بعد دخول الحرب في اليمن يومها الثاني عشر، وانتهاء الاهداف الذي يمكن ان تستهدفها طائرات التحالف السعودي، بات الحديث عن الحل السياسي والعودة الى مائدة الحوار ووقف اطلاق النار هي الطاغية على المشهد اليمني.
السيد علي لارجاني رئيس مجلس الشورى الايراني الذي اكد امس، ولاول مرة، ان “السعودية تحتل اليمن” في تصريحات نقلتها وكالة “ارنا” الحق هذا الاتهام غير المسبوق بالقول “ان طهران تدعم الحل السياسي، وان عمليات “عاصفة الحزم” تتسبب في مقتل المسلمين وتؤدي الى انهيار البنية التحتية للبلاد”.
وكان لافتا ما نقلته وكالة “رويترز″ العالمية للانباء عن صالح الصماد مستشار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي السابق واحد كبار الاعضاء في الحركة الحوثية من “ان حركته مستعدة لاجراء محادثات سلام اذا توقفت الضربات الجوية واشرفت عليها اطراف محايدة”.
حتى هذه اللحظة لم تكشف القيادة السعودية عن موقفها تجاه هذه المطالب بوقف غاراتها والعودة الى مائدة الحوار مجددا، كما ان الدولة المرشحة للوساطة، وهي سلطنة عمان، لم تبدأ جهودها بعد، رغم انها تلقت رسالة في هذا الخصوص من الرئيس الايراني حسن روحاني يوم السبت حملها السيد حسين امير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الايراني.
الباكستان التي عولت عليها القيادة السعودية في ارسال قوات برية الى اليمن، بدت مترددة في التجاوب مع هذا الطلب المحفوف بالمخاطر، ويبدو ان زيارة السيد نواز الشريف رئيس الوزراء الباكستاني والحليف الوثيق للاسرة الحاكمة السعودية الى تركيا غيرت الكثير من مواقفه، وجعلته يتراجع عن الدعم البري لاسباب ما زالت غامضة.
سردار عياض صادق رئيس البرلمان الباكستاني قال في تصريحات ادلى بها بعد اتصال مع نظيره الايراني “ان باكستان ليس لديها نية للتدخل في الصراع في اليمن بأي شكل من الاشكال ولا نريد الدخول في الازمة الراهنة فيها”، واضاف قائلا “من اجل مصالح العالم الاسلامي نريد السلام والاستقرار في اليمن”.
الضربات الجوية لم تمنع التحالف “الحوثي الصالحي” من التقدم في عدن والاستيلاء على القصر الرئاسي، كما ان القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي فشلت كليا في التصدي لقوات هذا التحالف رغم الانزال الجوي لاطنان من الاسلحة الحديثة لتعزيز قدراتها العسكرية، والشيء نفسه يقال عن “القوات الخاصة” السعودية التي ارسلت الى عدن للمشاركة في القتال، وتؤكد التقارير الاخبارية ان معظم محافظات الجنوب اليمني مثل شبوة والضالع وابين باتت في يد التحالف “الحوثي الصالحي”.
روسيا كذبت بالامس ان يكون الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح قد وصل الى موسكو على ظهر طائرة اجلت الدبلوماسيين الروس من صنعاء، وهذا يعني ان الرجل لم يهرب مثلما اكد الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية اليمني الذي يبدو انه كان يعبر عن امنياته ويدير حربا نفسية لاحداث شرخ في الحلف “الحوثي الصالحي”.
المأزق السعودي يتفاقم ، فالضربات الجوية لم تعط اؤكلها، والحرب انتقلت الى الجنوب السعودي بريا، وما اخلاء السلطات السعودية حوالي مئة قرية على الحدود مع اليمن من سكانها الا احد الادلة في هذا الصدد.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف