سهيل نقولا ترزي

رغم المحن والدمار والقصف والقتل الممنهج للشعب اليمني العربي الطيب الاصيل، خرجت كل اليمن بيوم القدس العالمي ليتضامن مع فلسطين وشعب فلسطين ولم ينسى يوما اتجاه البوصلة نحو طريق تحرير فلسطين، الكثير من عواصم الدول العربية نسيت وتناست فلسطين ونسيت القدس والأقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين ولكن شعب اليمن بجميع فئاته لم ينسى خرج متضامنا ومتبرعا رغم الفقر المدقع وصعوبة الحياة نتيجة القصف والحصار السعودي له.

الطائرات السعودية تكلف كل طائرة حوالي 800 مليون دولار وتقصف بصورايخ وقنابل ثمن الواحدة حوالي 150 الف دولار على الانسان البسيط اليمني الذي لا يتجاوز دخله اليومي الدولار الواحد وهو الذي يدافع عن شرف شعبه وأمته العربية ولم يبخل يوما بدمائه لتحرير فلسطين وتقاسم رغيف الخبز مع الفلسطينيين بمحنتهم وباستضافة ابناء الشعب الفلسطيني عندما خرج من بيروت بعد اعتداء كيان العدو الصهيوني عام 1982.
وأتساءل ماذا لو قامت العائلة السعودية التي تمتلك ألوف المليارات بدعم اليمن ماديا وبناء بنية تحتية لمدن اليمن ودعمهم لتحسين ظروف حياتهم بدلا من تدميرهم وقتلهم وقتل اطفالهم الابرياء وقصف منازلهم البسيطة وتدمير القليل القليل ما لديهم.
فعلا الاعتداء السعودي إن دل يدل فقط على انهم يريدون تدمير اليمن والشعب اليمني العربي لكي يقتل روح المقاومة والتضامن مع الشعوب الضعيفة المستضعفة مثل الشعب الفلسطيني.
ولو لاحظ الانسان العربي منذ اندلاع الثورات العربية كان آل السعود يتآمرون على جميع القضايا الوطنية والقومية للشعوب العربية، لقد تآمروا على فكرة الوحدة العربية وتآمروا على ضرب كل البنى التحتية للبلدان العربية وأقحموها بحروب داخلية لا تنتهي، ايقظوا الفتن بين ابناء الشعب الوحد.
العائلة السعودية تمتلك كما ذكرت سالفا المليارات المليارات تستطيع من خلال استثمار القليل القليل في الوطن العربي والإسلامي ان تعيد امجاد الامة العربية والإسلامية بقوة على الساحة الدولية ويكون لها شأن عظيم بين ابناء وشعوب الامة العربية والإسلامية وتستطيع بدلا من القيام بدور المدمر المتآمر إلى دور الموحد الباني ولكن هذا الدور لا يستطيع احد ان يقوم به سوى الذين يعرفون قيمة شعوبهم وأمتهم.
وببساطة قلت لنفسي ماذا لو قامت الطائرات السعودية بدلا من القصف والتدمير والقتل ورمي القنابل التي ثمنها لا يقل عن 150 الف دولار للقنبلة الوحدة بإنزال مواد غذائية وورد على الشعب اليمني اليس هذا اجدر وانفع للشعوب؟؟ وماذا لو لم تقم بالاعتداء وقامت بالحوار والكلمة الطيبة مع الشعب اليمني الطيب.
وبالرغم من أن الاخبار عن اليمن تأجج الحرب ويحاولون أن تأخذ منحنى طائفي وتكاد تطغى على الأخبار في شتى وسائل الإعلام إلا ان هنالك ما هو أبعد من هذه الحرب، وهذه الأحاديث من تحت الطاولة هي من تؤجج القتل والتدمير في اليمن.
والمذهبية في اليمن ليست من أهم العوامل التي أججت الصراع السياسي لتحوله إلى صراعٍ مذهبي، وهذا الصراع ليس صراعاً بين السنة والشيعة في الداخل انما اصبحت محاوره هكذا بعد العدوان السعودي..
ويجب ان نذكر بأن حوالي 70 بالمائة من الشعب اليمني يتبع المذهب الزيدي والحوثيون هم زيديين وهو ليس المذهب الشيعي كما يظن أغلب الناس انما هو مذهب مستقل قد تكون له مظلة شيعية لكن ايديولوجيا أقرب إلى المذهب السني.
ولنكن واضحين تماما إن الهدف الصهيو امريكي هو تقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة ضعيفة متحاربة فيما بينها تقوم على اساس ديني طائفي وعرقي اثني تستنجد وتتحالف مع كيان العدو الصهيوني لتبقى على قيد الحياة أي بمعنى اخر من أجل تحقيق الحلم الصهيوني ببناء دولة يهودية من النيل إلى الفرات. وأيضا الهدف هو تمزيق وفك وشرذمة الجيوش العربية الوطنية من خلال قيام العدو الامريكي الصهيوني بإختلاق المشاكل الداخليه لإبعاده عن هدفه الاساسي وهو محاربة كيان العدو الصهيوني الذي يحتل فلسطين.
وكل ما نراه من حروب واقتتال هو استكمال لهذه العوامل لتحقيق حلم العدو الصهيوني، فنرى ابتعاد الدول العربية عن قضية فلسطين وانشغالها بمشاكلها الداخلية لهو مصلحة صهيو امريكية بامتياذ.
فالأمراء والملوك العرب هم صنيعة التحالف الامبريالي الامريكي الصهيوني فلذا كما نلاحظ يبددون المليارات المليارات بحروب داخلية لإبعاد ابناء امتنا عن واجبها الاساسي وهو تحرير فلسطين والقدس والأقصى ونلاحظ القاتل والمقتول هم عرب ومسلمين وبأموال عربية بدلا من استثمارها لخير امتنا العربية والإسلامية وبناء والوحدة والتآخي والمحبة بين الشعوب.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف