بحث أكاديميّون وسياسيّون وباحثون وممثلو الجالية الفلسطينيّة في لندن التحدّيات والمخاطر والفرص بعد العدوان الإسرائيليّ الأخير على قطاع غزّة، ودعوا إلى عقد مؤتمر يضّم ممثلين عن الفلسطينيين في أوروبا، يبحث في دورهم تجاه قضيتهم، وتمثيلهم، عبر طرح أفكار لآليّة تمثيلٍ عمليّةٍ في انتخابات منظمة التحرير.
وأكدوا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنيّة وإنهاء الانقسام باعتبارها أولويّة قصوى وليست مجرد خيار من الخيارات، بما يشمل عقد الإطار القيادي المؤقت، وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينيّة، على أساس ميثاق وطني وبرنامج موحد، لما يشكله ذلك من ضرورة وطنيّة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإحياء المشروع الوطني، انطلاقًا من التمسك بالحقوق والأهداف الفلسطينيّة، وخصوصًا حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبما يتضمنه من إقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها.
وطالبوا باعتماد آليات لتفعيل دور منظمة التحرير تجاه معالجة المشكلات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في كافة التجمعات داخل الوطن وفي الشتات، بما يعزز توحيد الطاقات الوطنيّة في النضال التحرري الفلسطيني، مع العمل الفوري لتعزيز صمود المقدسيين في مواجهة مخططات الاستيطان والتهويد والتهجير القسري، ومعالجة المشكلات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبخاصة الشروع في عمليّة إعادة الإعمار.
جاء ذلك خلال لقاء حواري عقد في جامعة "سواس" في العاصمة البريطانيّة لندن، نظّمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجيّة "مسارات" بالشراكة مع مبادرة إدارة الأزمات الفنلنديّة (CMI)، في سياق برنامج دعم وتطوير مسار المصالحة الوطنيّة، وضمن سلسلة من الورشات واللقاءات الحواريّة التي عقدت في عدد من تجمعات الشعب الفلسطيني؛ من أجل الحوار حول التحديات والمخاطر والفرص ما بعد العدوان على غزة، وبلورة تصوّرات موحدة في مختلف التجمعات الفلسطينيّة حول استعادة الوحدة وبناء مؤسسات منظمة التحرير على أساس برنامج وطني مشترك، إضافة إلى طرح أفكار حول آليات معالجة المشكلات اليوميّة للفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم، داخل الوطن وخارجه.
وافتُتِح اللقاء بكلمة ألقاها هاني المصري، مدير عام مركز مسارات، وتطرق فيها إلى أبرز المخاطر التي يواجهها الشعب الفلسطيني منذ ما قبل العدوان على قطاع غزة، وضرورة التفكير الجماعي في كيفيّة تحويل التحديات إلى فرص تخدم كفاح الشعب الفلسطيني.
كما قدمت ممثلة مبادرة إدارة الأزمات الفنلنديّة لاورا سالونين عرضًا موجزًا عن طبيعة عمل المبادرة في مجال حل النزاعات، وأشارت إلى تعاون المبادرة مع مركز مسارات كمركز فلسطيني مستقل ومتميز.
كما تطرقت إلى برنامج دعم وتطوير مسار المصالحة الفلسطينيّة الذي ينفذ بالشراكة مع مركز مسارات، والذي يأتي في إطاره هذا اللقاء الحواري.
وألقى عبد المحسن القطّان، مؤسس مركز مسارات، كلمة افتتاحيّة شدد فيها على ضرورة إنجاز الوحدة الوطنيّة وإنهاء الانقسام، وأن هذا الأمر يتطلب توفير إرادة سياسيّة حقيقيّة لدى طرفي الانقسام وإلى ضغط شعبي فاعل.
كما ألقى الدكتور مانويل حساسيان، سفير فلسطين في بريطانيا، كلمة أكد فيها على أهميّة مثل هذه الورشات واللقاءات الحواريّة في مختلف التجمعات الفلسطينيّة، وإشراك الشتات في تقديم تصورات حول استنهاض دور منظمة التحرير.
واشتمل اللقاء على ثلاث جلسات، تناولت الأولى التحديات والمخاطر والفرص التي تواجه القضيّة الفلسطينيّة والفلسطينيين، والثانية دور منظمة التحرير إزاء الشعب الفلسطيني في الشتات، والثالثة دور الشعب الفلسطيني في الشتات إزاء القضيّة الفلسطينيّة، وأدراها إلى جانب المصري، مدير البحوث والسياسات في مركز مسارات خليل شاهين، فيما استهل كل منها بمداخلات قدمها كل من البروفيسورة كرمة النابلسي، أستاذة السياسة والعلاقات الدوليّة في جامعة أوكسفورد، وماجد الزير، مدير عام مركز العودة الفلسطيني، والكاتب الصحافي ماهر عثمان، والكاتب الصحافي يعقوب دواني.
ودعا المشاركون في اللقاء إلى العمل على بلورة ميثاق وطني شامل حتى يسير الفلسطينيون على أرض صلبة لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم، على أن يكون الميثاق حصيلة ورشات عمل وطنيّة تضم ممثلين عن جميع الفلسطينيين في الوطن والشتات.
كما توصل المشاركون إلى أنّ إصلاح وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير مطلب يجب رفعه باستمرار للقيادة والفصائل الفلسطينيّة، مع اقتراح تصورات وآليات لتحقيق ذلك
وطُرحت أثناء اللقاء فكرة جديرة بالاهتمام، تتمثل في عقد اجتماع تشاوري بخصوص بلورة عقد مؤتمر وطني لفلسطينيي أوروبا، للبحث في كيفيّة تطوير دورهم في إحياء القضيّة الفلسطينيّة، والكفاح في سبيل تحقيق الحقوق الفلسطينيّة وفقًا لظروفهم الخاصة، وبما يمكنهم من زيادة فعاليّة دورهم في أطر ومؤسسات منظمة التحرير والأطر والمؤسسات في البلدان التي يقيمون فيها.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف