تجمع الأطياف السياسية والوطنية والشعبية الفلسطينية رفضها أخذ القانون باليد وتنفيذ حكم الإعدام بعيداً عن المحاكمة، وفي بيان وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مقتل رفيقها "فواز الكلاّب" في قطاع غزة على أيدي عناصر مجهولة بالجريمة البشعة ، الكلاب ابن معسكر جباليا هو صاحب تاريخ نضالي حافل، وهو أحد مؤسسي مجموعات النسر الأحمر التي تركت بصمةً واضحة في معارك الشرف التي خاضتها الثورة الفلسطينية.
ليس دفاعاً عن الجبهة الشعبية ولا عن أي تنظيم آخر، إنما حفاظاً على الدم الفلسطيني النازف، -حادثة القتل هذه رافقت الحملة التي قامت بها عناصر القسام التابعة لحركة حماس-، بعد مقتل ثلاثة من قادتها، في استهداف مباشر من قبل جيش الاحتلال الظالم.
أما وقد انتهى العدوان على غزة والذي استمر لمدة واحد وخمسين يوماً، وحتى لا نغرق في بحر من التأويلات، حول ما جرى في قطاع غزة من حملة تستهدف إعدام كل من يُشكُ في أمرهم بالتخابر مع الاحتلال، وأقول من يُشكُ في أمرهم لأن المتنفذين في حماس أطلقوا حملتهم دون محاكمة أو إجراء قانوني ، وأضع خطاً احمر تحت من يُشكُ في أمرهم، لأن الاشتباه مصيبه، والحكم بالنوايا أخطر ، مورس خلال الأيام الأخيرة من الحرب حملة قتل بالجملة وخنقاً للرقاب، لا يعقل وبقدرة قادر وخلال يومين أن يتم قتل من يشك في أمرهم، وأقول من يشك في أمرهم قاصداً، لأن كل ما جرى من قتل لهؤلاء تم بصورة سريعة، ومن دون إتباع الطرق القانونية التي من شأنها أن تثبت خيانتهم.
حماس والتي تعتبر نفسها وصيةً على العباد، وتعمل بالأمر الإلهي، جاءها الوحي على فجأة، فأوحى إليها على حين غرَّة بأن هؤلاء عملاء لإسرائيل، وأنه يجب إزهاق أرواحهم فوراً، وبالطريقة التي يزهقُ بها تنظيم داعش أرواح الأبرياء في سوريا والعراق.
نعلم جميعاً أن الوحي الذي كان ينزل على سيدنا محمد توقف عن النزول منذ وفاة الرسول، ولم يكن محمد إلا صاحب خلق وفعل حسن، فأذهل الأعداء قبل الأصدقاء بحسن خلقه، وكان يشار إليه بالآمين، ولم يقل عنه أبو لحيه أو أبو "دشداشه"، ولم يكن فظاً ولا مهوساً بإزهاق الرقاب .
قضايا القتل التي تنتهج في غزة تحت ذراع العمالة مع الاحتلال مقلقه جداً وتدعو إلى الاشمئزاز والقرف، خاصة وأنها لم تكن إلا ردة فعل على ما قامت به إسرائيل من قتل لثلاثة من قادتها، وهذا ما يجعلنا ننظر إلى الأمر بريبة، نعم ريبة مقلقة تطرح مئات الأسئلة، هل هي منزهة عن الأخطاء؟ وهل اتبعت الوسائل القانونية في إثبات خيانة من تم قتلهم؟ وهل العملاء وجدوا خلال فترة الحرب؟
لماذا لم يهبط الوحي عليهم قبل الحرب أو قبل اغتيال قادة القسام ؟ لو كان ذلك تحقق لحافظنا على دماء أبناء شعبنا الذين قتلتهم آلة العدو الصهيوني، قائمة أسئلة طويلة تدفع إلى التخوف مما هو قادم، وتستحضر مشهداً أسود لما هو قادم.
في غزة العدوان وما خلفه من الدمار، وظلم ذوي القربى يؤرقان المواطن الفلسطيني، ويدفعانه إلى الكفر بكل المبادئ التي آمن بها، وأضف إلى ذلك يمكنان الاحتلال منا أكثر فأكثر، والسير في هذا الدهليز المظلم يدفع بكافة الانجازات التي تحققت إلى الجحيم، تجاوزات الحركة في هذه اللحظة المصيرية لا تعطيهم حصانة الأنبياء ولا طهارة الملائكة، وأن حوادث القتل التي تكررت خلال الأيام الماضية تحت شعار اسمه المقاومة يجب ألا تمر مرور الكرام.
غزة المحاصرة والتي تعرضت لعدوان مدمر تجاوز الخمسين يوماً، لا تعاني من الاحتلال وحده، إنها تعاني احتكار تنظيم حماس لكل ما هو في القطاع، وتبقي المواطنين بين فكي كماشة الاحتلال وصكوك غفران قيادات حماس، إن هذه الصورة المشوهة لا تؤسس إلا لدم وقتل قادم، وتبني مجداً وهمياً زائفاً لجمهورية في الخيال اسمها "حماسستان" دستورها القتل تحت الاشتباه لذلك استحقت لقب "هماجستان بجدار"

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف