نظمت سفارة دولة فلسطين في جمهورية تشيلي مساء الاربعاء الماضي في كلية الحقوق بجامعة تشيلي يوم الأسير الفلسطيني حيث قامت
سعادة السفيرة د. مي الكيلة والسيد موريسيو أبو غوش رئيس الفدرالية الفلسطينية والأستاذ هيرم فياجرا الخبير بالقانون الدولي استاذ القانون في جامعة تاراباكا نيابة عن السيد أوجو تيرس عضو مجلس النواب في تشيلي ندوة تناولت تاريخ الحركة الأسيرة ووضعهم في القانون الدولي بحضورعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وطلبة الجامعة، ويأتي هذا النشاط ضمن سلسلة نشاطات مزمع عقدها بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني . حيث ابتدأ النشاط بالنشيد الوطني التشيلي والفلسطيني تلاهما كلمة ترحيبية من عميد كلية الحقوق الدكتور روبرتو نعوم.
وفي كلمتها تحدثت د. مي الكيلة عن المراحل التي شهدها النضال الفلسطيني الذي كفله القانون الدولي وصولاً الى حصول فلسطين على العضوية المراقبة في الأمم المتحدة.
وأضافت د. كيلة ليس من باب الصدفة ان يكون يوم 17/4 يوم للأسير الفلسطيني حيث جاء هذا اليوم تخليداً لذكرى تحرير أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة محمود بكر حجازي في أول عملية تبادل للاسرى مع الاحتلال، وبينت د. كيلة
وفقاً للإحصائيات الأخيرة ان عدد الأسرى الفلسطينيين وصل منذ عام 1967 ولغاية الأن اكثر من 800 الف أسير وأشارت ان عدد الاسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال حتى الأن ما بلغ 4900 اسير وأسيرة منهم 14 أسيرة و 235 طفل تحت السن القانوني و14 عضو برلمان ووزيرين سابقين وما يقارب 170 معتقل إداري، وتطرقت د. كيلة الى مباحثات السلام مع إسرائيل وعدم التزامها بها بل قامت على العكس بمزيد من
الإنتهاكات وبينت ان أكثر من 77 أسير يقبعون في السجون منذ أكثر من 20 سنه وأكثر من 25 أسير منذ ما يزيد عن 25 سنة مشيرة بذلك الى الأسرى القابعون في غياهب السجون قبل التوقيع على أتفاقية اوسلو.
كما تناولت د. كيلة الأوضاع الإنسانية والصحية للأسرى مؤكدة على أنهم يعانون من أوضاع صحية سيئة حيث بينت أن هنالك أكثر من 1500 أسير وأسيرة يعانون من أمراض صحية بحاجة لعلاج عاجل وان أوضاع عدد من الأسرى وصل الى مرحلة الخطر هذا الى جانب ما يقارب 25 أسير يعانون من مرض السرطان وحملت د. كيلة إدارة السجون والحكومة الإسرائيلة المسؤولية الكاملة عن حياتهم وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات القانونية ومؤسسات حقوق الإنسان بالمزيد من العمل للكشف عن الانتهاكات الاسرائيلية بحق الاسرى والضغط على إسرائيل للإفراج العاجل والفوري عنهم موضحة ان القيادة
الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس يبذلون الجهد لكشف وفضح الممارسات الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا بشكل عام والأسرى بشكل خاص والعمل جاري للإفراج عنهم،
مشيرة الى ان عدد شهداء الحركة الأسيرة وصل الى 240 شهيد قضى أغلبهم في مراحل التحقيق وكنتيجة مباشرة للتعذيب الى جانب إستشهاد عدد أخر نتيجة الإهمال الصحي والاوضاع المعيشية الصعبة التي يعيش بها الاسرى.
وأوضحت د. كيلة ان الشهيد عرفات جردات الذي سقط شهيداً نتيجة التعذيب الإسرائيلي وهذا ما تم إثباته في التشريح على عكس الرواية الإسرائيلة ، الى جانب إستشهاد ميسرة ابو حمدية نتيجة الإهمال الطبي وتركه وحيداً يصارع المرض دون علاج، موضحة ان الشهيد ابو حمدية استشهد وهو يعاني من مرض السرطان وأضافت انه لمن المؤلم ان يفارق الشهيد ابو حمدية الحياة وهو مكبل الأيدي والأقدام على الرغم من معاناته نتيجة المرض المستشري في جسده.
وطالبت د. كيلة المزيد من الدعم الشعبي والعمل الحكومي والمؤسساتي لإطلاق سراح الاسرى وبالاخص الأسرى المضربين عن الطعام منذ عدة شهور مستذكره الأسير البطل سامر العيساوي الذي يسطر معاني البطولة والحرية والكرامة في إضرابه الأسطوري المستمر منذ شهر اغسطس 2012. ويقبع في سجون الاحتلال دون محاكمة وهذا يشكل انتهاك اخر للقانون الدولي الى جانب انه اسير محرر أعيد اعتقالة دون اي تهمه تذكر.
مبينه ان دقات قلبة وصلت الى 30 دقة وهذا مؤشر خطر من الناحية الطبية ومن المحتمل ان يلحق الاسير العيساوي لا قدر الله برفاق دربه.
موضحه ان العروض الإسرائيلية المزعومه والتي ترفضها القيادة و الشارع الفلسطيني والأسير سامر العيساوي شخصياً والممثلة بسياسة الإبعاد مستذكره إبعاد العشرات من ابنائنا الى قطاع غزة الجزء الاصيل من فلسطين والى عدة دول
اخرى وما رافقهم من معاناة وعدم التزام إسرائيل بعودتهم على الرغم من إنتهاء فترة الإبعاد هذا الى جانب محاولتهم اغتيال عدد منهم في الخارج.
وتحدث السيد موريسيو ابو غوش عن معاناة الشعب الفلسطيني منذ بداية الإحتلال الاسرائيلي، وقال بأن إسرائيل لم تقم بإحتلال فلسطين فحسب بل قامت بإرتكاب المجازر بحق ابناء شعبنا ولم تستكفي بذلك بل قامت بالتوسع واحتلال ما تبقى من الاراضي الفلسطينية عام 1967 الى جانب اجزاء من الدول العربية المجاورة.
وأضاف السيد أبو غوش ان قضية الاسرى مرتبطة بالاحتلال منذ اليوم الأول له مبيناً أن اكثر من 20 % من الفلسطينيين تم اعتقالهم منذ عام 1967، كما وتحدث عن احوال السجون والاوضاع المأسوية للاسرى داخل السجون الى جانب معاناة عائلاتهم وهذا يشكل انتهاك اخر لحقوق الانسان.
وطالب السيد ابو غوش في ختام كلمته المجتمع الدولي التدخل لحماية الاسرى واشار الى ان الانتفاضة الثالثة سيكون عنوانها الاسرى كما وأبرق تحية اجلال الى الاسرى البواسل والى الاسير سامر العيساوي وكافة الاسرى المضربين عن الطعام.
وبين السيد هيرم فياجرا وجهة نظر القانون الدولي فيما يتعلق بقضية الاسرى متهماً اسرائيل بخرق القانون الدولي والانساني واضاف ان اي تحليل لقضية الاسرى يجب الا يغفل حقيقة ان الاسرى الفلسطينيين هم اسرى حرب وفقاً للقانون الدولي خاصة وان الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال.
وتناول السيد فياجرا القانون الجائر الذي سمي بقانون شاليط والذي يهدف الى زيادة معاناة الاسرى وعائلاتهم وقال ان إسرائيل تدعي انها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وهذا ليس صحيح لان سياستها لا تدل على ذلك، وتوضح بأنها خلقت كدولة استعمارية إمبرياليه.
وأضاف السيد فياجرا ان ما بتعرض له الشعب الفلسطيني من تطهير عرقي ليس ببعيد عما تعرض له اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، وختم السيد فياجرا كلمته بالقول ان القضية الفلسطينية هي ليس قضية الشعب الفلسطيني فحسب بل هي قضية أحرار العالم.



لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف