- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2015-05-23
تسعى عدد من الدول الأوربية لإنعاش المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المتوقفة منذ أكثر من عام، وذلك بعد فشل الولايات المتحدة الأمريكية في إقناع الطرفين بجدوى المفاوضات التي رعتها.
وكانت آخر جولة للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة عقدت في 29 يوليو/تموز 2013 بتدخل مباشر من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للوصول إلى اتفاق بحلول 29 أبريل/نيسان 2014، إلا أن المفاوضات تعثرت بعد رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى الفلسطينيين.
وتعتبر آخر المحاولات لإنعاش المفاوضات هي تلك التي قدمها وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، وتضمنت خطتة إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح في حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، مع تبادل للأراضي مع دولة إسرائيل بمساحات متفق عليها.
وبحسب الخطة، فإن المدة الزمنية المقترحة للمفاوضات الثنائية قلصت من سنتين إلى 18 شهراً، وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال الفترة الزمنية المحددة، فإن فرنسا ستعلن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين.
ويعتبر المسئولون الفلسطينيون أن الدور الأوروبي مهم في عملية السلام، ودعوا لممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لإلزامها بقرارات الشرعية الدولية.
وأشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، في حديث لـ"سبوتنيك"، بأنه من الصعب أن يكون هناك أفقاً سياسياً خلال هذه الفترة، في ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة.
وقال، "نخشى أن يكون الحديث عن عودة المفاوضات، عودة إلى لعبة العلاقات العامة، فتصدر تصريحات لإدانة الاستيطان وما تقوم به حكومة نتنياهو، ولكن لا يوجد آليات لتجريم هذه الحكومة ومحاسبتها على ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني".
وكان الأسبوع الماضي شهد حراكاً سياسياً وزيارات لعدد من المسئولين الأوربيين للأراضي الفلسطينية وإسرائيل، أبرزهم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديركا موغيريني، ووزير خارجية النرويج بورغ براندي.
وأكد صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي اجتمع بهما في رام الله، على أن إطلاق عملية سلام حقيقية، تتطلب قراراً من الحكومة الإسرائيلية بوقف كافة النشاطات الاستيطانية وبما يشمل القدس الشرقية، والإفراج عن الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، والموافقة على مبدأ الدولتين على حدود عام 1967.
ورأى عبد الله عبد الله القيادي في حركة فتح، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن زيارة موغيريني لرام الله كانت تسعى "لاستكشاف المواقف" بخصوص المفاوضات مع اسرائيل.
وقال القيادي الفتحاوي، "لا نستطيع الحديث عن مفاوضات في ظل عدم وجود التزاماً صريحاً من الحكومة الاسرائيلية بحل الدولتين، والتعبير عنه يكون من خلال وقف تام للاستيطان، والالتزام بمرجعية سياسية محددة ولفترة زمنية محددة ينتهي فيها الاحتلال، وإذا لم تكن هذه العناصر متوفرة بوضوح، لن يكون هناك مفاوضات وسلام".
وفيما يتعلق بالمشروع الفرنسي، أوضح بأنه عبارة عن "رغبة في التقدم بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يستند إلى مرجعية سياسية واضحة مرتبط بإشراف دولي على المفاوضات بفترة محددة لإنهاء المفاوضات"، مشيراً إلى أنهم لم يرفضوا المشروع الفرنسي لكن اسرائيل رفضته.
وذكّر عبد الله بأن فلسطين على موعد مع محكمة الجنايات الدولية يوم 25 يونيو/حزيران المقبل، لتجهيز ملفات متعلقة بالاستيطان والعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، أن محاولة الدولية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، جدية لكن نجاحها مرتبط بمدى الضغط واستخدام العقوبات ضد إسرائيل.
وبين عوكل، لـ"سبوتنيك"، أن الدور الاوروبي يأتي بعد تراجع وفشل دور الولايات المتحدة الاميركية في عملية المفاوضات.
وقال، "يبدو واضحاً أن الاتحاد الأوروبي لن يسير في الاتجاه، الذي كانت تسير عليه الولايات المتحدة، لأنه شريك لإسرائيل وقادر على رفع العصى بوجهها، من خلال العقوبات، وكذلك فض اتفاق الشراكة معها، وتوسيع دائرة المقاطعة، والاعتراف بفلسطين، وعدم الاعتراض على مشاريع القرارات الفلسطينية والعربية التي تقدم لمجلس الأمن، وغيرها من القرارات الهامة".