قالت مصادر دبلوماسية لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، هادي عمرو، اقترح خلال لقاءاته الجارية مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، عقد لقاءات مشتركة بين الجانبين للتباحث في إجراءات "بناء الثقة".

وأضافت المصادر أن اقتراح عمرو "لا يزال قيد الدراسة" من الجانبين، مؤكدة أن "هناك هُوة كبيرة تفصل بين المطالب الفلسطينية والإسرائيلية التي قُدمت للجانب الأميركي"، بحسب وصفها.

وأوضحت المصادر، في تصريحاتها، أن المبعوث الأميركي "يرى ضرورة عقد لقاءات مشتركة بين الجانبين لبحث التفاصيل".

ووصل المبعوث الأميركي، فجر الاثنين، إلى إسرائيل حيث عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، لبحث إجراءات إعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لإعادة إطلاق المفاوضات السياسية.

واقترحت الإدارة الأميركية، في لقاءات سابقة مع الجانبين، تقسيم المسار السياسي إلى مرحلتين، الأولى تتعلق بإجراءات بناء الثقة، والثانية تهتم بإعادة إطلاق المفاوضات السياسية، وفقاً لما أكدته المصادر لـ"الشرق".

وقدم الفلسطينيون 33 مطلباً لإعادة بناء الثقة، أهمها، بحسب المصادر، "وقف الإجراءات أحادية الجانب التي تجحف بقضايا الحل النهائي وفي مقدمتها الاستيطان".

كما طالبوا أيضاً بـ"احترام وتوسيع الولاية الأمنية والمدنية الفلسطينية، وإقامة مطار في الضفة الغربية وإعادة فتح الاتفاقات والترتيبات الجمركية والمالية والأمنية والمدنية والمائية وغيرها".

وفي المقابل، أوضحت المصادر لـ"الشرق"، أن إسرائيل "قدمت للجانب الأميركي عدة مطالب من بينها، وقف دفع السلطة لرواتب أسر الأسرى والشهداء، وتغيير المنهاج التعليمي الفلسطيني وغيرها".

وقالت المصادر الدبلوماسية المطلعة إن إسرائيل "ترفض المطالب ذات الطابع السياسي، مثل وقف الاستيطان، والولاية الأمنية والمدنية، والمطار وغيرها، لكنها تبدي مرونة في القضايا الحياتية مثل الجمارك والشؤون المدنية والمائية والبيئية وغيرها".

واستبعدت المصادر حدوث "تقدم كبير" في اللقاءات بين الجانبين، حال عقدها، لافتة إلى "طبيعية الحكومة الإسرائيلية غير المتجانسة والتي قد تسقط في حال حدوث خلاف جدي بين أقطابها، كما هو متوقع في حال إجراء مفاوضات جدية مع الجانب الفلسطيني".

جهود سابقة

وفي مايو الماضي، كشف مسؤولون فلسطينيون لـ"الشرق"، أن الرئيس محمود عباس أبلغ المبعوث الأميركي بضرورة وقف التصعيد العسكري على غزة، ووقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس، كمقدمة لإعادة إحياء العملية السياسية.

وعقد المبعوث الأميركي آنذاك، سلسلة لقاءات مع مسؤولين فلسطينيين في رام الله، من بينها لقاء مع الرئيس محمود عباس، ولقاء آخر منفصل مع رئيس الوزراء محمد اشتية، ولقاء مع ثلاثة من مساعدي الرئيس.

وكشف مسؤول فلسطيني أن عمرو أبلغ الرئيس عباس بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعطي أولوية لـ"تحقيق التهدئة، ووقف التصعيد" في هذه المرحلة، وأنها تستعد لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، بعد تحقيق هذا الهدف".

وتابع: "كما ترى أن العملية السياسية يجب أن تقوم على حل الدولتين، واعتبار القدس جزءاً من مفاوضات الحل النهائي، وضرورة وقف الإجراءات أحادية الجانب، أي الاستيطان".

وقال المسؤول الفلسطيني إن الرئيس عباس أبلغ عمرو بأنه "لا معنى لأي عملية سياسية لا تتضمن وقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، ووقف الحصار على غزة، مطالباً بضغط أميركي جدي على إسرائيل لهذا الغرض".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف