تل أبيب: يُبدي اليمين الإسرائيلي، وخاصة الاستيطاني، خيبة أمل من عدم تنفيذ مخطط ضم مناطق واسعة في الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، مثلما تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

وأشار تقرير نشرته صحيفة "ماكور ريشون" اليمينية، إلى أنه بالرغم من أن خطة "صفقة ترامب"، التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تشمل ضما كهذا، إلا أن مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنير، أطلق تصريحات تمنع الضم حاليا، فيما لا يزال السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، يسعى إلى تنفيذه في أقرب وقت.

ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، قوله إنه "كلما كبرت قائمة المستقيلين من البيت الأبيض، تعزز تأثير كوشنير. ولا أعرف ماذا سيفعل السفير ديفيد فريدمان. وقد نفذ عملا رائعا كسفير في السنوات الأربعة الأخيرة. وربما سيغيرونه".
ورأى مستشار نتنياهو السياسي السابق، دوري غولد، أنه "في الصراعات داخل الإدارة الأميركية، تكون حظوظ الأقرب من الرئيس أفضل للانتصار. وكوشنير موجود هناك، داخل البيت الأبيض. والانتصار الآن هو من نصيب كوشنير، وخسارة أن السيادة لم تعد موجودة على الطاولة".
وأشار غولد إلى "انطباعي هو أن جزءا من المشكلة كان عدم وجود إجماع في أوساط اليمين الإسرائيلي إزاء هذه المبادرة. ولو كنت أعمل في البيت الأبيض ورأيت أنه لا يوجد دعم في مجلس المستوطنات وأماكن أخرى، توقعت أن تؤيد هذه الخطوة، لتساءلت لماذا أنا بحاجة إلى بذل جهد".

وتابع غولد أن "الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي، بعد القدس طبعا، هو السيادة في غور الأردن. وهذه مسألة أمنية. وليس لدي دليلا على ذلك، لكني مؤمن أنه بالإمكان التوصل إلى تفاهمات مع الإدارة حول مواضيع مرتبطة بالأمن، وغور الأردن هام جدا لإسرائيل".

ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من الحزب الجمهوري قوله إنه "لا يهم البيت الأبيض ماذا يقول يوسي داغان وعوديد رافيفي (من قادة المستوطنين). لكن صورة المعارضة للخطة أحدثت فوضى في قاعدة التأييد الإنغليكانية. فقد كانوا متأكدين من أنهم يحضرون للمستوطنين البشرى الأكبر. والاحتجاجات ضد الخطة أثار تساؤلات لدى الإدارة".

من جانبه، اعتبر مدير عام معهد الأبحاث "منتدى الشرق الأوسط" في واشنطن، غريغ رومان، أن مخطط الضم لم يكن فكرة إسرائيلية، وإنما كوشنر الذي طرحه، كوسيلة تهديد أميركية على الفلسطينيين.

وقال إن "العملية مقابل الدول العربية كانت هامة، والسيادة كانت ثانوية. وهذه لم تكن خدعة. كانت هناك عمليتين تتقدمان، أولا التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، وإذا فشلت تكون السيادة على الطاولة".

وأضاف رومان أن إسرائيل هي التي وضعت الأساس في الاتفاق مع الإمارات، "وفريدمان مسؤول عن العلاقات مع إسرائيل فقط. ومنصبه لا يسمح له بالتفكير بالأردن أو مصر أيضا. وليس بحوزته ملفا إستراتيجيا كذلك الموجود بحوزة كوشنر أو آفي بيركوفيتش (المبعوث الخاص لترامب). ولا يوجد حقيقة صراع بينهما".

ونقلت الصحيفة عن كوشنير قوله خلال إحاطة لصحافيين، الأسبوع الماضي، إن الإسرائيليين "وافقوا على عدم التقدم بمخطط الضم من دون موافقتنا. وهذه أرض تسيطر عليها إسرائيل حاليا، ويوجد إسرائيليون يسكنون هناك. وهذا الواقع لن يذهب إلى أي مكان، أي لن يتغير. ولا ينبغي أن يسود هلع من جانبهم هناك حيال فرض القانون الإسرائيلي".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف