- تصنيف المقال : الجالية الثقافي
- تاريخ المقال : 2015-02-01
<<لمّة>>هو الاسم الفلسطيني لأي مجموعة متقاربة، وهو الاسم الذي اختاره شبان لفرقتهم الموسيقية التي تغني في الأزقة والشوارع والحارات والساحات في بيت لحم، حيث تأسست، وغيرها من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية حيث تتوجه إلى العامل والفلاح والناس العاديّين.
اشتهرت الفرقة بأغنيتها «عمّي سليمان»، التي صورتها فيديو كليب في إحدى حارات البلدة القديمة لبيت لحم، لمسنٍ يقلب «طاولة النرد» غضباً بعد ان يخسر أمام صديقه المسن أيضاً، لتبدأ الأغنية «عمّي سليمان يا عمّي، مالك زعلان يا عمّي، سمّي باسم الله سمّي، الوضع خربان»، على إيقاع شرقي ونكهة خاصة بتنويعاتها على أكثر من مقام، مع تطعيمها بشيء من الموسيقى الغربية.
وتعبّر الفرقة بالعامية عن هموم المواطن البسيط، بمفردات بسيطة أيضاً كـ»الشعب طفران»، و»جوّا الخزان»، و»سمعان مش هان» ... فيما تقدّم بعض الاعمال التي تنتقد السلطة والأوضاع القائمة، خصوصاً حين تغني «نعمل مسيرة ونهتف ضد السلطان».
يشير زيد هلال، عازف البزق والعود والمغني في الفرقة، إلى أن أغنية «عمّي سليمان» هي بطاقة عبور للفرقة، اذ تعكس هموم الشارع. ويقول: «يمثل «عمّي سليمان» الشعب الفلسطيني بأكمله، بما يعانيه من احتلال، وأوضاع سياسية داخلية صعبة، وكذلك المعاناة الكبيرة على الصعيد الاقتصادي. حاولنا من خلال الأغنية ايصال ما يريد أن يقوله الشعب إلى المسؤولين في فلسطين من جهة، وإلى العالم من جهة أخرى».
أما شفيق السعدي عازف القانون والمغني، فيوضح أن الأغنية التي كتبها الشاعر ألبرت هاني، وهو صديق الفرقة من فترة طويلة، وتلحين فارس إسحق عضو الفرقة، أتت بعد ما يمكن وصفه بالعصف الذهني مع أعضاء الفرقة، فولدت وكأنها تحاكي الواقع، وتقرع باب كل فلسطيني بما يحمله من معاناة يومية نلمسها جميعاً.
سجلت الأغنية في استديوات جون حنضل، باستخدام آلات شرقية وغربية، بينها: البزق، والناي والكلارينيت والباص، في مزيج ما بين الشرقي والغربي، لتكون انطلاقة لفرقة «لمّة»، التي تجمّع غالبية أعضائها خلال فترة دراستهم قبل سنوات في جامعة بيت لحم، حيث كانوا يعزفون ويغنون معاً هناك، بينما جاء الآخرون بحكم التقارب الجغرافي، والمعرفة المباشرة، مع هذا العضو من الفرقة أو ذاك.
وأتت انطلاقة «لمّة» بعد أربع سنوات من اللقاءات الموسيقية ما بين الأعضاء بأغنية «عمّي سليمان»، وانتشار الفيديو كليب عبر موقع «يوتيوب» بشكل لافت. وتسعى «لمّة» إلى تقديم أفكار جديدة وغير معقدة، ما يفسر التفاعل الشبابي مع أنماطها الموسيقية المستخدمة، والدمج ما بين الشرقي والغربي في الألحان. ولا بد من الإشارة إلى «الشعب طفران»، أي يعيش ظروفاً اقتصادية غاية في الصعوبة، أو «مش لاقي اللقمة»، تعبيران لا يقتصران على غالبية أبناء الشعب الفلسطيني، بل يحاكيان الهم العربي عموماً.
ويرى السعدي أن ما يميّز الفرقة أنها مستقلة وقائمة على جهود ذاتية لأعضائها، ولا تتبع أي جهة حزبية أو رسمية أو أهلية خلافاً لفرق فلسطينية أخرى، وهذا على المستويين الفني والمادي، وبالتالي لم يكن بمقدور الفرقة مادياً الترويج لنفسها، إلا أن النشاط مستمر لدى أعضاء الفرقة، و»نحن في صدد تسجيل بعض الاغنيات الجيدية، على أن نجمعها في أول ألبوم للفرقة لاحقاً». صوِّرت أغنية «عمّي سليمان» بروح العمل التطوعي، ودعم من الأصدقاء، من الاستديو الى معدات التصوير، والإخراج (إلياس السعدي)، مع التركيز على خلفية حجارة البلدة القديمة في بيت لحم، وحاراتها، وجدار الفصل العنصري.