سهيل نقولا ترزي
منذ سنتين ومنذ احتلال مخيم اليرموك من جبهة النصرة والآن من داعش خرج علينا مصطلح تحييد المخيمات والنأي بالنفس، وتحت هذا المصطلح أقدمت العناصر الإرهابية باحتلال المخيم وتهجير أكثر من 200 ألف فلسطيني من المخيم، كأن هذا المصطلح تحييد المخيمات الفلسطينية يعني عدم الدفاع عن النفس أو استباحته من العناصر الإرهابية التي عاشت بأبنائنا وأطفالنا ونساؤنا فسادا، واستعبدوا من بقى في المخيم، وأصبحنا عبيدا لهؤلاء الجماعات.
و بكل صراحة ووضوح عندما نقوم بتحرير المخيم وتحرير نساؤنا وأبناؤنا لن نصبح طرفا لأننا المعتدى عليه من هذه الجماعات الإرهابية التي اعتدت على المخيم وقامت باحتلاله وتهجير سكانه.
تهجير الفلسطينيين من المخيمات الفلسطينية هدفه واضح وهو مخطط تآمري لتسريع بالتنازل عن مطالب حق العودة للفلسطينيين، لان إعادة تهجيره إلى المنافي مرة أخرى يخدم فقط مصالح العدو الصهيوني.
ونحن لا نقوم بالدفاع عن الجيش العربي السوري عندما نتدخل عسكريا لتحرير المخيم ولن نكون طرفا لأن الجيش العربي السوري بقي صامدا لوحده أكثر من 4 سنوات وانكسرت على صخرته كل المؤامرات التي تحاك ضد امتنا العربية والإسلامية ولكن من مصلحتنا نحن الفلسطينيين أن تبقى القيادة والجيش السوري متماسك قوي لأننا نحن الفلسطينيين على ارض سوريا لم نرى سوى الخير بمعاملته لنا عاملنا مثل باقي أبناء الشعب السوري بل اعتبرنا سوريين مهجرين من فلسطين المحتلة ولنأخذ عظة ما حل بنا عندما أقدم المحتل الأمريكي بحل الجيش العراقي.
مصطلح تحييد المخيمات يعني عدم الاعتداء على المخيمات الفلسطينية، وهذا المصطلح انطبق على المخيمات الفلسطينية بلبنان لعدم التدخل بالمخيمات وأيضا أن لا ينجر الفلسطينيين في لبنان ليكون طرفا من الأطراف في حال عدم الاعتداء عليهم.
ولكن في سوريا تم الاعتداء واحتلال المخيمات من قبل جماعات إرهابية قامت بتهجير الفلسطينيين منه وقامت بذبح الرجال وسبي النساء والنهب والسرقة واعتبار المخيم من الغنائم وليس هذا فقط بل إعادة تهجير أبناء الشعب الفلسطيني لتنفيذ مخططات وأجندات خارجية صهيو أمريكية لإسقاط حق العودة.
وبالتسبب بالنكبة التي ألمّت بفلسطينيي اليرموك وباقي المخيمات، عندما لم تكتف بخروجها عن الخط السياسي الذي كانت تنتمي إليه طوال عشرين سنة في محاور المنطقة، وإنما ذهبت إلى حد الانخراط في مواقف علانية في لحظة احتدام مشهد الدم السوري، ثم التورط، كما يتهمها كثيرون، في حمل السلاح مساندة للفصائل المسلحة التي تشكلت في وجه الدولة السورية.
قبل اقل من أسبوع، اقتحم مسلحو تنظيم «داعش» مخيم اليرموك، الملاصق لدمشق. وعلى الرغم من انه يقع على بعد ثمانية كيلومترات عنها، إلا انه تحول على مرّ سنوات منذ ما بعد النكبة الفلسطينية، إلى امتداد ديموغرافي وطبيعي للعاصمة السورية، وسكنه السوريون أيضا، واندمج الفلسطينيون في نسيج الحياة السورية بكل تفاصيلها.
وكان أول ما فعله «داعش» بعد اقتحام المخيم بالتواطؤ مع مجموعات مسلحة تابعة لـ«جبهة النصرة»، الانقضاض على جماعة «أكناف بيت المقدس»، وهكذا أصبح المخيم بين ليلة وضحاها، مسرحا مرشحا لصراعات عدة. فـ «جيش الإسلام» دخل المعركة ضد «داعش» على خلفية ثأرية مما جرى معه في الغوطة الشرقية حيث يحاول «داعش» التمدد على حسابه. أما تنظيم «أحفاد الرسول» وغيره فقد دخلوا المعركة للحفاظ على المصالحات التي جرت ومنع تمدد «داعش» إلى ببيلا وبيت سحم والذي من شأنه أن يقضي على وجود هذه الفصائل هناك.
وهكذا، دفع الفلسطينيون، مجددا ثمن الحسابات السياسية والعسكرية الخاسرة التي سار إليها بعض قادة فلسطينيين.. بالأمس جرت إعدامات ضد مسلحين فلسطينيين ومدنيين داخل المخيم. أما العلم الفلسطيني، فقد جرى إنزاله عن أسطح المنازل، والدوس عليه بالأقدام من قبل «الإرهابيين»
وقوبل الموقف الفلسطيني الرسمي الذي يكتفي حتى الآن بتأكيد حياد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بانتقادات من أوساط فلسطينية اعتبرت أنه لا يقدم أي حل عملي في ظل هذا التصاعد.
وأصبح واضحا بأن الجيش العربي السوري يدافع عن الاستقلال السوري وتماسك الدولة السورية لان هدف المخططات التآمرية الصهيو أمريكي هي تقسيم سوريا إلى دويلات وممالك قائمة على أساس ديني طائفي واثني عشائري متحاربة متناحرة فيما بينها تستعطف وجودها بمدى دعمها لعدونا الصهيوني، وإبعاد القلعة العربية الصامدة وهي سوريا عن أي معركة في المستقبل مع كيان العدو الصهيوني.
الشعب والقيادة والجيش العربي السوري الصامد هو الركيزة والضمانة القومية لشعبنا العربي الفلسطيني لوقف مخطط التآمري لتهجيرنا مرة أخرى، وأيضا عدم إسقاط حق العودة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف