- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2015-03-05
رسائل بالذخيرة الحية في جميع الاتجاهات ولكل من يهمه او لايهمه الامر حملتها المناورات الاسرائيلية في الضفة الغربية تحسبا من اندلاع مواجهات خلال الاسابيع والاشهر المقبلة بسبب انسداد الافق السياسي وما ينجم عن هذا الانسداد من حالات احتقان واحباط قد يكون الاحتكاك الخشن احدى ابرز تعبيراتها.
توقيت المناورات وحقول الرماية المنتقاة بعناية، وحجم القوة المشاركة فيها، وطرائق واساليب تلك التدريبات، تشف عن نوايا اسرائيلية مبيتة للتصعيد عبر استدراج الشعب الفلسطيني وقيادته الى ردود فعل على افعال لن يكون بوسع القيادة هضمها او السكوت عليها وهي افعال نرى نذرها في عمليات الاجتياح الليلية للمدن الفلسطينية وما يترتب على تلك الاجتياحات من اعمال قتل واعتقال وتخريب بالبيوت والممتلكات، وهي افعال تشبه تلك التي تسببت باندلاع شرارة مواجهات ادخلتنا في متوالية الدم التي كان حصادها مشاهد الجنازات لضحايا يستهدفهم الرصاص الحي بالقتل العمد.
المناورات التي تعتبر الاكبر للجيش الاسرائيلي منذ سنوات، والتي شارك فيها نحو 16 الف جندي من اسلحة الجو والهندسة والمدرعات تأتي على مسافة ايام من استحقاقات فلسطينية واسرائيلية هامة، اولها اجتماع المجلس المركزي الاربعاء وما سيصدر عنه من مراجعات قد تطيح بما تبقى من اطلال "اوسلو" المعلقة على احبال التنسيق الامني واتفاق باريس الاقتصادي الذي يسمح لاسرائيل بالسطو على اموالنا كلما ارادت عقابنا على "خروج عن نص تلك الاتفاقات" التي يفترض ان تكون منتهية الصلاحية، وخارج الخدمة بعد مرور السنة الخامسة من الاتفاق الذي طال واستطال.. وثانيها ما ستكشفه صناديق الاقتراع الاسرائيلية يوم السابع عشر من الشهر الجاري.
وفي المعلومات فان ضغوطا متعددة الجهات وفي جميع الاتجاهات مورست على القيادة الفلسطينية لتأجيل اجتماع المركزي او ارجاء اية قرارات ذات طابع استراتيجي قد يتخذها تحت وقع الوعود تارة وطورا بالوعيد وهي ضغوطات لم تغير توقيت الانعقاد، ولا اجندته التي ستشكل تغييرا في قواعد اللعبة، وقفزا فوق حواجز اوسلو وتفكيرا خارج الصندوق عبر اطلاق الخيال لطرائق واساليب جديدة للمواجهة مع المحتل على الارض وفي المحافل الدولية، والتي ستبدأ بواكيرها بطرق ابواب الجنائية في الاول من نيسان وهنا على عتبات الجنائية ذروة المعركة حيث تقف اسرائيل مدججة بارتكاباتها وجرائمها بحق الارض والانسان امام المحكمة لاول مرة في تاريخها وهي وقفة لم يستطع حليفها وكاتم اسرارها من تجنيبها اياها الامر الذي سيدفعها للهروب من قاعة المحاكمة الى ساحات المواجهة في شوارع الضفة وغزة وهو الملعب الاثير لمجرميها من قادة المؤسسة العسكرية وذلك بهدف استجلاب ردود فعل تسعى من ورائها للحصول على صورة تدفع باتجاه قلب الاولويات الدولية واستبدال الاجندات واتهام الضحية عوض محاكمة الجلاد!
صحيح ان الرسالة وصلت، وقد تتدحرج الاوضاع ككرة الثلج عبر اشكال متعددة من المواجهة، ستستخدم اسرائيل فيها سلاح التجويع، والترويع، واقامة البوابات على اعناق المدن والمحافظات لخنق الناس، والتضييق عليهم، بقطع الكهرباء والماء، وهي مخاوف لم تسقط من حسابات السياسيين والقادة الامنيين وهم يخوضون واحدة من اصعب المعارك الدبلوماسية في منطقة تشهد انزياحات حادة ، وتشتعل فيها براكين تتطاير شظاياها في جميع الاتجاهات .. لكن الصحيح ايضا ان كل هذه السياسات الاجرامية سيتم نشرها وتشييرها واضافتها اولا باول الى الملف الجنائي الذي سيحاصر المجرمين ويقودهم مخفورين الى القضاء الدولي .