- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2015-03-25
لم يتضمن بحث السعودية وتركيا في قمة الملك سلمان والرئيس رجب طيب أردوغان لتطورات المنطقة وما تعانيه من تطورات في ظل أزمات اليمن والعراق وسوريا، والبحث الجدي في تطوير “المحور السني”، وإعطاء السعودية بعض الإشارات الإيجابية تجاه حركة حماس، تضمن إنهاء خصام المملكة للحركة، أن يتم رؤية قيادة حماس في قطر وغزة قريبا في الرياض.
فأمر الزيارة ليس بالسهل في هذه المرحلة التي تتخاصم فيها حليف السعودية الأكبر في المنطقة العربية مصر، مع حركة حماس، وإن كان الخلاف في هذه الأوقات يشهد انخفاضا أثر على حجم التوتر قليلا، فالزيارة كما يرها قادة من الحركة للرياض ولقاء قيادات المملكة الجديدة لا تزال بعيدة، فهم يدركون الحواجز التي لا تزال قائمة، لكنهم راضون على شكل العلاقة الجديد.
في حماس من يقول ان الإشارات التي نقلها أردوغان للحركة يكفي في المرحلة الحالية لطمأنة الحركة، وأن زيارة الرياض ليست مهمة بقدر تصليح العلاقة التي نسفت بشكل كامل عندما اتخذت حماس قرار السيطرة على غزة ونفذته في صيف العام 2007، ما مثل وقتها نسف لاتفاق مكة للمصالحة الفلسطينية الداخلية الذي رعته السعودية عبر ملكها الراحل عبد الله.
ما علمته “رأي اليوم” من مصدر مسؤول في حماس ان الحركة لا تريد أن تتحدث كثيرا عن شكل علاقتها مع السعودية والتطورات الحاصلة، وكذلك لا تريد أن تثير موضوع الزيارة، لما يسببه من حرج للحركة، خاصة إذا ما قام مصدر رسمي سعودية بنفيه، وهو أمر سيعني للحركة وقتها انها هيمن تختلق الحديث عن تطورات العلاقة.
لذلك جرت عدة تراجعات على صعيد الحديث عن الملف، منذ التصريحات التي أدلى بها مؤخرا الدكتور محمود الزهار عضو مكتب الحركة السياسي الموجود في غزة حين قال أن مشعل سيزور الرياض لكنه لم يعطي موعدا محددا للزيارة.
لذلك لم يكن ما ورد من تقارير خلال الساعات الماضية ونفتها حماس صحيحة، حين تحدثت عن أن الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس حركة حماس الموجود في القاهرة قد غادر إلى الدوحة، لوضع الترتيبات النهائية لزيارة وفد من حماس إلى السعودية، والتي ذكرت أنها ستكون في غضون أيام.
تلك التقارير قالت ان أبو مرزوق سيترأس وفد الحركة؛ لاعتبارات عدة، في مقدمتها علاقته الطيبة بقادة السعودية إضافة إلى كونه شخصية مقبولة عربياً، ولن تثير ردود أفعال غاضبة من جانب مصر، أو تتسبب في حرج للنظام المصري، لا سيما أن أبو مرزوق يقود الاتصالات بين القاهرة وحماس.
وقد ردت حماس على ما ورد بالنفي والتأكيد أنه لا صحة على الإطلاق للأنباء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام اليوم حول وجود ترتيبات لزيارة وفد يترأسه القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق إلى السعودية.
ودعت حماس الجهات الإعلامية إلى ضرورة الرجوع إلى الجهات الرسمية في الحركة للتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها، حرصاً على مصداقيتها.
وإن كانت الزيارة في هذه الأوقات غير متاحة للحركة للرياض، فإن ذلك الأمر لا زال قائم تجاه زعيم حماس المقيم في الدوحة خالد مشعل إلى طهران، رغم أن الأخيرة تشعر بالقلق من تقارب حماس من الرياض، فأرسلت على عجل رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني إلى الدوحة للقاء مشعل، والبحث في مواضيع لم تكشف بعد، لكن في الغالب ناقشت التقارب من السعودية.