
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2020-08-15
مع بدء العدّ العكسي للانتخابات الرئاسية الأميركية، يزداد الرئيس دونالد ترامب توتراً بالنظر إلى تراجع حظوظه في استطلاعات الرأي، وتقدّم منافسه الديمقراطي جو بايدن. وبعد أن كان ترامب يعوّل على «رخاء اقتصادي لم تشهد مثله الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية»، جاءت أزمة كورونا لتطيح بالنموّ الاقتصادي الذي تحقق، إضافة إلى مقتل المواطن جورج فلويد في أيار/ مايو الماضي، الذي فجّر سلسلة احتجاجات مندّدة بالعنصرية وبعنف القوى الأمنية.
وفي المحصلة، فقد أضعف ذلك من حظوظ ترامب في ولاية رئاسية ثانية. وعليه، فقد عمد أخيراً إلى طرح احتمال تأجيل الانتخابات، مدّعياً بأن «التصويت عبر البريد قد يؤدي إلى أكبر تزوير في تاريخ الانتخابات الرئاسية»، ولكن من دون أن يقدّم دليلاً يؤكّد أقواله. وعلى رغم تراجع ترامب لاحقاً عن طرح هذا الاحتمال، إلا أنّ مجرد طرحه أكد مخاوف ديمقراطية عدة، لجهة عدم تنازله عن السلطة أو القبول برئاسة بايدن في حال فوز الأخير.
وبالنسبة إلى كثير من المهتمين والمحللين الأميركيين، فإن ترامب لا يملك سلطة تأجيل الانتخابات المحدّدة بموجب قانون يعود لعام 1845، حيث لم يتم تأجيل أي انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة. وقد جرت الانتخابات خلال الحروب وحالات الطوارئ الصحية العامة السابقة، كما يظهر التاريخ»، مشيرين إلى الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918)، ووباء الأنفلونزا (الإسبانية) في نهايتها، على سبيل المثال.
وجاء التقرير الصادر أخيراً عن مجمّع الاستخبارات الأميركية، بشأن محاولات كلّ من روسيا والصين التدخل والتأثير في الانتخابات المقبلة، ليزيد في متاعب الرئيس وحرجه. وورد في بيان صادر عن مدير المركز الوطني لمكافحة التجسس في الولايات المتحدة، وليام إيفانينا، (7/8)، إن مسؤولي الاستخبارات الأميركية يعتقدون أن روسيا تستخدم مجموعة متنوعة من الإجراءات لتشويه سمعة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن، لصالح تعزيز محاولة إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب. ولكن التقرير أشار إلى أن الصين لا تريد أن يفوز ترامب بولاية ثانية، وتُكثّف انتقادها للبيت الأبيض والشخصيات السياسية التي تعتبر معارضة لمصالح بكين في واشنطن.
ومن المعروف أن المعلومات المتعلقة بالكرملين و«جهوده المبذولة لإعادة انتخاب ترامب»، تشكل موضوعاً حسّاساً ومحرجاً لرئيسٍ رفض تقييمات وكالة الاستخبارات بأن روسيا حاولت مساعدته في عام 2016، لكن التقييم الاستخباراتي يشير إلى أن جهات فاعلة في الكرملين، (لم تتم تسميتها)، تعمل مرة أخرى على تعزيز ترشّحه.
ولذلك، فقد عمد ترامب إلى التقليل من شأن هذه المعلومات وشكّك فيها. واعتبر أنّ آخر شخص تريد روسيا رؤيته في منصبه، هو دونالد ترامب، لأنه «لم يكن هناك في أي وقت مضى مَن هو أشد قسوة منه تجاه روسيا». وفي المقابل، فقد أبدى ترامب توافقه مع المعلومات التي تشير إلى أن الصين «لا تريد إعادة انتخابه»، وقال: «إذا صار جو بايدن رئيساً، فإن الصين ستمتلك بلادنا»!.
وردّ البيت الأبيض على ما ورد في التقرير ببيان قال فيه إن «الولايات المتحدة لن تتسامح مع التدخل الأجنبي في عملياتنا الانتخابية، وستردّ على التهديدات الخارجية الخبيثة التي تستهدف مؤسساتنا الديمقراطية». كما استبعد إيفانينا نفسه قدرة أي طرف خارجي على التدخل والتأثير في نتائج الانتخابات على نطاق واسع، لكنه أبدى قلقاً خاصاً من أنشطة الصين وروسيا.
وجاء تقرير إيفانينا وسط انتقادات من رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، وديمقراطيين آخرين في الكونغرس، بأن «مجتمع الاستخبارات حجب معلومات استخبارية هامة عن تهديد التدخل الأجنبي في السياسة الأميركية».
وأعرب الديمقراطيون في الكونغرس الذين شاركوا في جلسات إحاطة سرية مؤخراً حول التدخل الأجنبي في الانتخابات الأميركية، عن قلقهم مما سمعوا، وطالبوا مجمّع الاستخبارات الأميركية بالكشف عن المعلومات التي لديهم لتجنب تكرار ما حدث في انتخابات 2016.


