرئيس الكتلة الاشتراكية الديمقراطية في مجلس نواب العاصمة الالمانية.
ومع أنه ليس له علاقة عائلية معروفة مع رئيس الجناح الشمالي للحركة الاسلامية في اسرائيل والذي يحمل نفس الاسم، فقد كان لصلاح عدة تصريحات مناهضة لاسرائيل. ففي اثناء حملة "الرصاص المصبوب" اتهم اسرائيل بـ "انعدام الانسانية" وبـ "المس الذي لا يطاق بالقانون الدولي". صلاح، الذي لا يزال لديه اقرباء في الضفة الغربية، دعا الى اجراء مظاهرات جماهيرية ضد اسرائيل لتشديد الضغط عليها. ومع ذلك، حرص على أن يميز بين سياسة اسرائيل وبين اليهود وحذر من اللاسامية. وفي أثناء حملة "الجرف الصامد" شدد على أن "كل الالمان يعارضون اللاسامية".
ورغم ذلك، فان محافل في الجالية اليهودية في برلين اعربت عن تخوفها من امكانية انتخاب صلاح لرئاسة البلدية بسبب المواقف التي أعرب عنها في الماضي ضد اسرائيل.
في أوساط الاف الاسرائيليين الذين يسكنون في المدينة لا يبدو تخوف مشابه. بل العكس: ايتي، اسرائيلي من برلين، يرى في هذا بالذات وسام شرف لطبيعة المدينة المتسامحة. "الجميل في هذه المدينة هو أنه حتى مهاجر يمكنه أن يتنافس على رئاسة البلدية ويصبح عزيز قلب السكان"، قال.