.jpeg)
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2022-01-23
دُعي نحو 204 آلاف ناخب، الأحد، إلى التصويت في انتخابات تشريعية مبكرة في "جمهورية شمال قبرص" التي تعترف بها تركيا، في نهاية حملة هيمنت عليها أزمة اقتصادية تشهدها هذه المنطقة التي تمتدّ مساحتها على ثلث أراضي الجزيرة المتوسطية.
ويتوجه القبارصة الأتراك إلى مراكز الاقتراع، لانتخاب 50 نائباً في ست دوائر انتخابية عن طريق التمثيل النسبي، إذ من المتوقع صدور نتائج مؤقتة الاثنين على أبعد حد.
وفي هذا السياق، قال الخبيران في علم السياسة أحمد سوزين وديفريم شاهين في مذكرة نشرها معهد "دراسات السياسة الدولية" للأبحاث الإيطالي، إنّ "الحملة الانتخابية لم تُثر قدراً كبيراً من الاهتمام والحماس، كما في الانتخابات السابقة في شمال قبرص، لأن المواطنين منشغلون خصوصاً بصحتهم وسلامتهم وظروفهم المعيشية"، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وفي شمال قبرص، أدى تراجع قيمة الليرة التركية بنسبة 44 % مقابل الدولار العام الماضي، لارتفاع هائل في الأسعار وتجاوز التضخم نسبة 46%.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتُهم بـ "التدخّل في الانتخابات الرئاسية" التي جرت في عام 2020 في شمال قبرص، وفاز فيها بفارق ضئيل القومي إرسين تتار، الحليف المقرب من الرئيس التركي، على الرئيس المنتهية ولايته مصطفى أكينجي المؤيد لإعادة توحيد جزيرة قبرص في دولة اتحاديّة.
"لا شيء سيتغير"
في غضون ذلك، كشفت استطلاعات الرأي أنّ حزب "الوحدة الوطنية" المؤيّد لحلّ الدولتين، سيحتفظ على الأرجح بموقعه كأول قوّة سياسيّة في برلمان شمال قبرص، حيث يشغل 21 مقعداً، متقدّماً على الحزب الجمهوري التركي (يسار) المؤيّد لتسوية مع القبارصة اليونانيّين.
ولم يبرز خلال الحملة الانتخابيّة النقاش حول حل النزاع القبرصي، لكنّ جزءاً من القوى اليساريّة المؤيّدة لحلّ فيدرالي، دعا إلى مقاطعة الانتخابات، فيما اعتبر حزب "قبرص المتحدة" أنّ "لا شيء سيتغيّر" طالما أنّ مجتمع القبارصة الأتراك "لم يتحرّر من نير أنقرة".
وانقسمت جزيرة قبرص إلى قسمين، منذ غزو الجيش التركي لثلثها الشمالي في عام 1974. وانضمّت جمهورية قبرص (اليونانية) في عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي الذي تنحصر علاقاته بالشطر الجنوبي من الجزيرة، الذي تحكمه سلطة هي الوحيدة المعترف بها في الأمم المتحدة.
ولا تُمارس الحكومة القبرصيّة المعترف بها دولياً سلطتها، سوى على الجزء الجنوبي من الجزيرة الذي يسكنه بشكل رئيسي القبارصة اليونانيّون، أمّا "جمهورية شمال قبرصة التركيّة" التي أُعلِنت أحادياً في 1983 في الجزء الشمالي من الجزيرة، فيقطنها معظم القبارصة الأتراك، ولا تعترف بها سوى أنقرة.
وتوقّفت المفاوضات بشأن تسوية النزاع في الجزيرة منذ عام 2017، وفي أبريل 2021، فشلت محاولة إعادة إطلاق المحادثات التي نظّمتها الأمم المتحدة التي تشرف على منطقة عازلة تمتدّ بين شطرَي الجزيرة.
وفي عام 2004، نُظّم استفتاء على خطّة قدّمتها الأمم المتحدة بهدف إعادة توحيد الجزيرة، إذ وافق نحو 65% من القبارصة الأتراك على هذه الخطّة، بينما رفضها أكثر من 75% من القبارصة اليونانيّين.