- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2015-01-20
لا زالت باريس في بؤبؤ عين اهتمام العالم بسبب الجريمة التي ارتكبت بحق رسامي الكاريكاتير و عمال الجريدة "شارلي ايبدو"، تلك الصحيفة التي كانت على وشك الافلاس قبل تعرضها للاعتداء الاثم و المجافي لاي قيم انسانية، تلك الجريدة الهزلية المغمورة التي ذاع صيتها عبر رسومها التي استفزت مشاعر مؤمني الديانات " السماوية " و لا سيما المسلمين و المسيحيين عندما نشرت صورا مسيئة لنبييهما، ظنا من ادارتها و موافقة الجهات الرسمية في الدولة بان ذلك لا يتعدى كونه حرية التعبير عن راي!!! و بان ضحايا الجريمة الاثنى عشر انما هم شهداء تلك الحرية و ابطالها!!!. فلا شك بان ما وقع هو جريمة موصوفة، هي جريمة مدانة بكل المقاييس، لانه لا تبرير للقتل لا بالجملة و لا بالمفرق، على خلفية الاختلاف بالراي مهما بلغت درجة الاستفزاز فيه. و لكن للحرية لدى اي حر عاقل تخوم، و خاصة عندما تتجاوز على حرية الاخرين، حينها تنقلب الى نقيض مقاصدها و اهدافها و لا يجوز لاحد ان يعفي اي احد من تحمل مسؤولية اي انتهاك لتلك التخوم و الا فيصدق القول عليها: " حرية الاهانة هي اهانة للحرية "
باريس عاصمة الدنيا...! كما وصفها الرئيس الفرنسي " فرانسوا اولاند " في كلمته امام 3 ملايين متظاهر ضد الارهاب يتقدمها العديد من رؤساء دول و حكومات، قدموا من كل حدب و صوب و كل منهم يحاول امتطاء الجريمة وتثميرها لحساب مصالحه الخاصة، تحت دعوى الحرب على الارهاب!!! بمن فيهم رئيس الوزراء الاسرائيلي "نتنياهو"، سفاح العصر، والذي لا تزال دماء اطفال غزة و نسائها و شيوخها و اهل بيت المقدس و جبل المكبر التي سفحت على يد جنود الاحتلال و قطعان مستوطنيه تلك الدماء التي نزفت من ما يزيد عن 2500 شهيدو من ما يزيد عن 11 الف جريح فلسطيني روت و لا زالت تروي ارض الوطن من مجازر ارتكبت ضدهم خلال العام المنصرم و عيون العالم تتفرج و لا تبالي، لا بل ذهب بعض القادة الغربيين و بمزيد من التحيز و التزلف بتصنيف تلك الجرائم في خانة " حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها...!! "، وقع كل هذا الهول على بعد فقط بضعة اشهر و لا تزال ارتداداته مستمرة و شاهدة على بشاعة ما جرى الى يومنا هذا!!! و ياتي نتنياهو فوق كل هذا و بكل وقاحة سياسية بمهاجمة ما سماه الارهاب الاسلامي في ابتزاز و استدرار ملحوظ لعواطف اليهود الفرنسيين بدعوتهم للهجرة الى اسرائيل تحت دعوى ان الحكومة الفرنسية و الحكومات الاوربية عاجزة عن حمايتهم!!! بينما في حقيقة الامر هو يدعوهم ليكونوا وقودا لمشروعه العنصري " يهودية اسرائيل " و ليجد ذريعة جديدة في دعوته التي وجهها للمؤسسات الاستيطانية الصهيونية بتهيئة الاوضاع لاستيعاب المهاجرين الجدد مما يعني امعانه في توسيع الاستيطان ضاربا عرض الحائط كل القرارات الدولية التي تحرم ذلك.
ان هذه الضجة الدولية حول جريمة شارلي ايبدو انما هي تعبير صاخب عن نفاق سياسي غير مسبوق بالنظر الى الجرائم الدولية المرتكبة بحق شعوب دول العالم الثالث و كأن الغرب يعيدنا مجددا الى نظرية هتلر النازية حول العرق النقي الذي يجدر به ان يعيش و يسود و الاعراق الاخرى التي تستحق الابادة... فهناك دماء زرقاء لا باس اذاما سفحت!!! و دماء وردية لا يجوز ان تهدر قطرة منها!!! فالى متى يستمر النظر الى القضايا الدولية بعين حولاء؟ و الى متى تكال الامور بمكيالين؟!! ام انه في ظل عالم تتحكم في مقاليده القوة الغاشمة و العنف و ارهاب الدول العظمى يجري تعريف الارهاب تبعا لما تراه تلك الدول الطاغية بانه يحقق مصالحها الانانية!!!، و لذلك نجد ان الارهاب يتلفع بعباءة الحرية و الديمقراطية تارة، بينما هو ذاته و بنفس المواصفات يصبح ملعونا مذموما في مكان اخر!!! تجيش لمحاربته الاحلاف الدولية و القوى و تسخر في خدمة محاربته كل وسائل الاعلام. و ما هو في عرفهم اليوم كفاح من اجل التحرر من ربقة و جور الانظمة الدكتاتورية و تفتح له مستودعات الاسلحة و الذخائر و تيسر له المعابر عبر الحدود، سيكون غدا ارهابا لانه تجاوز تخوم و اجندة ما انشئ لاجله ؟!!!
فان اي مدقق و متابع للاحداث يكتشف بلا جهد يذكر بان القوى الارهابية التي تشن عليها الحروب و التي تلصق بها كافة الاعمال الارهابية على امتداد العالم من الشرق الاوسط ، العراق، سوريا، ليبيا فعرسال و عين العرب و افغانستان و صولا الى باريس... و الحبل على الجرار، انما هي صناعة امريكية و بمباركة غربية او على الاقل بصمت و تمويل غربي و ان تغيرت الماركة المسجلة حسب نفاذ صلاحيتها من طالبان، القاعدة، النصرة فاخر تقليعة " داعش " و ما يتفرع عن تلك الفبركات من تسميات تنم عن تفاصيل نسبة لجهة الولاء من مصادر التمويل الخليجي تنفيذا لمشيئة سيدهم في البيت الابيض الامريكي في طاعة مطلقة لاجندة مشروع الشرق الاوسط الجديد وترجمته عبر تنفيذ اعمى لسياسة " الفوضى الخلاقة " بالاعتماد على اثارة الصراعات الطائفية و الفتن المذهبية و الاثنية، لفكفكة و تمزيق تلك المنمنمات الاجتماعية التي انصهرت عبر ردح طويل من الزمان مكونة مجتمعات متناسقة تتجلى باسمى ايات التلاقح الثقافي التي ولدت عبر التاريخ اجمل واغنى حضارات و نم عنها اوطان كانت محط اطماع قوى عبرت و لكنها ما تمكنت ان تمكث طويلا و في كل مرة من تلك الاحداث السوداء كانت تثارالنعرات الطائفية التي مكنت من خلخلة البنى الاجتماعية و اليوم تتحول نعمة البترول نقمة على شعوب المنطقة لان القوى الاستعمارية الدولية الجديدة التي بدات تشعر بان الارض تهتز تحت اقدام مصالحها النفطية و لم تعد الممالك و الامارات المرسمةبفرمان استعماري فوقي بقادرة على حماية ودائع الولايات المتحدة!!! و كي تحافظ على مصادر الطاقة من منابعها الى مستودعات نهبها فاطلقت عدوانها تحت عنوان " اشاعة الديمقراطية و عولمتها في بلدان الشرق الاوسط " و لعمق صدق نواياها فقد ولت ملوك و امراء لا يفرقون بين الالف و العصا، ليحيلوا المنطقة باسرها الى قبائل تتحكم فيها العصبية العشائرية و التزمت المذهبي و الذي خلق بدوره بيئة ملائمة للتذابح على شكليات لا تمت للاوطان و مصالح شعوبها بصلة، مدعومة بكل وسائل البذخ التي تجذب المرتزقة بعشرات الالاف من كل فيئ و جانب في تغذية و تعميق للصراعات المدارة و المبرمجة على يد اليانكي و اعوانه من الانظمة الغربية.
فهل انتهى المطاف هنا؟!!! لا اعتقد ذلك.... فاول الرقص، كما قيل: حنجلة!! ان تلك العملية الجبانة انما كانت اجمل الهداياااااااا التي تقدمها القاعدة - صدق ام لم يصدق الناطق باسم القاعدة في بلاد اليمن، صدق ام يصدق ادعاءه بانها نفذت بناء على اوامر من زعيم القاعدة ايمن الظواهري – و ان كانت اصابع صهيونية و عنصرية لها الفضل في تنفيذها اذا ما قيست الامور على ميزان من الرابح و من الخاسر من ورائها و بغض النظر عن الاشخاص المنفذين للقتل مباشرة. فان ماري لوبين و الكتاب العنصريين الذين يتكاثرون كالطحالب في الغرب والذين بداوا ينشؤون فلسفة العداء للاجانب و يدعون الى طردهم الى بلدانهم الاصلية خشية منهم على الحضارة الغربية!!! و ينظرون على ان الاسلام سيحتل كل شئ و يدمر كل الانجازات الحضارية، ان اولئك القتلة قد وقعوا على لائحة الاتهام الموجهة لكل ما هو عربي و مسلم من عشرات الملايين المنتشرين في جميع بلدان و مدن اوربا. فهل نحن عشية اعلان النازية الجديدة حربها الضروس؟!!هل ننتظر انبعاث هتلر مرة اخرى؟ و هل نتهيا لهولكست جديد لكنه هذه المرة لن يكون مسلخا لليهود و النور...!!! و اعتقد بان ما جرى في باريس لا يمكن عزله عما جرى في الموصل و في الانبار و في عين العرب و المدن السورية الاخرى على يد الالاف ممن سربوا رسميا من الدول الاوربية عبر علم و ادارة الحكومة التركية بزعامة اردوغان !!! و بدل ان تجري محاصرة ظاهرة الارهاب التكفيرية و اجتثاثها، فان التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة تحرك في اعلانه عن حرب كونية ضد الارهاب فقط عندما تجاوزت صنيعته من قوى الارهاب حدود اوامرهم من اجل التدمير و القتل فقط من اجل القتل و نشر الرعب و الفوضى و فرض الهجرة القصرية بالملايين على اهل البلاد، تلك الحرب الكاريكاتورية - و التي على رسامي شارلي ايبدو ان يبدعوا في اظهار و حشيتها ان كانوا احرارا بلا انحياز!! – التي لا تهدف الا الى تقليم اظافر داعش و اعادة تدجينها لاستخدامها مجددا في فرض نشر قواعد عسكرية استعمارية تعيد العهد للاستعمار الاوربي الى الشرق الاوسط و افريقيا!!!. فها هي البوارج الفرنسية تتجه الى الشرق حتى قبل ان يوارى ضحايا جريمة باريس الثرى!!!
ان اصغاءنا لوسوسات اباليس السياسة الامريكية جعلت شعوبنا في الشرق ضحية التخلي عن العروبة لانها – على علاتها – لو استمرت لكانت هي الكوابح الحقيقية في منع انتشار ثقافة التطرف و التكفير و القتل على الشبهة. تخلينا عن العروبة منهجا فحصدنا ما لا نحسد عليه من القاعدة و العرب الافغان و النصرة و داعش....و لا ندري ما هو القادم من التسميات!!!
ان مقاومتنا لتلك الثقافة المتطرفة التي علقت في ذيول هجرتنا الى بلدان الغرب هي السبيل بالتعاون مع القوى و الاحزاب التقدمية و الديمقراطية و مساندتها في تقدم موقعها السياسي في المجتمعات الاوربية التي نعيش بين ظهرانيها هي الوسيلة الانجع لتحجيم تلك المجموعات التي تحاول تشويه حضارتنا و هي التي ستمكن من كبح جماح القوى العنصرية و النازية الجديدة و الحد من تصاعدها و حرمانها من ان تقتات على شرور اعمالنا او ما ينسب الينا من اعمال مسيئة نحن منها براء
مالمو 19/1/2015
باريس عاصمة الدنيا...! كما وصفها الرئيس الفرنسي " فرانسوا اولاند " في كلمته امام 3 ملايين متظاهر ضد الارهاب يتقدمها العديد من رؤساء دول و حكومات، قدموا من كل حدب و صوب و كل منهم يحاول امتطاء الجريمة وتثميرها لحساب مصالحه الخاصة، تحت دعوى الحرب على الارهاب!!! بمن فيهم رئيس الوزراء الاسرائيلي "نتنياهو"، سفاح العصر، والذي لا تزال دماء اطفال غزة و نسائها و شيوخها و اهل بيت المقدس و جبل المكبر التي سفحت على يد جنود الاحتلال و قطعان مستوطنيه تلك الدماء التي نزفت من ما يزيد عن 2500 شهيدو من ما يزيد عن 11 الف جريح فلسطيني روت و لا زالت تروي ارض الوطن من مجازر ارتكبت ضدهم خلال العام المنصرم و عيون العالم تتفرج و لا تبالي، لا بل ذهب بعض القادة الغربيين و بمزيد من التحيز و التزلف بتصنيف تلك الجرائم في خانة " حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها...!! "، وقع كل هذا الهول على بعد فقط بضعة اشهر و لا تزال ارتداداته مستمرة و شاهدة على بشاعة ما جرى الى يومنا هذا!!! و ياتي نتنياهو فوق كل هذا و بكل وقاحة سياسية بمهاجمة ما سماه الارهاب الاسلامي في ابتزاز و استدرار ملحوظ لعواطف اليهود الفرنسيين بدعوتهم للهجرة الى اسرائيل تحت دعوى ان الحكومة الفرنسية و الحكومات الاوربية عاجزة عن حمايتهم!!! بينما في حقيقة الامر هو يدعوهم ليكونوا وقودا لمشروعه العنصري " يهودية اسرائيل " و ليجد ذريعة جديدة في دعوته التي وجهها للمؤسسات الاستيطانية الصهيونية بتهيئة الاوضاع لاستيعاب المهاجرين الجدد مما يعني امعانه في توسيع الاستيطان ضاربا عرض الحائط كل القرارات الدولية التي تحرم ذلك.
ان هذه الضجة الدولية حول جريمة شارلي ايبدو انما هي تعبير صاخب عن نفاق سياسي غير مسبوق بالنظر الى الجرائم الدولية المرتكبة بحق شعوب دول العالم الثالث و كأن الغرب يعيدنا مجددا الى نظرية هتلر النازية حول العرق النقي الذي يجدر به ان يعيش و يسود و الاعراق الاخرى التي تستحق الابادة... فهناك دماء زرقاء لا باس اذاما سفحت!!! و دماء وردية لا يجوز ان تهدر قطرة منها!!! فالى متى يستمر النظر الى القضايا الدولية بعين حولاء؟ و الى متى تكال الامور بمكيالين؟!! ام انه في ظل عالم تتحكم في مقاليده القوة الغاشمة و العنف و ارهاب الدول العظمى يجري تعريف الارهاب تبعا لما تراه تلك الدول الطاغية بانه يحقق مصالحها الانانية!!!، و لذلك نجد ان الارهاب يتلفع بعباءة الحرية و الديمقراطية تارة، بينما هو ذاته و بنفس المواصفات يصبح ملعونا مذموما في مكان اخر!!! تجيش لمحاربته الاحلاف الدولية و القوى و تسخر في خدمة محاربته كل وسائل الاعلام. و ما هو في عرفهم اليوم كفاح من اجل التحرر من ربقة و جور الانظمة الدكتاتورية و تفتح له مستودعات الاسلحة و الذخائر و تيسر له المعابر عبر الحدود، سيكون غدا ارهابا لانه تجاوز تخوم و اجندة ما انشئ لاجله ؟!!!
فان اي مدقق و متابع للاحداث يكتشف بلا جهد يذكر بان القوى الارهابية التي تشن عليها الحروب و التي تلصق بها كافة الاعمال الارهابية على امتداد العالم من الشرق الاوسط ، العراق، سوريا، ليبيا فعرسال و عين العرب و افغانستان و صولا الى باريس... و الحبل على الجرار، انما هي صناعة امريكية و بمباركة غربية او على الاقل بصمت و تمويل غربي و ان تغيرت الماركة المسجلة حسب نفاذ صلاحيتها من طالبان، القاعدة، النصرة فاخر تقليعة " داعش " و ما يتفرع عن تلك الفبركات من تسميات تنم عن تفاصيل نسبة لجهة الولاء من مصادر التمويل الخليجي تنفيذا لمشيئة سيدهم في البيت الابيض الامريكي في طاعة مطلقة لاجندة مشروع الشرق الاوسط الجديد وترجمته عبر تنفيذ اعمى لسياسة " الفوضى الخلاقة " بالاعتماد على اثارة الصراعات الطائفية و الفتن المذهبية و الاثنية، لفكفكة و تمزيق تلك المنمنمات الاجتماعية التي انصهرت عبر ردح طويل من الزمان مكونة مجتمعات متناسقة تتجلى باسمى ايات التلاقح الثقافي التي ولدت عبر التاريخ اجمل واغنى حضارات و نم عنها اوطان كانت محط اطماع قوى عبرت و لكنها ما تمكنت ان تمكث طويلا و في كل مرة من تلك الاحداث السوداء كانت تثارالنعرات الطائفية التي مكنت من خلخلة البنى الاجتماعية و اليوم تتحول نعمة البترول نقمة على شعوب المنطقة لان القوى الاستعمارية الدولية الجديدة التي بدات تشعر بان الارض تهتز تحت اقدام مصالحها النفطية و لم تعد الممالك و الامارات المرسمةبفرمان استعماري فوقي بقادرة على حماية ودائع الولايات المتحدة!!! و كي تحافظ على مصادر الطاقة من منابعها الى مستودعات نهبها فاطلقت عدوانها تحت عنوان " اشاعة الديمقراطية و عولمتها في بلدان الشرق الاوسط " و لعمق صدق نواياها فقد ولت ملوك و امراء لا يفرقون بين الالف و العصا، ليحيلوا المنطقة باسرها الى قبائل تتحكم فيها العصبية العشائرية و التزمت المذهبي و الذي خلق بدوره بيئة ملائمة للتذابح على شكليات لا تمت للاوطان و مصالح شعوبها بصلة، مدعومة بكل وسائل البذخ التي تجذب المرتزقة بعشرات الالاف من كل فيئ و جانب في تغذية و تعميق للصراعات المدارة و المبرمجة على يد اليانكي و اعوانه من الانظمة الغربية.
فهل انتهى المطاف هنا؟!!! لا اعتقد ذلك.... فاول الرقص، كما قيل: حنجلة!! ان تلك العملية الجبانة انما كانت اجمل الهداياااااااا التي تقدمها القاعدة - صدق ام لم يصدق الناطق باسم القاعدة في بلاد اليمن، صدق ام يصدق ادعاءه بانها نفذت بناء على اوامر من زعيم القاعدة ايمن الظواهري – و ان كانت اصابع صهيونية و عنصرية لها الفضل في تنفيذها اذا ما قيست الامور على ميزان من الرابح و من الخاسر من ورائها و بغض النظر عن الاشخاص المنفذين للقتل مباشرة. فان ماري لوبين و الكتاب العنصريين الذين يتكاثرون كالطحالب في الغرب والذين بداوا ينشؤون فلسفة العداء للاجانب و يدعون الى طردهم الى بلدانهم الاصلية خشية منهم على الحضارة الغربية!!! و ينظرون على ان الاسلام سيحتل كل شئ و يدمر كل الانجازات الحضارية، ان اولئك القتلة قد وقعوا على لائحة الاتهام الموجهة لكل ما هو عربي و مسلم من عشرات الملايين المنتشرين في جميع بلدان و مدن اوربا. فهل نحن عشية اعلان النازية الجديدة حربها الضروس؟!!هل ننتظر انبعاث هتلر مرة اخرى؟ و هل نتهيا لهولكست جديد لكنه هذه المرة لن يكون مسلخا لليهود و النور...!!! و اعتقد بان ما جرى في باريس لا يمكن عزله عما جرى في الموصل و في الانبار و في عين العرب و المدن السورية الاخرى على يد الالاف ممن سربوا رسميا من الدول الاوربية عبر علم و ادارة الحكومة التركية بزعامة اردوغان !!! و بدل ان تجري محاصرة ظاهرة الارهاب التكفيرية و اجتثاثها، فان التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة تحرك في اعلانه عن حرب كونية ضد الارهاب فقط عندما تجاوزت صنيعته من قوى الارهاب حدود اوامرهم من اجل التدمير و القتل فقط من اجل القتل و نشر الرعب و الفوضى و فرض الهجرة القصرية بالملايين على اهل البلاد، تلك الحرب الكاريكاتورية - و التي على رسامي شارلي ايبدو ان يبدعوا في اظهار و حشيتها ان كانوا احرارا بلا انحياز!! – التي لا تهدف الا الى تقليم اظافر داعش و اعادة تدجينها لاستخدامها مجددا في فرض نشر قواعد عسكرية استعمارية تعيد العهد للاستعمار الاوربي الى الشرق الاوسط و افريقيا!!!. فها هي البوارج الفرنسية تتجه الى الشرق حتى قبل ان يوارى ضحايا جريمة باريس الثرى!!!
ان اصغاءنا لوسوسات اباليس السياسة الامريكية جعلت شعوبنا في الشرق ضحية التخلي عن العروبة لانها – على علاتها – لو استمرت لكانت هي الكوابح الحقيقية في منع انتشار ثقافة التطرف و التكفير و القتل على الشبهة. تخلينا عن العروبة منهجا فحصدنا ما لا نحسد عليه من القاعدة و العرب الافغان و النصرة و داعش....و لا ندري ما هو القادم من التسميات!!!
ان مقاومتنا لتلك الثقافة المتطرفة التي علقت في ذيول هجرتنا الى بلدان الغرب هي السبيل بالتعاون مع القوى و الاحزاب التقدمية و الديمقراطية و مساندتها في تقدم موقعها السياسي في المجتمعات الاوربية التي نعيش بين ظهرانيها هي الوسيلة الانجع لتحجيم تلك المجموعات التي تحاول تشويه حضارتنا و هي التي ستمكن من كبح جماح القوى العنصرية و النازية الجديدة و الحد من تصاعدها و حرمانها من ان تقتات على شرور اعمالنا او ما ينسب الينا من اعمال مسيئة نحن منها براء
مالمو 19/1/2015