تشع في فضاء مهرجان مالمو للافلام العربية الرابع

في ساحة مالمو " ستور تورجت " و امام سينما المراَة " سبيغلن " تجمع المئات من رواد الشاشة الكبيرة من مالمو و هيلسنغ بورغ و لاندسكرونا و تريلي بورغ على طرفي السجادة الحمراء لاستقبال الفنانين العرب الذين اموا هذه المدينة الوادعة التي توسدت شواطئ البلطيق الغربية فاحالوها الى عاصمة لتلاقح الثقافات بين الثقافة العربية و ما يزيد عن مئة و خمسين ثقافة تشكل خلفية سكان عاصمة جنوبي السويد الذين قدموا اليها من كل حدب و صوب من اركان الدنيا الاربعة

و تجمهر الاعلاميون بكامراتهم يتنافسون فيما بينهم على التقاط اجمل الصور التذكارية للممثلين و المخرجين و كتاب السينوريوهات و الاعلاميين العرب و كان في مقدمة المستقبلين مدير عام المهرجان السيد " محمد قبلاوي " مع عدد من مساعديه، و قد غصت قاعة الاستقبال في دار السينما بزوارها، و على انغام اوتار العود تبادل الحاضرون اطراف الحديث حول البوفيه الشرقي المفتوح ، حيث كانت اذاعة الكومبس تنقل مجريات المهرجان على الهواء مباشرة باشراف مديرها " محمود اغا " بالاضافة لعدد من الوسائط الاعلامية المحلية و المرافقة للفنانين و عدد من المؤسسات الثقافية منها مؤسسة النور الثقافية

في قاعة العرض التي فاض الناس عن عدد كراسيها تم الاستماع الى كلمة ترحيبية من السيد محمد قبلاوي و الذي قدم بدوره السيدة اليزابيث مديرة الثقافة في مالمو، ثم عرض فيلم الافتتاح " فتاة المصنع " للمخرج محمد خان، و كان فيلما اقل ما يقال به بانه يستحق عن جدارة ان يفتتح به مثل هذا المهرجان الذي ينتقل من نجاح الى نجاح اكبر من عام الى اخر و هكذا اتجه الضيوف و الحضور معا الى مكان الاحتفال بافتتاح المهرجان الرابع

في احدى صالات فندق " سكانديك - هيلتون " اقيم الحفل على شرف الضيوف الكرام و قد ابتدا الحفل المهيب بان كرم مدير المهرجان فيمن كرمهم الممثل السوري "جهاد عبدو" و المخرج السوري " محمد ملص " ثم اعلن عن لجان التحكيم الثلاثة باعضائها من الفنانين ذوي الخبرة و التجربة المشهود لها و كانوا من العراق و المغرب و لبنان و تونس و مصر و فلسطين...... و منهم الفنانة القديرة القادمة من الارض المحتلة " سوسن فاعور " للتاكيد باننا شعب واحد غير قابل للقسمة اينما حللنا او ارتحلنا

و اتحف " بهران ميري " مطرب " الراب " الحضور الذين قاطعوه مرارا بالتصفيق فقدم مقطوعات على موسيقى الراب للشاب خالد و من ثم غنى لفلسطين كعادته دائما مؤكدا بانه ليس في شوارع مالمو مكانا للعنصرية ، ثم صعدت الى خشبة المسرح الفرقة الفنية بقيادة الفنان طارق الحاج فابدعت بتقديم اغاني الطرب و الاغاني الشعبية التي هب الفنانين و الجمهور بحماس شديد على شدوها ليعقدوا حلقات الدبكة على انغام علي الكوفية و علي و دلعونة

فكانت امسية من العمر و لا سيما اننا التقينا بابنة بلدتنا " سوسن فاعور " التي تبادلت معنا فرح اللقاء العارم فخيل الي اننا معا في الازقة المرصوفة في حارة البياعين او في ساحة البلدية ننظر الى جبلة علي ابو السعد ثم نلتفت لنرى البياض الشرقي او من حارة الاغوات نطل على ملاعب حارة البركة او كاننا نطل على حكورة دار الهواري او دار الدربي لنقطف تينا اشهى من العسل!!!! او كان سوسن تطل علينا من احدى شرفات خان العمدان في عكا لتكرر ما كتب على جدران ازقتها " بيتنا مش للبيع " او " عودوا بيوتكم ناطريتكم " و كما ذكرتنا بامجاد الفنان الكبير " اديب قدورة " لتؤكد من جديد مقولة " ترشيحا بلد الفنانين " ففيها الرسامين و النحاتين و الكتاب و الشعراء الذين حاز بعضهم الدولية امثال: " رنا بشارة " و المطربين دكور و غيره و لنا مع الذاكرة جولات على امتداد ايام المهرجان

محمد قدورة

مالمو 26 ايلول 2014

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف