- الكاتب/ة : بقلم ميخائيل ميلشتاين
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2020-06-24
معاريف–
“ تتدحرج الى بوابة حماس معضلة عسيرة بشأن الرد على الضم: هل عليها أن تنضم الى الكفاح الذي قد ينشأ، بل وأن تقف على رأسه أو تمتنع عن تعريض القطاع للخطر في تصعيد قد يكون ثمنه باهظا “.
تعكس الأسابيع الأخيرة ظاهرا “مجدا استراتيجيا”، من ناحية منظمة حماس في غزة. فقد نجت من أزمة الكورونا مع اقل من مئة مريض وحالة وفاة واحدة في القطاع، وهي تنظر من الجانب الى أزمة الضم التي ترافق ضعف السلطة – عملية من شـأنها على مدى الزمن أن توفر لحماس فرصة “لملء الفراغ” الذي سيخلفه وراءه الحكم في رام الله. عمليا، وضع حماس بعيد عن أن يكون لامعا، ولا سيما بسبب الازمة المدنية في غزة، التي تشكل تحديا استراتيجيا لحكمها منذ عقد ونصف. بين تحديات فيروس الكورونا والضم، تصطدم حماس بعوائق أعلى مما وقفت امامها قبل بضعة اشهر فقط: وقف التنسيق المدني مع اسرائيل يؤدي الى مس أيضا بنسيج الحياة لسكان القطاع(ولا سيما بقدرتهم على التحرك)، السلطة في رام الله قلصت المساعدات أكثر فأكثر (المحدودة أصلا) التي تمنحها لغزة، والمال القطري الذي يتمنوه جدا في القطاع – يتأخر.
إن الارتفاع في مستوى شد الاعصاب في القطاع يعطي منذ الان مؤشراته على المستوى الامني، الذي تميز بهدوء نسبي في اثناء أزمة الكورونا: “تنقيطات” البالونات المتفجرة، اطلاق صاروخ جر غارة عسكرية اسرائيلية (لاول مرة منذ أربعة اشهر) وحديث عن استئناف “مسيرات العودة” في الزمن القريب. وعلى خلفية كل هذا تتدحرج الى بوابة حماس معضلة عسيرة بشأن الرد على الضم: هل عليها أن تنضم الى الكفاح الذي قد ينشأ، بل وأن تقف على رأسه (تخشى حماس من “نقاط استحقاق” قد تكسبها السلطة من مثل هذه المواجهة)، أو تمتنع عن تعريض القطاع للخطر في تصعيد قد يكون ثمنه باهظا. حاليا، يبدو أن حماس تتبنى استراتيجية السلطة – طالما لم تجري اسرائيل تغييرا حقيقيا على الارض، فانها لن تعمل على خطوات متطرفة، ولكنها ستنظر في امكانية رفع المستوى وفقا لـ “عمق الضم”.
مثلما في منطقة يهودا والسامرة، والتي تحاول النهوض من الضرر الاقتصادي العميق في اعقاب أزمة الكورونا، هكذا في غزة ايضا – من شأن التصعيد ان يتطور حتى قبل الضم و/أو حتى لو لم يتحقق أو تأخر. الكثير من هذا سيكون منوطا بالواقع المدني وباستعداد اسرائيل للدفع الى الامام بتسهيلات مدنية تجاه القطاع. في الوقت الحالي سيكون من الصواب تحقيقها، كي لا نعلق في مواجهة في جبهتين فلسطينيتين، ولكن بالتوازي اشتراطها بتنازلات من جانب حماس، ولا سيما في الموضوع عظيم الاهمية المتعلق بالاسرى والمفقودين.
*رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان في جامعة تل أبيب