- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2015-04-30
قال موقع (WALLA) الإخباريّ الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادر سياسيّة وصفها بأنّها جديرةً جدًا بالثقة في تل أبيب، قال أنّ كلاً من تركيّا وقطر تواصلتا مع إسرائيل خلال الفترة الأخيرة بغرض طرح اقتراح جديد لوقف إطلاق نار طويل الأمد بين تل أبيب وحركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس). وتابع الموقع الإسرائيليّ، نقلاً عن المصادر نفسها، أنّ تركيّا اقترحت على إسرائيل التهدئة لخمسة أعوام، يتم خلالها إنشاء ميناء بحري أمام شواطئ غزة لاستقبال السفن المحملة بالبضائع، تحت رقابة دولية.
علاوة على ذلك، أوضح الموقع أنّ الموفد القطري محمد الأمعدى قام بزيارة لإسرائيل، والتقى مع مَنْ يُطلق عليه لقب مُنسّق أعمال الحكومة الإسرائيليّة في المناطق الفلسطينية الجنرال في الجيش الإسرائيليّ يوآف مردخاى، وعرض عليه الخطة أمام مندوبين من حركة حماس في تركيا وغزة. بالإضافة إلى ذلك، لفت الموقع الإسرائيليّ، المُقرّب جدًا من دوائر صنع القرار في إسرائيل إلى أنّ الاقتراح القطريّ بشأن إنشاء الميناء ينضم إلى رغبة قطر بالتوسط بين الجانبين، مضيفًا أنّ الاقتراح الأساسي الذي حظي باسم “تهدئة الإعمار” يشمل وقف كل الأعمال العدائية بين الجانبين لمدة خمس سنوات. وحسب الاقتراح فإنّ كل بضاعة تصل إلى غزة عبر الميناء البحريّ تخضع للتفتيش الأمنيّ قبل خروجها باتجاه قطاع غزة، من قبل حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وفى السياق نفسه، لفت الموقع الإسرائيليّ إلى أنّه تمّ مؤخرًا تحويل عدة رسائل بين حركة حماس وإسرائيل بشأن التهدئة، حيث قال أحمد يوسف، أحد قادة حركة “حماس″ في القطاع، يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، أن هناك اتصالات بين الجانبين لتحقيق التهدئة بوساطة تركية، وأطلق عليها اسم دردشات.
في المقابل، شدّدّ الموقع الإسرائيليّ، على أنّ مصادر رفيعة في السلطة الفلسطينيّة أعربت عن تخوفها من محاولة جماعة “الإخوان المسلمين” الإرهابيّة، على حدّ تعبير الموقع، من ترسيخ دولة في غزة، بدعم إسرائيليّ تركيّ، ولفتت المصادر أيضًا إلى بأنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس (أبو مازن) كان قد أكّد مؤخرّا على أنّ أن إسرائيل وحماس تجريان اتصالات مباشرة.
وأكد الموقع الإسرائيليّ على أنّ شخصيات إسرائيلية غير رسمية، تجرى فعلاً اتصالات كهذه مع حماس في محاولة لإيجاد حل للأوضاع في غزة، في الوقت الذي رفض فيه مسئول رفيع في حماس تأكيد وجود اتصال كهذا، وقال إنّ الاقتراح التركيّ ليس جديدً، وأنّه تمّ عرضه في السابق. من ناحيته، زعم مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، وهو المُقرّب جدًا من دوائر صنع القرار الأمنيّة في تل أبيب، زعم أنّه على الرغم من قيام الجيش الإسرائيليّ بتنفيذ غارتين على مواقع في قطاع غزة، الأسبوع الماضي، وذلك ردًا على إطلاق صاروخين من غزة، فإنّ ممثلين عن حكومة إسرائيل وأجهزة الأمن فيها يجرون حوارات مع حماس، قسم منها مباشر وآخر بطرق غير مباشرة، لافتًا إلى أنّ هذه الحوارات تهدف إلى إبرام تهدئة طويل الأمد بين الطرفين، حسبما ذكر.
وتابع قائلاً إنّ حماس عرضت على إسرائيل قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات العامّة، التي جرت في إسرائيل، في شهر أيّار (مارس) الماضي، اقتراحًا مفصلاً لترتيب تهدئة بين الطرفين من خمس إلى عشر سنوات، ولكنّ المصادر الأمنيّة بتل أبيب، أكّدت الصحيفة قالت إنّ الحكومة الإسرائيلية لم ترد على الاقتراح. جدير بالذكر أنّ حركة حماس كانت قد نفت المزاعم الإسرائيليّة. أمّا اليوم، تابع المُحلل قائلاً فإنّ مصالح الطرفين تُملي التعاون، وبناءً على ذلك، فإنّ الحوار كما أطلق عليه المُحلل فيشمان، يتناول مسألة إعادة إعمار قطاع غزة، وبناء البنى التحتية في القطاع وتحسين شبكات الكهرباء والماء، ومسألة بناء ميناء بحري.
ولفت المُحلل أيضًا، نقلاً عن المصادر ذاتها، إلى أنّه على الرغم من ذلك، فإنّ ما يدور بين الطرفين لا يُرضي مصر ولا الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وذلك بسبب الالتفاف على السلطة الفلسطينيّة في رام الله. علاوة على ذلك، أوضحت الصحيفة أنّ تقارير أخرى أشارت إلى أنّ مسؤولين كبارًا من قطر توجهوا إلى إسرائيل بناء على طلب من حماس وعرضوا التوسط بين الطرفين، ثم زار المسؤول القطري عن ترميم القطاع إسرائيل. كما أنّ البعثة السويسرية في رام الله تظهر نشاطًا في هذا السياق، بحسب المصادر الإسرائيليّة، بالإضافة إلى وصول مبعوثين ليسوا من حماس، وقدموا من غزة إلى إسرائيل لهذه الغاية، فيما تسعى مصر إلى العودة إلى الصورة.