- الكاتب/ة : بقلم سمدار بيري
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2020-06-24
يديعوت–
“ السيسي يواجه مشاكل مع اثيوبيا، مع تركيا في الداخل بالكورونا وبالبطالة وحاليا لا يرغب في الصدام بمشاكل مع نتنياهو في مسألة الضم “.
تقع المشاكل تباعا على عبدالفتاح السيسي، الرئيس المصري. من الجنوب، تهدد اثيوبيا باقامة سد جديد على نهر النيل، الذي يغذي 105 مليون من سكان بلاده، وتحويل مجرى مياهه. حاول السيسي الاقناع بالكلمة الطيبة، وبعد ذلك جند الادارة الامريكية كي تجلب مندوبين كبار من السودان، اثيوبيا ومصر الى البيت الابيض لضمان مواصلة ضخ مياه النيل، إذ ليس له مصدر مياه آخر. القصة لم تنتهي بعد. في الشمال، بالتوازي، فتحت جبهة جديدة – عندما ظهر السيسي، ليس بالصدفة، في قاعدة عسكرية على مقربة من الحدود مع ليبيا، وأعلن بان “مدينتي سرت وجفرا هما خطنا الاحمر” كتلميح واضح على هجوم من جهة ليبيا. هذه ليست مواجهة جبهوية فقط بين السلطات الليبية والمصرية: من خلف الحاكم الليبي تقف الان تركيا، التي دخلت فجأة الى الدولة بذريعة خطط الاعمار والتنمية. يشتبه السيسي، وعن حق، في النوايا الحقيقية لاردوغان عندما ينقل قوات تركيا الى الحدود المشتركة مع ليبيا، كي يخلق مواجهات ضده. لا توجد مساواة في القوى بين الجيش التركي ووحدات الجيش المصري – والاتراك يأتون لصدام جبهوي مع السيسي. في ليبيا ايضا يعترفون بانه لولا اردوغان لما فتحت جبهة بين طرابلس والقاهرة.
بالضبط في هذه النقطة تدخل الى الصورة السعودية واتحاد الامارات في الخليج الفارسي اللتان تضغطان على السيسي للدخول في مواجهة في الحدود الشمالية لتصفية الحسابات مع تركيا. للسعودية توجد قائمة طويلة من الحسابات مع اردوغان منذ قتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. وولي العهد السعودي بن سلمان مستعد حتى لتمويل الحملة العسكرية المصرية في ليبيا ضد تركيا، ورئيس اتحاد الامارات بن زايد يواصل الضغط على السيسي ليعلن بانهم “جاهزون ومستعدون لاعمال عسكرية ضد جيش أجنبي”.
كما توجد مشاكل غير بسيطة في داخل البيت. في كل يوم يمر يسجل عشرات الاف المصريين في مكاتب العمل بسبب اماكن العمل التي اغلقت، والكورونا بدأ يتفشى في السجون ايضا: “في المباني الثمانية للسجن الكبير في طرة تنكشف حالات في الزنازين المكتظة، ومن الصعب تقدير عدد الاصابات. وعلم امس ان في مصر كلها توجد 1.475 حالة جديدة و 87 حالة وفاة، بعد أن كانت سجلت اكثر من 50 الف حالة وفاة حتى اليوم – اعداد كبيرة وان كان ضمن عدد كبير جدا من السكان. ليس واضحا كم هي الاعداد دقيقة وكم هي وزارة الصحة تتلقى تقارير حقيقية. يواصل الجمهور متابعة حالة رجاء الجداوي ابنة الثمانين الممثلة السينمائية الشهيرة التي اصيبت بالكورونا قبل ثلاثة اسابيع وقصتها تشغل بال معجبيها وتعطي الحكم والطواقم الطبية هواء للتنفس. هي لا تزال على قيد الحياة، رغم أن طبيبها الشخصي اصيب هو الاخر بالكورونا – مثلما في فيلم مصري.
في هذه الاثناء لن يعرف احد كم مرة تحدث فيها السيسي مؤخرا مع رئيس الوزراء نتنياهو وكم مكالمة جرت بين رئيس الموساد ونظيره المصري. العلاقات وثيقة على نحو خاص، ويمكن ان يعزى لها ايضا التغيب الغريب لوزير الخارجية المصري سامح شكري عن اللقاء في رام الله مع ابو مازن ومع وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي. فليس فقط لم يصل وزير الخارجية المصري بل ان مندوبا كبيرا من المخابرات في القاهرة أو دبلوماسيا من السفارة المصرية في تل أبيب تغيب ايضا.
هذا هو الرابط بين السعودية، اتحاد الامارات ومصر في مواجهة قطر وتركيا، حين يدفع حكام الامارات والسعودية – لتنسيق كامل مع نتنياهو – باتجاه اعداد خليفة لابو مازن، بينما مصر، تجاه الخارج على الاقل، تصر على الا تنشغل الا بحماس في غزة.