- تصنيف المقال : صدى الجاليات
- تاريخ المقال : 2015-07-19
تنفي وزارة الخارجية الفلسطينية بشده وفقاً لمعلومات مؤكدة من خلال سفارتها في جمهورية فنزويلا البوليفارية ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بخصوص توتر العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا وفلسطين بسبب تخلي بعض الطلاب الفلسطينيين عن منح الطب المقدمة من جمهورية فنزويلا الصديقة
وتؤكد وزارة الخارجية وفقاً للمعلومات الرسمية والمؤكده من سفارتها لدى جمهورية فنزويلا أن المنسحبين من المنحة هو لدواعي شخصية ليس لها علاقة ببرنامج الطب المُعد من قبل الكوبيين والذي يعتبر من أهم الإنجازات على الصعيد الطبي في خفض نسبة الوفيات من الأطفال والنساء وبشهادة منظمة الصحة العالمية، وأن آلاف الأطباء الكوبيين ساهموا في مساعدة ملايين البشر من آسيا وأفريقيا والكاريبي وأمريكيا اللاتينية.
وشكرت الخارجية الفلسطينية وعلى لسان وزير خارجيتها د. المالكي باسم السيد الرئيس والحكومة الفلسطينية، القيادة والحكومة الفنزويلية على مواقفها الثابتة من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والإستقلال، كذلك دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني، مؤكداً على عمق العلاقات الفلسطينية الفنزويلية .
وكان قصر الرئاسة الفنزويلية في كراكاس قام بدعوة اتحاد طلبة فلسطين للمشاركة في أعمال مؤتمر فونداياكوتشو الأول لوضع السياسات للمجلس الرئاسي للشباب والطلبة، والذي عقد اليوم في مقر الرئاسة الفنزويلية "ميرا فلوريس" وبحضور كل من نائب رئيس الجمهورية ورئيس مؤسسة المنح "فونداياكوتشو"، سيسار ترومبيز، ووزير الشباب والرياضة، بيدرو انفنته، ونائبه، فيكتور كلاريك، ونائب وزير التربية والتعليم العالي، جيسون غوسمان، والقائم بأعمال سفارة دولة فلسطين في فنزويلا، علاء نجم، وبحضور عدد من المنظمات الشبابية والطلابية الفنزويلية، بالإضافة الى الهيئة الإدارية لاتحاد الطلبة الفلسطينيين برئاسة عدي المصري.
وفي الشأن الفلسطيني أكد نائب الرئيس الفنزويلي، سيسار ترومبيز، على عمق العلاقات الأخوية بين فلسطين وفنزويلا وأن ما نشر مؤخرا يعتري من الصحة ولن يؤثر على المنح المقدمة الى فلسطين وأن هذه المنح لا تزال قائمة. وأن أول من نقل عن صحيفة المعارضة الفنزويلية هي الصحف الإسرائيلية.
أما نائب وزير التربية والتعليم العالي، جيسون غوسمان، أكد على أن الحرب الإقتصادية والإعلامية ضد فنزويلا تهدف الى تهديد نظام التعليم والمنح الفنزويلية المقدمة الى الطلبة الفنزويليين والطلاب الدوليين، وقطاع التعليم بشكل عام. وأن الحكومة الفنزويلية تعمل بشكل دؤوب ومستمر لحماية هذه المنح وحق الشباب في التعليم كحق أساسي من حقوق الإنسان دون إحتكار من طبقة إجتماعية معينة. وأكد على أن هذه المنح تعطى لمن يحتاجها فعلا من أبناء الشعب الفنزويلي وللدول التي هي فعلا بحاجة لها، وأن الهدف من هذه المنح يكمن في تعزيز إمكانيات الدول من خلال تعليم وتدريب طاقاتها البشرية لبناء عالم أفضل.
بدوره أكد رئيس اتحاد الطلبة الفلسطينيين، عدي المصري، وبحضور الهيئة الإدارية للإتحاد ومجموعة من الطلبة الفلسطيين من ضمنهم فؤاد فطوم وأنس مناصرة الذين تناقلت وسائل الإعلام أسمائهم، على أهمية المنح الدراسية المقدمة للطلبة الفلسطينيين وعلى علاقات الأخوة والزمالة التي نسجها الطلاب الفلسطينيين مع اخوتهم الفنزويليين وباقي الطلبة من دول أمريكيا اللاتينية والأفريقية والآسيوية. ونفى المصري ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من مغالطات بخصوص برنامج الطب الذي يتلقونه، مؤكدا أنه في العام القادم سيتم تخريج دفعة من 15 طبيبا فلسطينيا بعد مرور ستة أعوام على بداية دراستهم. وأن من عاد من الطلاب عاد لأسباب شخصية ليس لها علاقة ببرنامج الطب المعتمد.
من جهتها أكدت سفارة دولة فلسطين أن السفيرة، د. ليندا صبح، على إتصال مباشر مع وزيرة الخارجية الفنزويلية، د. ديلسي رودريغز، والتي بدورها أكدت على أنها ستصدر بيانا عن الخارجية الفنزويلية تنفي فيه تأثر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين وأن المنح المقدمة ما زالت قائمة ولم يجري أي تغيير عليها، وأنه سيتم الإعلان قريبا عن الدفعة القادمة من الطلاب الفلسطينيين.
وفي وقت سابق صرح وزير الخارجية الفلسطينية د. رياض المالكي أن القصة "مبتورة ومشوهة" هدفت لتشويه العلاقة بين فنزويلا وفلسطين، حول سلوكيات وممارسات لطلبة من اصول فلسطينية حصلوا على منح دراسية في فنزويلا، ما أساء بشكل كبير لاسم فلسطين وللطلبة الفلسطينيين الذين قدموا من أجل الدراسة والاستفادة من منحة طب وهم الأكثرية.
وأوضح وزير الخارجية المالكي أن القصة "المشوهة" أنه عندما أعلنت الحكومة في فنزويلا على لسان رئيسها نيكولاس مادورو استقبال الف طالب فلسطيني للدراسة في جامعاتها المختلفة بما يشمل دراسة الطب، تحركت كل من سفارة دولة فلسطين في فنزويلا وعبر الخارجية الفلسطينية ووزارة التعليم العالي لتحديد أعداد ومستويات الطلبة التي تنوي الاستفادة من تلك المنح للدراسة في فنزويلا، وعليه تقرر البدء بإعداد أولية لاختبار مستوى الجاهزية لدى الجانب الفنزويلي ومدى تقبل الفلسطينيين فكرة الدراسة في فنزويلا، رغم أن هناك وحتى اللحظة حوالي سبعين طالب فلسطيني يدرسون الطب في الجامعات الفنزويلية وفي سنوات دراسية متقدمة ويمثلون قصص نجاح وتفوق لحالة الطلبة الفلسطينيين بشكل عام.
وأضاف: عندما قررت حكومة فنزويلا استعجال إحضار الدفعة الأولى من الطلبة الفلسطينيين، وإرسال طائرة خاصة وبمرافقة وزير في الرئاسة الفنزويلية، لم تكن إعداد الطلبة قد اكتملت.
وأكد أنه وتحت ضغط عامل الوقت وتواجد الطائرة في مطار ماركا تنتظر ما لا يقل عن مئتين من الطلبة، تراجعت السلطات الإسرائيلية في السماح للطلبة من القطاع بالخروج من معبر بيت حانون نحو أريحا ومطار ماركا، وبعد مرور عدة أيام تبين أن الأعداد لم تكتمل رغم سماح إسرائيل في آخر لحظة بمرور عدد أقل مما أعلن عنه من قبل وزارة التعليم العالي الفلسطيني.
وأشار المالكي إلى أن سفارة فنزويلا في عمان تحركت وحاولت وممن خلال علاقاتها في العديد من المخيمات الفلسطينية ان تجمع أكبر عدد ممكن من الأشخاص الراغبين في السفر لفنزويلا تحت مسمى طالب للدراسة هناك. وبالتالي تم تجميع أعداد من الأردن تحت ذلك المسمى ودون المرور على إجراءات الفحص والتدقيق والمقابلة التي مر بها الطلبة الذين قدموا من الضفة أو غزة أو حتى الطلبة الآخرين الذين قدموا من لبنان أو سوريا.
وأوضح أن سفارة دولة فلسطين تفاجأت عندما تبين لها أن هناك أعداد من الأشخاص تصعد للطائرة قد تم جلبهم عبر سفارة فنزويلا من الأردن، دون أن يمروا عبر الإجراء المتبع، ليكتشفوا لاحقا وبعد وصولهم فنزويلا ان البعض منهم ليسوا بطلبة قد أنهوا لتوهم التوجيهي أو أنهم عمال أو موظفين أرادوا الاستفادة من العرض الذي اكتشفوه، أو طلبة لم يحصلوا معدلات عالية واستغلوها فرصة لدراسة الطب في بلد أجنبي أو طلبة أدبي، الخ.
وبين المالكي أنه وبعد اكتشاف هذا الوضع تم التعامل معه بكل مسؤولية وبالتنسيق مع الجانب الرسمي الفنزويلي، إلا أن بعض من حضر قد تبين أن لا نية له في الدراسة وبدأ بافتعال المشاكل في مدرسة اللغة واستفزاز المدرسين بشكل مقصود وكذلك الدخول في اشتباكات مع الطلبة القادمين من دول اخرى مختلفة، وهذا ما أساء بشكل كبير لاسم فلسطين وللطلبة الذين قدموا من أجل الدراسة والاستفادة من منحة الطب وهم الأكثرية.
وأكد المالكي أن تلك المجموعة حاولت التأثير على الآخرين ودفعهم للانحراف مثلهم ولولا تدخل سفارة فلسطين والمسؤولين في الجامعة ووعي عدد كبير من الطلبة لكانت النتائج سلبية على واقع العلاقة بين فنزويلا وفلسطين ومستقبل المنح الدراسية المقدمة لفلسطين ولطلبتها.
وأعرب وزيرعن اسفه لتأثر عدد قليل من طلبة الضفة من هذا المناخ السلبي، وتم حصرة بكل مسؤولية، وقرر بعض هؤلاء العودة إلى وطنهم في الأردن ، وفعلا قامت الجهات الرسمية المسؤولة في فنزويلا وبالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين بإعادة هؤلاء الذين طلبوا العودة بعد أن انكشفت مخططاتهم أو أولئك الذين أرادوا الإساءة لاسم فلسطين واجبروا على المغادرة.
وأستعرض المالكي الأحداث التي مر بها بعض الطلاب الذين لم تتوفر تذاكر سفر مباشرة لكل الطلاب المقرر عودتهم الفورية، وعليه أخرجوا من مساكن الطلبة وتم استئجار أماكن خاصة بهم بإنتظار الترحيل، وحاول هولاء خلال فترة انتظارهم توفر تذاكر السفر الاساءة لمجمل العلاقة بين فلسطين وفنزويلا بحرق صور الرئيس الراحل شافيز أو بحرق فرشات النوم الخاصة بهم وتكسير الأثاث في الشقق المخصصة لهم والصراخ طوال الليل، والهتاف ضد شافيز والثورة في فنزويلا، حتى أن البعض أقام اتصالات مع المعارضة في فنزويلا بهدف الإساءة فقط للنظام في كراكاس الذي وفر لهم المنحة والإقامة وفرصة دراسة اللغة والطب والسكن والأكل وبعد ذلك تذكرة العودة، بحيث لم يقصر أحد على الإطلاق في خدمة طلبة فلسطين او في تسهيل أمور حياتهم كطلبة في الجامعات الفنزويلية.
وأضاف بعد أن عاد كل هؤلاء إلى بيوتهم، حاولت المعارضة الفنزويلية الاستفادة من تلك القصة للإساءة للحكومة في كراكاس من خلال نشر القصة مشوهة. النشر الأول للقصة جاء في صحيفة فنزويلية تتبع المعارضة ومن ثم تلقفتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية قبل أن تنتشر عبر العديد من الصحف العربية ووكالات الأنباء الفلسطينية وغيرها، بهدف الإساءة لفنزويلا.
وأكد المالكي أن المنح التي توفرت للطلبة الفلسطينيين ذهبت لمستحقيها، وأن التجربة الأخيرة لن تتكرر، وأن بقية الطلبة الحقيقيين الذين ذهبوا لدراسة الطب والذين يزيد عددهم عن 130 طالب جديد قد حققوا نجاحات في تعلم اللغة وانتقلوا للدراسة في كليات الطب، وسعداء لتوفر الفرصة لهم لدراسة الطب في فنزويلا، وسنعمل مع الجهات الرسمية في فنزويلا على إحضار أعداد جديدة من الطلبة لدراسة ليس فقط الطب وإنما بقية التخصصات التي توفرها مختلف الجامعات والكليات العلمية والأكاديمية في فنزويلا. قصة النجاح التي توفرت السبعين طالب فلسطيني في سنوات الدراسة الأخيرة أو مجموعة ال 130 طالب جديد الذين أنهوا متطلبات اللغة ويستعدون للبدء بدراسة الطب هي الحقيقة الساطعة رغم التجربة السيئة التي مررنا بها من خلال إحضار أعداد من غير الطلبة أو طلبة لم تكن لديهم الرغبة او الالتزام المطلوب.
وشكر وزير الخارجية الفلسطينية حكومة فنزويلا لهذا الالتزام المستمر، كما نشكر التزام الطلبة الحقيقيين بالدراسة وتحقيق الفائدة من المنح المقدمة، ونشكر ثقة الأهالي، ونتعهد بمواصلة العمل لما فيه مصلحة طلباتنا وفي تجنيد المزيد من المنح الدراسية ليس فقط في فنزويلا وإنما في بقية دول العالم.
ولفت المالكي إلى أن رد فعل الرئيس الفنزويلي مدورو هو دعوة الطلبة الفلسطينيين للقصر اليوم للاحتفال معهم بمناسبة عيد الفطر وإشعارهم أنهم بين أهلهم رغم بعدهم عن الوطن، كما أعلن أنه سيعقد مؤتمر صحفي مشترك مع الطلبة الفلسطينيين هناك، وسيؤكد على أهمية المنح الدراسية المقدمة للطلبة الفلسطينيين، واستمرارها رغم ما تحاول المعارضة إثارته من فشل لتلك التجربة