- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2015-04-25
إختار المشاركون في المؤتمر اللاتيني الأول للتضامن مع فلسطين العاصمة الفنزويلية كراكاس لتكون الملاذ لولادة فعاليات ونشاطات تضامنية مع فلسطين على مستوى القارة الأمريكية اللاتينية بمشاركة وفود تمثل قوى وأحزاب ومؤسسات وأفراد من 15 دولة في أمريكا اللاتينية بالإضافة لممثلين عن فلسطين ولبنان لبوا دعوة الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين.
وأكد الشيخ يوسف عباس منسق الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين أن فنزويلا شكلت ومنذ أيام الرئيس الراحل هوجو تشافيز خير ظهير وسند لفلسطين وقضيتها وشعبها وأن إختيار كراكاس لتكون حاضنةً للمؤتمر إنما جاء تكريماً لهذا البلد وقيادته وشعبه الذين وقفوا مع فلسطين في كافة المنعطفات وإتخذوا مواقف متقدمة تمثلت بطرد السفير الصهيوني من بلادهم رداً على إعتداءات الصهاينة على فلسطين وهي مواقف خجل وتقاعس عرب كثر عن إتخاذها ولم يدفعهم شلال الدم المتدفق في فلسطين على الجرأة في مواجهتها فأخجلتهم فنزويلا وقتها بمواقفها.وإستعرض كذلك خلال الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر اللاتيني للتضامن مع الشعب الفلسطيني" ما قامت به الحملة من فعاليات وأنشطة منذ تأسيسها ، بهدف تجذير حق العودة، ليس فقط لدى الفلسطينيين فحسب، وإنما لخلق أكبر حالة تضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني على صعيد عالمي.كما تحدث منسق الحملة في أميركا اللاتينية "سهيل الأسعد"، عن الجهود المبذولة من قبل الحملة هناك، وعن أسباب إختيار العاصمة الفنزويلية كاراكاس لتحتضن المؤتمر والتي كان أبرزها: الوقوف المبدئي للحكومة الفنزويلية منذ فترة الرئيس الراحل "هوغو تشافيز" مع القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية.بدورهم أكد أعضاء منظمة "ناتوري كارتا" (Neturei Karta) اليهودية المعادية للصهيونية "أنهم لا يؤمنون بوجود دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وأن أرض فلسطين هي للفلسطينيين."أما عضو البرلمان الفنزويلي "عادل زغير فقال إن حكومة فنزويلا ستبقى دائماً داعمة لفلسطين و شعبها.كذلك، رحبت السفيرة الفلسطينية في كاراكاس "ليندا صبح" بجهود الحملة و قالت: "يسرنا أن يكون هناك من يهتم بحق العودة".وتحدث في المؤتمر ممثلون عن الدول التي حضرت الإجتماعات التي إستمرت على مدى ثلاثة أيام، وكان أكثر من 50 شخصية مثلوا أكثر من 15 دولة في أميركا اللاتينية، شددوا على حق الشعب الفلسطيني في إسترجاع جميع الأراضي المحتلة، وعلى أن كيان الاحتلال هو كيان ظالم يقوم بقتل الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه ثم الاستيلاء عليها. كما إستذكروا تهجير أكثر من مليون فلسطيني من أرضهم منذ عام 1948، تضاعفت أعدادهم في الداخل وفي الشتات لتتجاوز اليوم 14 مليون نسمة.وبحث المؤتمر الآليات المناسبة لتعريف الشعوب اللاتينية بعدالة القضية الفلسطينية، بغية تطوير التضامن مع فلسطين في أمريكا اللاتينية، قبل أن ينتهي إلى التوافق على خطط ومشاريع عملية لدعم صمود الشعب الفلسطيني، والمساهمة في سد حاجاته الإنسانية.وقد إختتم المؤتمر بتعيين منسق "للحملة العالمية للعودة إلى فلسطين" من بين ممثلي الجمعيات الحاضرة في كل بلد من بلدان أمريكا اللاتينية المشاركة، والتي كان من بينها: المكسيك، الإكوادور، فينزويلا، تشيلي، دومينيكان، البرازيل، الأرجنتين وغيرها.وتكون مهمة منسق الحملة في بلده تنفيذ برنامج عمل للقضية الفلسطينية على مدار العام، والتوعية حولها في أوساط الناس، كما وتطبيق مقررات المؤتمر التي وردت في بيانه الختامي.وأكد البيان الختامي للمؤتمر أكد على حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الصهيوني على طريق تحرير وطنهم وإدانة التطبيع بكل أشكاله وأكدوا على ما يلي::أولاً: حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وممتلكاتهم، وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم منذ تهجيرهم من قبل الكيان الصهيوني منذ عام 1948، وهذه حقوق لا يقبل التفريط بها. وأكدوا رفضهم لأي حل يفرِّط بها سواء كان مادياً أو معنوياً، وعلى أهمية تطبيف القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة في ذلك الشأن.ثانياً: حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل أشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلحة، لمواجهة العدو الصهيوني. وأن الامبريالية الأمريكية والصهيونية والرجعية العربية هم أدوات عدوة للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والتاريخية.ثالثاً: الصهيونية كحركة فكرية تعتبر عنصرية ورجعية، والنضال هو ضد الصهيونية ولا يجب مقارنتها باليهودية كدين.رابعاً : في مجال المشروع التاريخي لوحدة أمريكا اللاتينية وبالتعاون بين دولها والوحدة البوليفارية. أكد المجتمعون أن هنالك حقوقاً للدول الأميركية، فهنالك حق للشعب البورتوريكي بالاستقلال وحق للأرجنتين بإستعادة جزرها المحتلة من قبل بريطانيا. وحق للشعب الكوبي بإستعادة القاعدة البحرية غوانتانامو المحتلة ودعم حكومة بوليفيا في الحصول على ممر نحو البحر، عبر النقاش والحوار مع تشيلي.خامساً: دعا المجتمعون لتنظيم الجهد وتوحيده على مستوى البرلمانات في أميريكا اللاتينية من أجل دعم حقوق الشعب الفلسطيني.وأخيراً عبر الحضور عن شكرهم وإمتنانهم لحكومة وشعب فنزويلا على حسن الضيافة وتنظيم هذا المؤتمر، وأكدوا على الدعم التاريخي للثورة البوليفارية بقيادة الرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي فتح باب التغيير نحو الديمقراطية في أميركا اللاتينية، كما نددوا بقرار أميركا إعتبار فنزويلا تهديداً لها، ودعوا شعوب أميركا اللاتينية لدعم الحكومة الفنزويلية لمواجهة هذه التهديدات.كذلك شددوا على ضرورة توسيع حركة المقاطعة للكيان الصهيوني بالتنسيق مع حركات المقاطعة في أوروبا وأميركا، وأدانوا التطبيع و دعوا لممارسة كل الضغوط من أجل وقف كل أشكال التطبيع ومحاربتها في بلادهم.وكان المؤتمر شهد تشكيل أربع لجان للعمل على مستوى أمريكا اللاتينية لخدمة فلسطين وقضيتها وشعبها وفي المؤتمر قدم الإعلامي خالد الفقيه مطالعة عن واقع الحال في فلسطين مستعرضاً الإنتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين من قتل وسجن وإستهداف وتتطرق لواقع الاستيطان في فلسطين ومخاطر الجدار العنصري ومنع الفلسطينيين من الحركة والوصول إلى أماكن عبادتهم والمشافي الصحية وحقول الألغام ودور المؤسسات التنموية والأهلية في تعزيز صمود المحرومين والمهمشين.وكانت وسائل الإعلام الفنزويلية دعت للتضامن مع الإعلاميين الفلسطينيين الذين يتعرضون للإعتداءات الإسرائيلية وأكدت وقوفها إلى جانب الصحفيين الفلسطينيين وأعلنت عن مساندتها لهم في كل المحافل التي يمكن أن تخدم قضيتهم فيها.أما الإعلامية نسرين سلمي فأطلعت الحضور على الواقع المعاش للفلسطينيين في القدس المحتلة وسياسات سحب الهويات وهدم المنازل والضرائب الباهظة التي تفرضها إسرائيل على المقدسيين بغية تهجيرهم وطردهم من المدينة المحتلة.هذا ولاقى المؤتمر إهتماماً إعلامياً لافتاً من قبل وسائل الإعلام الفنزويلية واللاتينية الذي واكبته على مدار أيام إنعقاده.وفي نهاية أعماله أوضح الشيخ يوسف عباس أن النجاح الذي تكلل به مؤتمر أمريكا اللاتينية أمر مشجع ودليل على صوابية العمل من أجل فلسطين التي تعد قضيةً عادلة تستقطب كل المدافعين عن الحق أينما كانوا مشدداً على إستمرار الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين في بذل كل إمكاناتها من أجل الهدف السامي الذي جاءت من أجله كون البوصلة التي وضعتها الحملة لنفسها لا تعرف وجهةً إلا فلسطين بما تمثله وتعنيه لكل العرب والمسلمين والبشر المؤمنين بحقوق المضطهدين والمعذبين والذين يجتمعون على هذا الهدف.