- تصنيف المقال : الدائرة العربية
- تاريخ المقال : 2021-08-10
قالت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، نقلاً عن مصادر، إن الرئيس الأفغاني أشرف غني، اعتبر محادثات السلام مع حركة طالبان "ماتت"، في حين يدرس تسليح مدنيين، والتعاون مع "أمراء حرب"، لمنع الحركة من إسقاط حكومته في كابول.
يأتي ذلك بعد سيطرة طالبان، منذ نهاية الأسبوع الماضي، على عواصم 5 ولايات شمال البلاد، وواحدة في غربه، في ظلّ مقاومة ضعيفة من الجيش الأفغاني. وأعلن الجيش الأميركي أنه شنّ غارات جوية، لكبح تقدّم الحركة، علماً بأنه سحب غالبية قواته من أفغانستان، قبل الموعد المحدد لاستكمال ذلك، في 31 الشهر الجاري.
وقالت "بلومبرغ" نقلاً عن مصادر، إن المزاج في قصر الرئاسة بكابول "أسوأ من أي وقت"، وإن غني يشعر بـ"عزلة متزايدة"، مع انسحاب الولايات المتحدة ونيل طالبان، دعماً دبلوماسياً من دول أساسية، مثل باكستان وروسيا والصين.
وأضافت الوكالة أن الملاذ الوحيد لغني للخروج من هذا المأزق، يتمثل في حشد جماعات أفغانية معارضة للحركة، وتوحيد صفوفها في "حرب أهلية" وشيكة، كما حدث في تسعينيات القرن العشرين.
وقال محمد أميري، المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، إن الحكومة لا تزال مستعدة لإجراء محادثات مع طالبان، مستدركاً أن الحركة تتراجع عن ذلك. وأضاف أن غني قرر "حشد وتسليح" سكان محليين، للقتال ضد "طالبان، بعد اجتماعه مع "أمراء حرب" وقادة سياسيين الاثنين.
وتابع: "للأسف، طالبان لا تؤمن بمحادثات السلام. إنها تحاول الاستيلاء على السلطة بالقوة، وهذه الأفعال غير مقبولة بالنسبة إلى شعب أفغانستان وحكومتها".
"يريدون استسلامنا"
وعُقدت الجولة الأخيرة من محادثات السلام بين الجانبين، في الدوحة في 17 يوليو الماضي، حيث اتفقا على مواصلة المفاوضات، ولكن لم تُعقد اجتماعات أخرى. وقال غني خلال جلسة للحكومة، في 31 يوليو، إن الحركة "لا ترغب في السلام أو البناء"، مضيفاً: "نريد السلام، ولكنهم يريدون استسلامنا".
وذكرت "بلومبرغ" أن السرعة التي تفقد بها القوات الأفغانية السيطرة على أجزاء في البلاد، أثارت انتقادات للرئيس الأميركي، جو بايدن، من موسكو إلى بكين، نتيجة انسحاب متسرّع يهدّد استقرار المنطقة، علماً بأن الحرب في أفغانستان أسفرت عن مقتل 2400 جندي أميركي، وكبّدت واشنطن نحو تريليون دولار.
وإضافة إلى مكاسبها الميدانية، حققت طالبان مكاسب دبلوماسية تتجاوز ما حققته قبل الغزو الأميركي لأفغانستان، في عام 2001، إذ استضاف وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، وفداً من الحركة الشهر الماضي، وحضّها على بناء نظام سياسي مناسب في أفغانستان، مع محاربة الانفصاليين الإيجور، من إقليم شينجيانج الصيني. كذلك وصف وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عناصر الحركة بأنهم "أشخاص عقلاء".
طالبان "لن تستسلم"
وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن الحركة "لن تستسلم وستقتحم مدناً، بما فيها كابول، للقتال والإطاحة بالحكومة، إذا فشلت المحادثات في النهاية". ورجّح "التوصّل إلى حلّ سياسي، قبل أن "تصبح الحرب أكثر فتكاً"، محملاً غني مسؤولية "إطالة أمد الحرب".
أما المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، جون كيربي، فأعلن، الاثنين، أن الولايات المتحدة ستواصل مساندتها القوات الأفغانية حتى نهاية الشهر الجاري، قبل التحوّل إلى "دعم مالي ولوجستي من خارج البلاد". وأضاف، في إشارة إلى الأفغان: "هذه بلادهم، وقواتهم العسكرية، وعواصم ولاياتهم، وشعبهم للدفاع عنه".
ولفتت "بلومبرغ" إلى تساؤلات بشأن قدرة غني على توحيد عناصر متصدعة في الطبقة السياسية الأفغانية المعارضة لطالبان". ونقلت عن فيفك كاتجو، السفير الهندي السابق في أفغانستان، قوله إن الرئيس "لا يقود كابول موحّدة"، و"لم يُظهر قدرة على توحيدها"، معتبراً أن ذلك "لن يعزّز موقفه، مع تقدّم" الحركة. وتابع: "ما أراه هو أن هناك محاولة لقادة سياسيين راسخين يحاولون العمل معاً وتشكيل نوع من جبهة مشتركة. ولكن ما مدى نجاحها؟".