تعيش أكبر حركة طلابية يهودية في العالم وتدعى "هيليل" التي تعتبر الجناح الطلابي للوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة "ايباك" حالة شقاق معلن داخل صفوفها سببها خلاف حول الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بشكل عام وحول الحوار وإستضافة ناشطي حركة مقاطعة إسرائيل بشكل خاص.
وتعتبر "حركة هيليل" أكبر منظمة يهودية في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة والعالم ، وتعمل مع عشرات الآلاف من طلاب الجامعات اليهود على مستوى العالم، ومهمتها المعلنة هي "إثراء حياة الطلاب اليهود الجامعية " ولها أفرع في أكثر من خمسمائة وخمسين كلية وجامعة ، نحو خمسمائة منها في أمريكا الشمالية وثلاثين في الاتحاد السوفياتي السابق، وتسعة في إسرائيل، وخمسة في أمريكا الجنوبية.
وحسب ما وصل لدائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية من نشطاء المقاطعة في الولايات المتحدة الأمريكية ، فقد تكرست حالة الشقاق هذه خلال عطلة نهاية الأسبوع أثناء إنعقاد المؤتمر الأول لمجوعة حملت إسم "هيليل المنفتحة" في جامعة "هارفرد" الأميركية وبحضور ما يزيد عن خمسمائة طالب هم أعضاء أصلا في حركة "هيليل" الأم لكنهم يرفضون بنودا في النظام الداخلي للحركة تمنع إستضافة من يصنفون كمعادين لوجود كيان قومي لليهود في فلسطين وعلى رأسهم تحالف منظمات مقاطعة إسرائيل في أمريكا.

وكان خلاف نشب بين بعض أفرع الحركة وقيادتها المركزية مطلع العام الحالي عندما حاولت هذه الأفرع استضافة ناشطي حركة المقاطعة لكن قيادة "هيليل" رفضت ذلك استنادا لبنود في نظامها الداخلي تمنع استضافة من يصنفون كمعادين لوجود كيان قومي لليهود في فلسطين، لينتج عن هذا الخلاف إعلان بعض أفرع المنظمة في الجامعات الكبرى عن محور لم ينشق عن المنظمة الأم لكنه يحمل صبغة نادي داخل أفرعه ، وأطلق على نفسه اسم "هيليل المنفتحة" ويطالب بإلغاء البنود التي تحول دون الاستماع للأطراف المعارضة لإسرائيل وإستضافتها والحوار معها.

وطالبت مجموعة "هيليل المنفتحة" خلال مؤتمرها التي اختتم يوم الاثنين المنظمة الأم بإلغاء معاييرها الخاصة بالحوار من أجل توفير منبر للمنظمات التي تشجع على المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) وغيرها من الأنشطة المعارضة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأكد المؤتمرون أنهم يعتبرون أنفسهم جزءا من حركة "هيليل" وانهم لم ينشقوا عنها ، وأنهم سيواصلون الدعوة ضمن "هيليل" لفتح منابرها ليشعر كل طالب يهودي انه موضع ترحيب في "هيليل" بغض النظر عن آرائه الشخصية من إسرائيل أو أي موضوع آخر في الحياة اليهودية.

وشهد المؤتمر حضوراً من متحدثين يمثلون تيارات يسارية، ليبرالية ، وحتى صهيونية خفيفة ، وبحضور منظمات يهودية فاعلة كمنظمات "أصوات يهودية من أجل السلام" و "جي ستريت" و "إن ليس الأن متى" ، فيما كان من بين المتحدثين الرئيسين شخصيات يهودية أميركية معروفة بينها جوديث بتلر، ديفيد هاريس غيرشون، شاؤول ميجد، ستيفن م. كوهين، ودوروثي زلنار ولاري روبن وايرا غوربر والأكاديمي الفلسطيني رشيد الخالدي.

وقد تواجد ممثلون عن حركة مقاطعة اسرائيل في الولايات المتحدة فيما أقامت منظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" مكتبا لها داخل المؤتمر عرضت فيه موقفها من الصراع.


وقدم الناشط الفلسطيني في الولايات المتحدة د. سنان شقديح مداخلة مكتوبة خلال ورشة عمل بعنوان "هل حركة المقاطعة معادية للسامية" أكد فيها أن حركة المقاطعة هي حركة معارضة سلمية للإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ، وتلتزم بقوانين الدول أو الولايات أو المؤسسات التي تنشط فيها.

وشدد على أهمية الفصل بين اسرائيل والديانة اليهودية مشيرا الى حركة "هيليل" كمثال كونها منظمة طلابية لليهود عالمية لكنها تمنع من يعارض اسرائيل من استخدام منابرها وقال : من يربط الدين اليهودي بحكومة نظام "الأبارتهيد" وبحكومة مسؤولة عن قتل ألاف الأطفال هي منظمات من شاكلة "هيليل" التي ترفض وتحارب معارضي اسرائيل من الطلبة اليهود.

واكد شقديح في مداخلته أن الأهداف التي تسعى حركة المقاطعة لتحقيقها قانونية سبق واعترفت حكومات اسرائيل بمعظمها ضمن الاتفاقات الدولية وهذه الأهداف المعلنة هي :
- هدم جدار الفصل العنصري
- حقوق كاملة للمواطنين العرب داخل اسرائيل
- انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي المحتلة عام 1967
- حق اللاجئين بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي شردوا منها.
وقال إن هذه الحقوق منصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة ومنظماتها وليس بينها ما هو معادي للديانة اليهودية او لأي ديانة اخرى ، مؤكدا على أن استمرار محاولة ربط معارضي جرائم اسرائيل بمعادي السامية يحقق في ذات الوقت ربطا أخراً خلفيا بين الديانة اليهودية ونظام الفصل العنصري في اسرائيل ، معتبرا منظمة "هيليل" نموذجا لذلك عندما وضعت معايير تعتبر معارضي اسرائيل معاديين لها وبالتالي للطلبة اليهود واليهودية كدين.

وأشار شقديح إلى أن الآلاف من ناشطي حركة المقاطعة عبر العالم هم من اليهود وبينهم المنظمة اليهودية غير اليسارية الأميركية "اصوات يهودية من اجل السلامم" ، ولها أفرع في نحو سبعين مدينة أميركية وهي من قادة تحالف مقاطعة اسرائيل ، ولأنهم يهود لم ينطبق عليهم صفة " معاداة السامية" حيث تم صياغة مصطلح وصفة جديدة لهم هي "اليهودي الكاره لنفسه " ، وأن من يوزع هذه الصفات أو يقرر من هو اليهودي الجيد او الكاره لنفسه هو المعادي للسامية وليس من يعارضون جرائم اسرائيل ضد شعب بأكمله.

وفيما يتعلق بالدور المستقبلي لمجموعة "هيليل المنفتحة" دعا شقديح أعضاء المؤتمر للبقاء داخل منظمة "هيليل" والنضال لأجل فتح أبوابها للرأي الأخر ، معتبراً أن الإستجابة لدعوات إنشاء منظمة يهودية موازية في الجامعات يعتبر إعلان هزيمة بعدم القدرة على التغيير من داخل منظمات التيار الرئيسي لتحالف "ايباك".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف