- تصنيف المقال : صدى الجاليات
- تاريخ المقال : 2022-01-01
للأسبوع الثاني على التوالي، يواصل اللاجئون الفلسطينيون المهجرون من سوريا إلى لبنان اعتصامهم أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الرئيسي في بيروت. تتعالى الصرخات تحت مطلب واحد، هو عدول الوكالة عن قرارها الأخير بتقليص مساعدتها المالية الشهرية المخصصة لهم، عبر إلغاء مبلغ 100 دولار كانت تمنحه لكل عائلة شهرياً كبدل إيواء، والاكتفاء بـ 25 دولار شهرياً لكل فرد كبدل غذاء.
قرار جاء معاكساً لظروف اقتصادية متردية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وتشتد وطأتها يوماً بعد يوم، وهو ما يدفع بفلسطينيي سوريا "الشريحة الأكثر ضعفاً" وفق تصنيف وكالة "أونروا" للاندفاع نحو الاحتجاج، فيس لهم سواه والّا "مصيرهم الشارع"."بوابة اللاجئين الفلسطينيين" استطلع دوافع هؤلاء في اعتصام الخميس 30 كانون الأوّل اكتوبر:
المطالبة بحقوق الأطفال وتلويح بنصب خيام
"أولادي محرومون من حقوق الطفولة"، تقول اللاجئة الفلسطينية المهجرة من سوريا إلى لبنان، منال صبحية، هذه الكلمات بحرقة وعيناها مغرورقتان بالدموع.
في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، تتساءل صبحية: "ما ذنب أولادنا أن يعيشوا هذه المعاناة والأوضاع تزداد صعوبة؟"، مؤكدة أنهم "يعيشون كالأموات محرومون من أبسط حقوقهم، خاصة أن زوجها مريض ولا معيل لديها سواه".
تصرخ صبحية بأعلى صوتها، "إذا لم تتراجع وكالة الأونروا عن قرارها سأنصب خيمة اعتصام أنا وزوجي وأولادي أمام مقرها الرئيسي إلى أن يفرجها الله".
اللاجئ ديب حسين المهجر من سوريا ليس أفضل حالاً من اللاجئة صبحية، فهو "يعيش على مساعدات الجمعيات الخيرية بعد أن سرقت وكالة الغوث حقه"، بحسب قوله، و يطالب حسين عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن "يتلقى أبسط حقوقه بالعيش بكرامة، كما كان يعيش في سوريا".
ويضيف: "أنا رجل مريض أعاني من جلطة دماغية وسكر وضغط، وحين قلصوا مساعدة المئة دولار بات مصيري الموت"، مشدداً أنه "في حال استمرت الوكالة بقرارها سينصب خيمة أمام مقرها إلى حين التراجع عنه".
أمّا ما تطالب به اللاجئة الفلسطينية المهجرة من سوريا إلى لبنان، ميثة ابراهيم لخصته بقولها : "ما بدن يعطونا حقنا هون يرجعونا على بلادنا".
هذه الخطوة خربت منازل ناس كثر بعد أن ارتفعت أسعار المنازل بشكل كبير بسبب أزمة الدولار
وتتساءل اللاجئة ابراهيم "من سيساعدني بدلاً من هذه المعونة وأنا أعيش لوحدي ولا معيل لي سوى الله؟، هذه الـ 25 دولاراً أمريكياً هل ستكفيني طعام أم دواء أم بدل إيجار؟" وتضيف : " نطالب بجميع حقوق الشعب الفلسطيني كبشر، و المحرومين منها من طعام وشراب ودواء واستشفاء وحياة كريمة".
بدوره، يعتبر اللاجئ الفلسطيني المهجر من سوريا إلى لبنان، ابراهيم منصور، القرار "خراب منازل" حيث أنّ "أونروا" قد أصدرته "رغم تردي الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، ويشير بقوله :"هذه الخطوة خربت منازل ناس كثر بعد أن ارتفعت أسعار المنازل بشكل كبير بسبب أزمة الدولار".
ويطالب منصور "وكالة الأونروا بإعادة مستحقات بدل الإيواء"، مؤكداً "استمرار اللاجئين الفلسطينيين في اعتصاماتهم إلى حين الاعتصام المفتوح، حينها سننصب الخيم أمام مقر الوكالة الرئيسي".
خريوا بيوتنا
تختصر اللاجئة الفلسطينية المهجرة من سوريا إلى لبنان، أم أيمن، معاناتها بكلمتين "خربوا بيتونا". فهي تعيش في مخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت وتشتكي من غلاء الأسعار.
تقول أم أيمن لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "ارتفعت أسعار إيجارات المنازل واشتراكات الكهرباء، كل شيء ارتفع سعره، وتأتي الأونروا لتقلص مساعداتها بدل زيادتها". متساءلة: "أنا أعيش لوحدي ولدي صعوبة بالعيش، ماذا يفعل رب الأسرة؟".
بدوره، يتساءل اللاجئ الفلسطيني المهجر من سوريا إلى لبنان، جميل علي، "ألا تعلم وكالة الأونروا أن 27 ألف لاجئ فلسطيني مهجر من سوريا سيصبح مصيرهم الشارع، وأن الاطفال ستنحرم من المدارس. ماذا تفعل النساء الأرامل والمطلقات ومن ليس لها معيل، ماذا يفعل المسن الذي يحتاج دواءً؟".
1.2 مليار دولار، لا تعجز 173 دولة فوضت الأونروا على توفير هذه الموازنة !
من ناحيته، طالب عضو قيادة اتحاد لجان حق العودة في لبنان، أحمد سخنيني، "وكالة الأونروا بوضع خطة طوارئ إغاثية وصحية للشعب الفلسطيني في لبنان".
ويقول سخنيني: "في الوقت الذي تشتد فيه الأزمة الاقتصادية نرى الأونروا تمارس دورا سلبياً متذرعة بحجة العجز المالي، وهو أقل من كلفة بضع ساعات من الحروب في منطقتنا. 1.2 مليار دولار لا تعجز 173 دولة فوضت الأونروا على توفير هذه الموازنة".
لا وقف للاعتصامات ما لم تتراجع "أونروا" عن قرارها، قرار أكده المعتصمون عبر خطوات تصعيدية سيقومون بها في الأيام المقبلة، ستترجم بنصب خيم احتجاجية أمام مراكز الوكالة، فمساعدات الوكالة المالية حق للشعب الفلسطيني وليس منحة من أحد، حسبما يجمع المشاركون في الاعتصام.