شرعت مزيد من الدول الأوروبية في تشديد القيود المتعلقة بكورونا مع اقتراب احتفالات عيد الميلاد إذ قررت هولندا فرض إغلاق، في حين أدرجت ألمانيا المملكة المتحدة على قائمة الدول "عالية المخاطر"، بينما أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك قيوداً جديدة، لاحتواء التفشي المتسارع لـ"أوميكرون" المتحور الجديد من فيروس كورونا.

وأعلنت السلطات الألمانية، مساء السبت، إدراج المملكة المتحدة على قائمة الدول "عالية المخاطر"، بشأن تفشي كورونا، وهو ما سيستدعي فرض قيود كثيرة على السفر.

وقالت هيئة مراقبة الصحة في ألمانيا، إن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من "الأحد عند منتصف الليل". وأوضحت أن الوافدين من بريطانيا يجب أن يخضعوا لحجر إلزامي لمدة أسبوعين في ألمانيا، بما في ذلك الأشخاص الذين تلقوا التطعيم أو تعافوا من الإصابة بكورونا.

وبعد شهر فقط على رصده للمرة الأولى في جنوب إفريقيا، بات المتحور "أوميكرون" منتشراً في نحو 80 بلداً، ويتفشى بسرعة هائلة في أوروبا، حيث يُتوقع أن تصير النسخة المهيمنة بحلول منتصف يناير بحسب المفوضية الأوروبية.

وأعلن رئيس وزراء هولندا مارك روتي، السبت، إغلاق البلاد بشكل عام خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة للحد من انتشار فيروس كورونا، خاصة في ظل التفشي المتسارع للمتحور الجديد، على أن يستمر الإغلاق حتى 14 يناير على الأقل.

وقال روتي في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون: "أقف هنا الليلة بحزن، ولاختصار الأمر بجملة واحدة، سيُفرض إغلاق في هولندا اعتباراً من الغد".

وقرر روتي إغلاق المتاجر غير الأساسية والحانات والمطاعم والأماكن العامة الأخرى اعتباراً من 19 ديسمبر، وإغلاق جميع المدارس بداية من 20 ديسمبر.

كما شملت الإجراءات الجديدة خفض عدد الزوار المسموح باستقبالهم في منزل واحد من أربعة إلى اثنين، باستثناء يوم عيد الميلاد في 25 ديسمبر.

وحذر رئيس هيئة مكافحة تفشي الوباء في هولندا ياب فان ديسل، في مؤتمر صحافي، من أن المتحور أوميكرون سيتخطى المتحور دلتا، ويصبح المهيمن في هولندا بحلول نهاية العام.

طوارئ في لندن

وفي وقت سابق السبت، أعلن صادق خان عمدة لندن "حالة الطوارئ" لمساعدة مستشفيات العاصمة على مواجهة زيادة في الإصابات بفيروس أوميكرون.

وقال خان إن حالات دخول المستشفيات وتغيب العاملين الصحيين آخذة في الارتفاع، "لذلك اتخذت القرار بالتشاور مع شركائنا لإعلان حالة طوارئ اليوم". وأضاف: "هذا بيان لمدى خطورة الأمور".

واتخذ خان هذه الخطوة، التي تسمح بتنسيق أوثق بين الوكالات العامة المختلفة، بعد أن سجلت بريطانيا، الجمعة، أكبر زيادة على مدار 24 ساعة في عدد الإصابات الجديدة منذ بدء تفشي الجائحة.

مطعم فارغ من الزبائن في العاصمة البريطانية لندن، في ظل تفشي متحور
مطعم فارغ من الزبائن في العاصمة البريطانية لندن، في ظل تفشي متحور "أوميكرون". 18 ديسمبر 2021. - REUTERS

وشهدت الإصابات المسجلة، السبت، في بريطانيا بالمتحور "أوميكرون" قفزة كبيرة، طبقاً لأحدث الأرقام اليومية التي أعلنتها السلطات الصحية.

وذكرت وكالة الأمن الصحي البريطانية أن الإصابات بـ"أوميكرون" بلغت 24 ألفاً و968 إصابة، بزيادة أكثر من 10 آلاف إصابة عما تم تسجيله خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وكان خان، وهو من حزب العمال المعارض، أعلن مثل هذه الحالة من قبل في يناير الماضي، عندما كادت الإصابات المتزايدة أن تجعل المستشفيات غير قادرة على استيعابها.

وتقدر السلطات أن الإصابة بالسلالة أوميكرون تمثل ما يزيد على 80% من الإصابات الجديدة بكوفيد-19 في لندن.

إلغاء الاحتفالات

وفي العاصمة الفرنسية باريس، أعلنت البلدية، السبت، إلغاء الألعاب النارية والحفلات الموسيقية المقررة في جادة الشانزليزيه ليلة رأس السنة.

وطلب رئيس الوزراء جان كاستكس، من المجالس البلدية، الجمعة، إلغاء الحفلات الموسيقية وعروض الألعاب النارية مساء 31 ديسمبر، مع حظر استهلاك الكحول في الأماكن العامة.

أشخاص يرتدون كمامات في ميدان تروكاديرو قرب برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس - 6 ديسمبر 2021 - REUTERS
أشخاص يرتدون كمامات في ميدان تروكاديرو قرب برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس - 6 ديسمبر 2021 - REUTERS

وفي أيرلندا ستغلق الحانات والمطاعم عند الساعة الثامنة مساءً اعتباراً من الأحد حتى نهاية يناير، بحسب ما أعلنت الحكومة السبت.

أما الدنمارك التي سجلت، الجمعة، عدداً قياسياً جديداً بلغ 11 ألف حالة، من بينها 2500 بالمتحور "أوميكرون"، فستغلق اعتباراً من الأحد ولمدة شهر المسارح ودور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية، فضلاً عن المتنزهات الترفيهية والمتاحف.

وفي سويسرا، سيسمح فقط للملقحين أو المتعافين من كوفيد-19 اعتباراً من الاثنين بدخول المطاعم والمؤسسات الثقافية والمنشآت الرياضية والترفيهية، فضلاً عن الفعاليات التي تقام داخل قاعات.

قيود على السفر

في الوقت ذاته، بدأت بعض الدول الأوروبية فرض قيود على السفر نهاية هذا الأسبوع، بالتزامن مع اقتراب احتفالات عيد الميلاد.

واعتمدت فرنسا اعتباراً من السبت، ضرورة وجود "سبب قاهر" للمسافرين الوافدين من بريطانيا والمتوجهين إليها.

وداخل الاتحاد الأوروبي، باتت بعض الدول مثل أيرلندا والبرتغال وإيطاليا واليونان تفرض على المسافرين الأوروبيين حتى الملقحين منهم، التزود بفحص تشخيص سلبي النتيجة.

ومن المقرر أن تفرض ألمانيا التي صنفت، الجمعة، فرنسا والدنمارك بلدين "عاليي المخاطر"، على المسافرين غير الملقحين الآتين من هذين البلدين فترة حجر، بحسب وكالة "فرانس برس".

كذلك، دعت المقاطعات الألمانية الحكومة المركزية، السبت، إلى تشديد قواعد الدخول للحد من انتشار أوميكرون وتعليق الرحلات الجوية الآتية من المملكة المتحدة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف