قال المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان في تقريره الدوري عن مقاطعة منتجات الاحتلال أنه وفي ضوء تصاعد الاستفزازات والانتهاكات ، التي تقوم بها جهات رسمية اسرائيلية وجماعات ما تسمى ( جبل الهيكل ) في القدس ضد المقدسات الاسلامية ، تعود حملة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية الى الواجهة في نشاط البلديات والقوى السياسية والاطر النسائية وغيرها من منظمات المجتمع المدني الفلسطيني .
على الصعيد الوطني
فعلى مستوى البلديات والمجالس المحلية تحاول هذه المجالس الاضطلاع بدور محفز في مقاطعة المنتجات الاسرائيلية وتشجيع المنتجات الوطنية بحوافز تقدمها للتجار ، فضلا عن التوعية المجتمعية .وفي هذا الاطار عقدت بلدية رام الله الاسبوع الماضي اجتماعا للجنة التوجيهية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية في مقر البلدية ، حيث تم تسليط الضوء على الشعار الذي أطلقته بلدية رام الله "رام الله خالية من المنتجات الإسرائيلية عام 2015" ودعم المنتج الفلسطيني عالي الجودة وذات السعر المنافس. واجمع المشاركون على ضرورة توحيد الجهود والتنسيق مع مختلف مؤسسات المدينة، التي من شأنها دعم حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وتم خلال الاجتماع اقتراح آليات للعمل، تمثلت بوضع خطة مدروسة مع مدارس المدينة، وإنشاء نادي تشجيع المنتجات الفلسطينية يتم من خلاله توجيه الطلبة بنشاطات ميدانية من أجل توعية المستهلك والتاجر والمصنع، إضافة إلى تشكيل لجنة نساء رام الله لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ونصب خيمة للمنتجات الفلسطينية في المدينة، هذا إلى جانب التوعية المجتمعية من خلال تنظيم اللقاءات مع كبار التجار، والمستثمرين العقارين وغيرهم. جدير بالذكر أن مجلس بلدي رام الله أقر في جلسته رقم 28/ 2014 أهمية الترويج والتوعية لشعار البلدية (نحو رام الله مدينة خالية من البضائع الإسرائيلية) لعام 2015، والعمل مع مؤسسات المدينة المختلفة لتحقيق هذا الشعار
كذلك نظمت جمعية حماية المستهلك وبلدية بيتونيا مؤتمرا وطنياً لدعم المنتج الوطني، بحضور رئيس الجمعية صلاح هنية ورئيس البلدية ربحي دولة ورئيس الغرفة التجارية خليل رزق والدكتور احمد الفرا ورئيس نادي بيتونيا شاكر دولة ، حيث أكد المتحدثون على حملة المقاطعة واهمية تفعيلها وتعميمها على كافة محافظات الوطن ، واهمية التزام التجار بالمنتج الوطني والتسويق له وضرورة رفض المواطن لاقتناء المنتج الاسرائيلي كونه يدعم من يقتل ابناء شعبنا .
وفي نهاية المؤتمر جرة نقاش معمق حول الاخفاقات التي شابتها حمل المقاطعة وضرورة العمل على سد كل الثغرات لتعميم المقاطعة بكافة اشكالها .
وتبذل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وخاصة في القطاع النسائي كذلك جهدا للحفاظ على زخم حملات مقاطعة المنتجات الاسرائيلية ، بعد أن لاحظت تراجع الاهتمام على هذا الصعيد . فقد طالب المتحدث باسم حركة فتح اسامه القواسمي ابناء الشعب الفلسطيني الى عدم العودة باي شكل من الاشكال الى شراء المنتج الاسرائيلي تحت اي ذريعة او حجة كانت، وتعزيز حصة المنتج الوطني الفلسطيني انطلاق من قاعدة ان شراء المنتج الاسرائيلي مساهمة مباشره في استمرار الاستيطان والاحتلال والتهويد.
ومن جانبها واصلت مبادرة "إني اخترتك يا وطني" التي أطلقتها جمعية حماية المستهلك نشاطاتها الهادفة لتشجيع المنتجات الفلسطينية ومنحها الأفضلية في السوق المحلية، والتركيز على تفعيل قرار الحكومة بمنح الأفضلية للمنتجات الفلسطينية في العطاءات والمشتريات الحكومية . ونظمت المبادرة بالتعاون والتنسيق مع بلدية بيتونيا ورشة عمل لتدارس سبل زيادة حصة المنتجات الفلسطينية في السوق المحلية، وتقييم تراجع جزء من التجار عن حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وإعادتهم لهذه المنتجات غير الأساسية إلى رفوف محلاتهم، واتخاذ موقف شعبي موسع باتجاه تنظيم العلاقة مع التجار الفلسطينيين
اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني كان له دوره كذلك في التأكيد على ضرورة استعادة النشاط في حملة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية ، حيث عقد لقاء وطنيا في مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في نابلس عن تجديد اطلاق الحملة النسائية لمقاطعة البضائع الاسرائيلية التي لها بديل وطني اوعربي او أجنبي صديق ، حيث أكدت ندى طوير رئيسة إتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني في الضفة الغربية ، على الابعاد الوطنية والإقتصادية لحملات المقاطعة، والأثر التربوي في زرع القيم الوطنية لدى الأطفال والجيل الجديد، معلنة ان إتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني في جميع محافظات الضفة الغربية، بلجانه القاعدية الممتدة في مواقع الريف والمخيمات وأحياء المدن، يؤكد مواصلة العمل بالحملة النسائية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية التي لها بديل وطني وخاصة منتجات الألبان والأجبان ، العصائر والمشروبات، مواد التنظيف والغسيل،الأوراق والفوط الصحية، الحلويات والسكاكر ومأكولات الأطفال والبوظه ، الدهون والزيوت ،الخضروات والبقوليات المجمده والمعلبة، الخبز والمعكرونة، الطحينة والحلاوة وغيرها
كما عقدت المؤسسات النسوية المشاركة في الحملة النسوية لمقاطعة البضائع الاسرائيلية في محافظة الخليل اجتماعاً لها مطلع الاسبوع الماضي شارك فيه كل من مركز المرأة للارشاد القانوني،مركز الدراسات النسوية،اتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية،جمعية تنمية المرأة الريفية،اتحاد لجان المرأة الفلسطينية،اتحاد العمل النسائي وجمعية النجدة النسوية. وقد تم في الاجتماع مناقشة آخر انجازات الحملة النسوية لمقاطعة البضائع الاسرائيلية. كما تم اعداد خطة عمل للمرحلة القادمة والتي سوف تشمل :التحضير لعقد مؤتمر على صعيد المحافظة لضمان تواصل العمل على تعزيز وتطوير ثقافة وسلوك مقاطعة البضائع الاسرائيلية وعقد لقاءات موسعة لجمهور النساء في الريف بشكل خاص. وتشكيل لجان من اجل الزيارات من (بيت لبيت) تعمل على توعية وتعميق مفهوم المقاطعةوالتحضير لمعرض للمنتوجات النسويةوربط موضوع المقاطعة الاسرائيلية بموضوع الحد الأدنى للأجور
على الصعيد الدولي
وعلى الصعيد الدولي تحقق حملات المقاطعة نجاحات متواصلة . فقد دعت 305 من المؤسسات وجمعيات حقوق الإنسان، ونقابات عمال، وأحزاب سياسية أوروبية؛ الاتحاد الأوروبي إِلى تعليق اتفاقات الشراكة مع إسرائيل ومحاسبتها على المجزرة التي ارتكبتها في قطاع غزة صيف هذا العام. وقالت في بيان مشترك في بروكسيل، من قبل هيئات المجتمع المدني الكبرى، من - 19 دولة من دول الاتحاد"إن استمرار وجود هذه المعاهدة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل غير مقبول لعدم التزام اسرائيل بالقانون الدولي وحقوق الانسان . ومن أبرز الموقعين على البيان؛ مؤتمر نقابات العمال الايرلندية، والاتحادات الوطنية في كل من اسبانيا، فرنسا، بلجيكا، فضلاً عن الأحزاب السياسية، بما في ذلك "حزب بوديمور الذي يتصدر الاستطلاعات الاسبانية، والمنظمات غير الحكومية الرئيسية ومن ضمنها CNCD في بلجيكا، وتروكير في ايرلندا
وفي العاصمة الفرنسية باريس عقد مؤتمر أوروبي للحث على مقاطعة البضائع الإسرائيلية بدعوة من مؤسسة "يورو باليستاين" واتحاد المنظمات والجاليات الفلسطينية في المدينة . وأوضح رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة مازن كحيل أن المؤتمر شهد حضور معظم الدول الأوروبية "في إشارة واضحة لتصاعد التضامن مع الشعب الفلسطيني وثوابته وقضاياه" .ويأخذ المؤتمر طابعًا ثقافيًا فلكلوريًا بشكل أساسي، وسيحيي الفنان الفلسطيني محمد عساف سهرة بالأغاني الوطنية هذه الليلة ضمن فقرات المؤتمر .
وفي السياق أخفى الموقع الاكتروني لشركة "تيفال" الفرنسية، اسم إسرائيل من قائمة البلدان التي تباع فيها منتجاتها، وفي كل مكان كان يجب أن يكتب فيه اسم إسرائيل تمّ كتابة اسم فلسطين. ويبدو أن التخوفات من مقاطعة أوروبية لأية شركات ومصانع لها ارتباطات بالمستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية والقدس، طالت شركة تيفال الفرنسية للأدوات المنزلية.وحسب الموقع فإن مكاتب الشركة في فلسطين قائمة في منطقة "عطاروت" الاستيطانية في القدس المحتلة
وكعلامة واضحة على نجاح حملات المقاطعة أعلنت شركة صودا ستريم الإسرائيلية إغلاق مصنعها الرئيسي الواقع في مستوطنة معالي ادوميم الاسرائيلية المقامة على اراضي فلسطينية مصادرة في الضفة الغربية المحتلة، اثر الخسائر التي منيت بها الشركة جراء تصاعد حملات ودعوات المقاطعة التي قادتها حركة المقاطعة. فقد أكد منسق عام اللجنة اللجنة الوطنية لمقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، المعروفة دوليا باسم (BDS) محمود نواجعة "ان اعلان شركة صودا ستريم اغلاق مصنعها يشير الى تصاعد حملات المقاطعة لدولة الاحتلال والاستيطان والفصل العنصري". يشار الى ان الحملة ضد شركة صودا ستريم هي من الحملات الرئيسية لحركة المقاطعة، بالاضافة الى شركات اخرى متواطئة مع الاحتلال في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني.
ولم تغب شؤون المفاطعة عن نشاط المجلس التشريعي الفلسطيني ، فقد بحث عدد من نواب المجلس التشريعي شؤون المقاطعة مع وفد بلجيكي ضم 11 نائبا من الحزب الاشتراكي، العمال، الخضر، والحزب المسيحي البلجيكي، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني البلجيكي برئاسة النائب في البرلمان الأوروبي مارينا ارينا ، حيث أكد رئيس الوفد اهتمام ومشاركة قوى المجتمع المدني البلجيكي بمقاطعة المنتجات المصنعة في المستوطنات الإسرائيلية على أراض الضفة والتي يعتبرونها غير شرعية . وأكدت ارينا أن هذا الوفد سيدعم قيام دولة فلسطينية وأن البرلمان البلجيكي سيبذل جهده في الضغط على الحكومة من اجل الاعتراف بدولة فلسطينية مشيرة الى ان حملة مقاطعة البضائع المنتجة في المستوطنات ووضعها بقائمة من اجل حظرها كليا في السوق البلجيكي والأوروبي، مؤكدة ان هذه المستوطنات غير شرعية وهي قائمة على أراضي المزارعين الفلسطينيين الذين يحرمون من أرضهم وعملهم بسبب هذه المستوطنات .

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف