- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2014-10-23
تثير بعض التصريحات التي تطلق بين الحين والاخر من قبل قيادات حمساويه حول ضرورة اجراء مصالحه مع القيادي والنائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح محمد دحلان، تثير الكثير من الجدل سواء كان في اوساط الشارع الفلسطيني بشكل عام او الاوساط الحمساويه والفتحاوية الداخلية بشكل خاص.
آخر هذه التصريحات ما ادلى بها الناطق باسم حركة حماس صلاح البردويل واكد عليها النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس يحي موسى ( العبادسه) . كلاهما اكد على ضرورة اجراء مصالحه بين حماس ودحلان في المرحلة المقبلة. هذا ينسجم مع ما كتبه الدكتور احمد يوسف قبل حوالي ثلاثة شهور حيث توقع اجراء مصالحه مع دحلان لما يمتلك من قوة و تأثير ميداني اضافه الى حضوره الاقليمي البارز وبعد ان فشلت محاولات ازالته عن المشهد التنظيمي والوطني.
قد يكون ما قيل وما يكتب وما ينسب لقيادات حمساويه يعكس موقف شخصي اكثر منه موقف رسمي لحركة حماس حول كيفية التعامل مع الدحلان، وقد يكون هناك تشكيك في هذه التصريحات واثارة هذا الامر من حيث التوقيت واعتباره جزء من اوراق الضغط التي تستخدمها حماس ضد الرئيس عباس، وقد يكون جزء من تهيئة قواعد حركة حماس لما ستحمله المرحلة المقبلة من تغيرات في علاقات حماس المحلية والاقليمية بما في ذلك ما يتعلق بالعلاقة مع دحلان.
قد يكون كل هذا صحيح، ولكن ما هو اكيد ان هناك نقاشا داخليا يدور وعلى اعلى المستويات في اوساط حماس حول امكانية اجراء مصالحه مع دحلان وفتح صفحه جديدة وطي صفحة الماضي المؤلم. هذا النقاش او الجدل قد لم يصل بعد الى مرحلة النضج او لم يتحول بعد الى موقف. لكن الظروف القاسية التي تمر بها حماس والظروف الاكثر قساوة التي يعيشها قطاع غزة المنكوب قد تسرع من هذا النقاش .
وبعيدا عن شيطنة دحلان في الاعلام الحمساوي والاخواني على مدار العقدين الاخيرين ، حيث بذكاء تم شخصنة الصراع و حصره في شخص الرجل ، على الرغم من ادراكهم ان دحلان كان جزء من السلطة الوطنية وكان مكلف بمهمة رسمية ولم يكن له يوما مشكله شخصية ، وان الخلاف الحقيقي كان و مازال بين فتح وحماس او بين برنامج فتح و برنامج حماس، بين برنامج منظمة التحرير السياسي والوطني وبين برنامج حماس السياسي والايديولوجي.
على الرغم من ذلك وبعيدا عن الشيطنه ايضا ، حتى في الايام العصيبة لم تنقطع العلاقة بين الطرفين، خاصة خلال الانتفاضة الثانية، حيث معظم قيادات حماس كانت على تواصل مع دحلان ورفاقه، بدء من الشيخ احمد ياسين رحمه الله والشهداء الرنتيسي وابو شنب و صلاحشحادة مرورا بأبو العبد هنيه ومحمد الضيف. على هذا الصعيد هناك كلام يقال وكلام لم يحن اوانه بعد .
حماس راقبت باهتمام انقلاب الرئيس عباس على دحلان قبل حوالي ثلاث سنوات ، حيث استخدم كل ما لديه من صلاحيات وامكانيات لإزالة دحلان نهائيا عن المشهد السياسي والوطني والتنظيمي. استخدم كل مواقعه للاستقواء على حليفه السابق وعدوه اللدود الحالي، كرئيس للسلطة وكرئيس للمنظمة وكرئيس لحركة فتح وكرئيس لدولة فلسطين وكقائد عام للقوات وكرئيس فعلي للمجلس التشريعي في ظل تعطيل عمله. استخدم في هذه الحرب كل المحرمات وتم تجاوز كل الخطوط الحمراء وتكسير كل اللوائح والانظمة بما في ذلك ترويض القضاء وقطع ارزاق وفصل قيادات. راقبت حماس باهتمام الاتهامات او الافتراءات التي وجهت لدحلان من اتهامات بالخيانه والتعدي على المال العام والاتهام بالقتل وسفن اسلحه والتخطيط الى انقلاب على السلطة والرئيس عباس، وبعد كل ذلك يتمخض عن هذا الجبل الكبير من التهم فئر صغير على شكل اصدار حكم مشكوك في نزاهته بالسجن لعامين بتهمة تحقير الاجهزة الامنية. هذا على الرغم ان الجهود ما زالت متواصله لالصاق تهم اخرى اذا لزم الامر.
ومع ذلك ، بقي دحلان جزء اساسي من المشهد الفلسطيني سواء احب ذلك الرئيس عباس او كره، سواء احبت حماس ذلك او كرهت، وهناك حقيقة يعرفها من يحب دحلان ومن يكرهه وهي ان حضوره على الساحة الفلسطينية لا يمكن تجاهله وفقط صندوق الاقتراع هو الذي من المفترض ان يكون الحكم بين الجميع، والاهم من ذلك ان الجميع يدرك ايضا ان لدحلان حضور اقليمي جعل منه احد اللاعبين البارزين في المنطقة ، هذا الحضور من المتوقع ان يتعزز مع مرور الوقت في ظل التطورات والمتغيرات التي تحدث في المنطقة.
على اية حال، و بغض النظر عما تسعى حماس الى تحقيقه من خلال اثارة موضوع العلاقة مع دحلان، و بغض النظر عن مدى عمق و جدية النقاش الداخلي او المراجعات الداخلية التي تجريها حماس لسياستها الداخلية و الاقليمية بما في ذلك العلاقة مع دحلان ، و على افتراض اننا نفهم ما الذي تريده حماس من علاقاتها مع دحلان، السؤال ما هو موقف دحلان من هذة العلاقة، او ما الذي يريد دحلان تحقيقه من علاقته مع حماس؟
ليس هناك من شك ان دحلان يعرف حماس اكثر من اي قائد فلسطيني آخر وانه اكتوا بنارها وهي اكتوت بناره ايضا ، ومع ذلك من المفترض ان تكون الاسس التي تقوم عليها هذه العلاقة ان حدثت، و انا شخصيا اتمنى، بل اسعى الى ذلك، على النحو التالي:
اولا: الانطلاق من منطلق ان حماس هي جزء لا يتجزء من المشهد السياسي الفلسطيني ومن غير الممكن ازالته. لا نتفق مع سياستها ، نختلف معها على اكثر من صعيد و لكنها ليست عدو . هي خصم سياسي يجب ان نجد السبيل للبحث عن القواسم المشتركة التي تجمع و لا تفرق. نبحث عن الحد الادنى من الاتفاق فيما بيننا بما يساعدنا على مواصلة مشوارنا النضالي و الكفاحي لتحقيق حلمنا الوطني.
ثانيا: مصلحة شعبنا و ما تتعرض له قضيتنا من مخاطر ، و ما يعانيه اهلنا في الوطن بشكل عام و قطاع غزة بشكل خاص، يستوجب على الجميع ان يترفع عن مشاعره الخاصه، و يتسع صدره لاخيه، و ان يطوي صفحة الماضي من اجل مسقبل قضيتنا و مستقبل ابناءنا . الاحقاد لا تعيد اوطان و لا تبني نظام سياسي و لا تصنع مجد لاحد مهما تمتع من قوة و مهما استحوذ على صلاحيات. القوة زائلة و الصلاحيات لها اجل. القائد الحقيقي لا يتصرف بحقد ، لان الحقود لا يمكن ان يقود.
ثالثا: العلاقة مع حماس يجب ان تكون جزء من تفكيك الازمات في الساحه الفلسطينية، وليس لتعميقها . اي ان العلاقة بين دحلان و حماس من المفترض ان تأتي في سياق الجهد لتوحيد الساحة الفلسطينية بكافة مكوناتها، و على رأسها اعادة اللحمة الحقيقية بين شطري الوطن و اعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني و تفعيل مؤسساته المختلفه و الاتفاق على برنامج وطني و اجراء انتخابات رئاسية و تشريعية و مجلس وطني.
رابعا: نظرا للظروف القاسيه التي تعيشها غزة، خاصة بعد العدوان الاخير و ما لحق بها من دمار، من المفترض ان يكون احد الاهداف او الدوافع الرئيسية لهذه العلاقة هو العمل على التخفيف من معاناة الناس و تعزيز صمودهم. التنافس بين الاطراف و الاقطاب و التنظيمات والقيادات يجب ان يكون على من يستطيع ان يخدم ابناء شعبه اكثر، و من يستطيع ان يخفف من معانياته. الاختباء و راء كلمات و تعبيرات هدفها تخويف الناس و منعهم من القيام بواجباتهم تجاه ابناء شعبهم المنكوب في غزة لن تفيد في شيء.
آخر هذه التصريحات ما ادلى بها الناطق باسم حركة حماس صلاح البردويل واكد عليها النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس يحي موسى ( العبادسه) . كلاهما اكد على ضرورة اجراء مصالحه بين حماس ودحلان في المرحلة المقبلة. هذا ينسجم مع ما كتبه الدكتور احمد يوسف قبل حوالي ثلاثة شهور حيث توقع اجراء مصالحه مع دحلان لما يمتلك من قوة و تأثير ميداني اضافه الى حضوره الاقليمي البارز وبعد ان فشلت محاولات ازالته عن المشهد التنظيمي والوطني.
قد يكون ما قيل وما يكتب وما ينسب لقيادات حمساويه يعكس موقف شخصي اكثر منه موقف رسمي لحركة حماس حول كيفية التعامل مع الدحلان، وقد يكون هناك تشكيك في هذه التصريحات واثارة هذا الامر من حيث التوقيت واعتباره جزء من اوراق الضغط التي تستخدمها حماس ضد الرئيس عباس، وقد يكون جزء من تهيئة قواعد حركة حماس لما ستحمله المرحلة المقبلة من تغيرات في علاقات حماس المحلية والاقليمية بما في ذلك ما يتعلق بالعلاقة مع دحلان.
قد يكون كل هذا صحيح، ولكن ما هو اكيد ان هناك نقاشا داخليا يدور وعلى اعلى المستويات في اوساط حماس حول امكانية اجراء مصالحه مع دحلان وفتح صفحه جديدة وطي صفحة الماضي المؤلم. هذا النقاش او الجدل قد لم يصل بعد الى مرحلة النضج او لم يتحول بعد الى موقف. لكن الظروف القاسية التي تمر بها حماس والظروف الاكثر قساوة التي يعيشها قطاع غزة المنكوب قد تسرع من هذا النقاش .
وبعيدا عن شيطنة دحلان في الاعلام الحمساوي والاخواني على مدار العقدين الاخيرين ، حيث بذكاء تم شخصنة الصراع و حصره في شخص الرجل ، على الرغم من ادراكهم ان دحلان كان جزء من السلطة الوطنية وكان مكلف بمهمة رسمية ولم يكن له يوما مشكله شخصية ، وان الخلاف الحقيقي كان و مازال بين فتح وحماس او بين برنامج فتح و برنامج حماس، بين برنامج منظمة التحرير السياسي والوطني وبين برنامج حماس السياسي والايديولوجي.
على الرغم من ذلك وبعيدا عن الشيطنه ايضا ، حتى في الايام العصيبة لم تنقطع العلاقة بين الطرفين، خاصة خلال الانتفاضة الثانية، حيث معظم قيادات حماس كانت على تواصل مع دحلان ورفاقه، بدء من الشيخ احمد ياسين رحمه الله والشهداء الرنتيسي وابو شنب و صلاحشحادة مرورا بأبو العبد هنيه ومحمد الضيف. على هذا الصعيد هناك كلام يقال وكلام لم يحن اوانه بعد .
حماس راقبت باهتمام انقلاب الرئيس عباس على دحلان قبل حوالي ثلاث سنوات ، حيث استخدم كل ما لديه من صلاحيات وامكانيات لإزالة دحلان نهائيا عن المشهد السياسي والوطني والتنظيمي. استخدم كل مواقعه للاستقواء على حليفه السابق وعدوه اللدود الحالي، كرئيس للسلطة وكرئيس للمنظمة وكرئيس لحركة فتح وكرئيس لدولة فلسطين وكقائد عام للقوات وكرئيس فعلي للمجلس التشريعي في ظل تعطيل عمله. استخدم في هذه الحرب كل المحرمات وتم تجاوز كل الخطوط الحمراء وتكسير كل اللوائح والانظمة بما في ذلك ترويض القضاء وقطع ارزاق وفصل قيادات. راقبت حماس باهتمام الاتهامات او الافتراءات التي وجهت لدحلان من اتهامات بالخيانه والتعدي على المال العام والاتهام بالقتل وسفن اسلحه والتخطيط الى انقلاب على السلطة والرئيس عباس، وبعد كل ذلك يتمخض عن هذا الجبل الكبير من التهم فئر صغير على شكل اصدار حكم مشكوك في نزاهته بالسجن لعامين بتهمة تحقير الاجهزة الامنية. هذا على الرغم ان الجهود ما زالت متواصله لالصاق تهم اخرى اذا لزم الامر.
ومع ذلك ، بقي دحلان جزء اساسي من المشهد الفلسطيني سواء احب ذلك الرئيس عباس او كره، سواء احبت حماس ذلك او كرهت، وهناك حقيقة يعرفها من يحب دحلان ومن يكرهه وهي ان حضوره على الساحة الفلسطينية لا يمكن تجاهله وفقط صندوق الاقتراع هو الذي من المفترض ان يكون الحكم بين الجميع، والاهم من ذلك ان الجميع يدرك ايضا ان لدحلان حضور اقليمي جعل منه احد اللاعبين البارزين في المنطقة ، هذا الحضور من المتوقع ان يتعزز مع مرور الوقت في ظل التطورات والمتغيرات التي تحدث في المنطقة.
على اية حال، و بغض النظر عما تسعى حماس الى تحقيقه من خلال اثارة موضوع العلاقة مع دحلان، و بغض النظر عن مدى عمق و جدية النقاش الداخلي او المراجعات الداخلية التي تجريها حماس لسياستها الداخلية و الاقليمية بما في ذلك العلاقة مع دحلان ، و على افتراض اننا نفهم ما الذي تريده حماس من علاقاتها مع دحلان، السؤال ما هو موقف دحلان من هذة العلاقة، او ما الذي يريد دحلان تحقيقه من علاقته مع حماس؟
ليس هناك من شك ان دحلان يعرف حماس اكثر من اي قائد فلسطيني آخر وانه اكتوا بنارها وهي اكتوت بناره ايضا ، ومع ذلك من المفترض ان تكون الاسس التي تقوم عليها هذه العلاقة ان حدثت، و انا شخصيا اتمنى، بل اسعى الى ذلك، على النحو التالي:
اولا: الانطلاق من منطلق ان حماس هي جزء لا يتجزء من المشهد السياسي الفلسطيني ومن غير الممكن ازالته. لا نتفق مع سياستها ، نختلف معها على اكثر من صعيد و لكنها ليست عدو . هي خصم سياسي يجب ان نجد السبيل للبحث عن القواسم المشتركة التي تجمع و لا تفرق. نبحث عن الحد الادنى من الاتفاق فيما بيننا بما يساعدنا على مواصلة مشوارنا النضالي و الكفاحي لتحقيق حلمنا الوطني.
ثانيا: مصلحة شعبنا و ما تتعرض له قضيتنا من مخاطر ، و ما يعانيه اهلنا في الوطن بشكل عام و قطاع غزة بشكل خاص، يستوجب على الجميع ان يترفع عن مشاعره الخاصه، و يتسع صدره لاخيه، و ان يطوي صفحة الماضي من اجل مسقبل قضيتنا و مستقبل ابناءنا . الاحقاد لا تعيد اوطان و لا تبني نظام سياسي و لا تصنع مجد لاحد مهما تمتع من قوة و مهما استحوذ على صلاحيات. القوة زائلة و الصلاحيات لها اجل. القائد الحقيقي لا يتصرف بحقد ، لان الحقود لا يمكن ان يقود.
ثالثا: العلاقة مع حماس يجب ان تكون جزء من تفكيك الازمات في الساحه الفلسطينية، وليس لتعميقها . اي ان العلاقة بين دحلان و حماس من المفترض ان تأتي في سياق الجهد لتوحيد الساحة الفلسطينية بكافة مكوناتها، و على رأسها اعادة اللحمة الحقيقية بين شطري الوطن و اعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني و تفعيل مؤسساته المختلفه و الاتفاق على برنامج وطني و اجراء انتخابات رئاسية و تشريعية و مجلس وطني.
رابعا: نظرا للظروف القاسيه التي تعيشها غزة، خاصة بعد العدوان الاخير و ما لحق بها من دمار، من المفترض ان يكون احد الاهداف او الدوافع الرئيسية لهذه العلاقة هو العمل على التخفيف من معاناة الناس و تعزيز صمودهم. التنافس بين الاطراف و الاقطاب و التنظيمات والقيادات يجب ان يكون على من يستطيع ان يخدم ابناء شعبه اكثر، و من يستطيع ان يخفف من معانياته. الاختباء و راء كلمات و تعبيرات هدفها تخويف الناس و منعهم من القيام بواجباتهم تجاه ابناء شعبهم المنكوب في غزة لن تفيد في شيء.