
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2020-08-17
مع إنهاء جو بايدن المرشح الديمقراطي التكهنات حول تسمية نائبه في سباق الرئاسة المقبل ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب، يتحول التركيز الآن إلى المواجهة المرتقبة بين كامالا هاريس (55 عامًا) ومايك بنس (61 عامًا) خلال «مناظرة نائب الرئيس» المرتقبة والتي ستُجرى في جامعة يوتا بمدينة سولت ليك سيتي في 7 أكتوبر القادم، ومما يرفع من أهمية هذا المنصب أن الخبرة والمؤهلات والمواقف السياسية التي يتبناها الشخص الجالس على هذا المقعد الحساس بوصفه نائبًا للرئيس ستزداد أهمية مع اقتراب المرشحين السبعينين بايدن (77 عامًا)، وترامب (74 عامًا) من سن الثمانين.
تنظر حملة ترامب إلى هاريس على أنها خيار مخيف، وأنها أكثر من مجرد ند لمايك بنس، ويمكنها أن تقطعه إلى أشلاء، ومع ذلك يجادل الرئيس الأمريكي بأن نائبه بنس رائعاً وأنه أفضل بكثير من هاريس، وقد يبدو من المناسب هنا أن نتعرف على نظرة هاريس للقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، بينما لن يكون بنا حاجة للتركيز على تحليل نظرة بنس لأنها تابعة ولا شك لنظرة مديره ترامب، والتي ترتكز على تقديم دعم لا محدود للإسرائيليين، وبسط مزيد من الهيمنة على الشرق الأوسط.
من المرجح أن تلعب نائبة الرئيس كامالا هاريس دورًا نشطًا في الحكومة الأمريكية في حال فاز بايدن بمنصب الرئاسة، وفضلًا عن ذلك، فإن منصب نائبة الرئيس سيضعها في موقع متميز يسمح بالترشح للرئاسة في المستقبل، وربما تسير إدارة بايدن في عكس اتجاه بعض تحركات ترامب في الشرق الأوسط، وقد تقع بعض مسؤوليات السياسة الخارجية على عاتق كامالا باعتبارها نائبة للرئيس، وبالرغم من أنها تصنف بالتقدمية، إلا أنها تعرضت لبعض الانتقادات من اليسار الأمريكي بسبب دعمها القوي لإسرائيل.
رغم معاناة كامالا من سياسات التمييز العنصري في أمريكا؛ وهي السياسات التي اضطرتها للالتحاق بمدارس خاصة بالسود، والتنقل في حافلات خاصة بالسود، لم تستطع كامالا رؤية سياسات الفصل العنصري في إسرائيل بالعين ذاتها، فهي من أشد المؤيدين لإسرائيل، فبعد أشهر من أدائها اليمين الدستورية في مجلس الشيوخ عام 2017، ألقت خطابًا في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (آيباك) وصفت من خلاله العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة بالمتينة، معتبرة أنه "لا ينبغي أن تكون إسرائيل أبدًا قضية حزبية.. وطالما كنت عضوًا بمجلس الشيوخ الأمريكي، سأبذل قصارى جهدي لضمان دعم واسع النطاق من الحزبين لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس".
لكن، دفاع كامالا عن إسرائيل لم يكن فقط من خلال الخطب والتصريحات الرنانة، إذ شاركت في رعاية قرار مجلس الشيوخ الذي أعرب عن اعتراضه على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334؛ الذي يدين بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة باعتباره انتهاكًا للقانون الدولي، وشأنها شأن معظم الديمقراطيين، أعربت عن معارضتها لخطط الحكومة الإسرائيلية الرامية لضم أجزاء من الضفة الغربية، ووجهت منتصف حزيران (يونيو) الماضي، خطابًا للرئيس ترامب تحثه فيه على وقف عملية ضم الأراضي المستوطنة في الضفة الغربية، لأنّها خطوة خطرة على "عملية السلام" وتضع التفاوض السلمي على المحك، وعندما سألتها صحيفة «نيويورك تايمز» العام الماضي عما إذا كانت تعتقد أن إسرائيل تفي بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، أجابت كامالا: «بشكل عام، نعم».
أما ما دون إسرائيل، فيبدو أنّ كامالا تتبنى السياسات التقليدية للحزب الديمقراطي تجاه معظم قضايا الشرق الأوسط، وعلى ما يبدو، فإن جو بايدن المرشح الرئاسي المحتمل باختياره كامالا هاريس لمنصب نائب الرئيس، يضع في حسبانه الاعتبارات الداخلية بشكل كبير، إذ يهدف للحصول على أكبر قدر من أصوات المجتمعات الملونة، وبعض شرائح التيار التقدمي داخل الولايات المتحدة.


