قال كبير المفاوضين النوويين الأميركيين روبرت مالي، الأحد، إنه من غير المرجح توصل الولايات المتحدة إلى تسوية مع إيران لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، ما لم تفرج عن 4 مواطنين أميركيين تحتجزهم رهائن.

ورفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده ما ذكره "مالي"، منبهاً أن بلاده "لم تقبل قط شروطاً مسبقة"، كما رأت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا)، أن ربط واشنطن الملفين يجعل الاتفاق "أمراً صعباً".

وكرر مالي في مقابلة مع "رويترز" أن الموقف الأميركي بشأن "قضية الأشخاص الأربعة المحتجزين في إيران منفصل عن المفاوضات النووية"، ولكنه أشار إلى أن "إطلاق سراحهم شرط مسبق للتوصل إلى اتفاق نووي".

وذكر مالي: "إنهما قضيتان منفصلتان ونحن نتابع كلتيهما، ولكنني أقول إنه من الصعب للغاية بالنسبة لنا أن نتخيل العودة إلى الاتفاق النووي، بينما تحتجز إيران أربعة أميركيين أبرياء".

وأضاف: "حتى في الوقت الذي نجري فيه محادثات مع إيران في فيينا، بشكل غير مباشر بشأن الملف النووي، فإننا نجري كذلك مجدداً محادثات غير مباشرة معهم لضمان إطلاق سراح رهائننا".

وكان الحرس الثوري الإيراني اعتقل في السنوات الأخيرة العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب، ومعظمهم بتهم تتعلق بالتجسس والأمن، بحسب "رويترز".

واتهمت جماعات حقوقية إيران باحتجاز سجناء لاكتساب نفوذ دبلوماسي، بينما تطالب القوى الغربية طهران منذ فترة طويلة بالإفراج عن مواطنيها الذين تقول إنهم سجناء سياسيون، وتنفي طهران احتجاز أشخاص لأسباب سياسية، وفق ما ذكرت "رويترز".

وأجاب مالي عند سؤاله عما إذا كانت إيران والولايات المتحدة قد تجريان مفاوضات مباشرة "لم نسمع شيئاً بهذا المعنى. ونحن نرحب بذلك".

وكان مالي يتحدث في مقابلة مشتركة مع الدبلوماسي الأميركي السابق باري روزن، البالغ من العمر 77 عاماً، الذي أضرب عن الطعام في فيينا، للمطالبة بالإفراج عن سجناء أميركيين وبريطانيين وفرنسيين وألمان ونمساويين وسويديين في إيران، وعدم إبرام اتفاق نووي دون إطلاق سراحهم.

وكان روزين واحداً من بين أكثر من 50 دبلوماسياً أميركياً تم احتجازهم خلال أزمة الرهائن الإيرانية بين عامي 1979و1981.

وأضاف مالي: "لقد تحدثت إلى عدد من عائلات الرهائن الذين يشعرون بامتنان غير عادي لما يفعله السيد روزين، لكنهم يناشدونه أيضاً وقف إضرابه عن الطعام، مثلما أناشده أنا أيضاً، لأن الرسالة وصلت".

وقال روزين إنه يشعر بالوهن بعد خمسة أيام من عدم تناول الطعام، وإنه سيستجيب لهذه الدعوات.

رفض إيراني

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن إيران "لم تقبل قط شرطاً مسبقاً منذ البداية"، وأضاف أنه "لا يجب جعل المحادثات المعقدة بالفعل أكثر تعقيداً".

وتابع: "لقد أعربنا عن قلقنا البالغ إزاء ظروف الإيرانيين فى الولايات المتحدة، حيث يتم احتجاز مواطنينا رهائن العقوبات غير القانونية"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "المواطنين الأميركيين في إيران تمت محاكمتهم"، حسبما نقلت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية.

ونقلت "رويترز" عن وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا"، أن ربط واشنطن الملفين يجعل الاتفاق "أمراً صعباً"، وأن وضع شروط مسبقة مثل إطلاق سراح السجناء "سيبطئ المحادثات".

ومن بين المواطنين الأميركيين الأربعة رجل الأعمال الإيراني الأميركي سياماك نمازي، 50 عاماً، ووالده باقر، 85 عاماً، وكلاهما أدين "بالتعاون مع حكومة معادية".

وما زال نمازي مسجوناً، فيما تم الإفراج عن والده لأسباب طبية في 2018، وخُففت عقوبته لاحقاً إلى المدة التي قضاها. وعلى الرغم من أن نمازي الأب لم يعد مسجوناً إلا أن محامي الأسرة يؤكد أنه ممنوع فعلياً من مغادرة إيران.

وذكر محامي عائلة نمازي جاريد جينسر، أن"كبار المسؤولين في إدارة بايدن أخبرونا مراراً أن "التفاوض بشأن الاتفاق النووي المحتمل وصفقات الرهائن يتم على مسارات متوازية"، مضيفاً: "أكدوا لنا أنهم لن يبرموا الاتفاق النووي وحده". وأضاف "بغير ذلك سيتم خسارة كل النفوذ للإفراج عن الرهائن".

والسجناء الآخرون هم مراد طهبا، 66 عاماً، الناشط في مجال البيئة، وهو يحمل الجنسية البريطانية أيضاً، ورجل الأعمال عماد شرقي، 57 عاماً.

فرص سانحة

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أشار، الجمعة، إلى أنه ناقش خلال اجتماعه بنظيره الروسي سيرجي لافروف، وجود "فرصة سانحة" للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، موضحاً في مؤتمر صحافي أن "الاتفاق مثال للتعاون الممكن بين الولايات المتحدة وروسيا في القضايا الأمنية"، مطالباً موسكو بـ"استخدام النفوذ الذي تتمتع به وعلاقتها مع إيران في توصيل رسالة بضرورة الإسراع في التوصل إلى اتفاق".

وحذّر بلينكن من أن "التحديثات النووية التي تجريها طهران ستحبط أي عودة إلى الاتفاق، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد في الأسابيع المقبلة"، لافتاً إلى أن "التقدم النووي الإيراني المستمر سيجعل من المستحيل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة".

وفي السياق ذاته قال المندوب الروسي في فيينا ميخائيل أوليانوف، الأحد، إنه تم إجراء محادثات بين وفود إيران وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، ضمن مفاوضات فيينا.

وكتب أوليانوف على "تويتر":"اجتمعت إيران والترويكا الأوروبية وروسيا والصين على مستوى رؤساء الوفود، وتناولنا معاً واحدة من أهم القضايا وأكثرها تعقيداً على جدول أعمال محادثات فيينا".

وأضاف "لقد أحرزنا تقدماً بلا شك وسنواصل مناقشة المسودة (الاتفاق) وصياغتها الاثنين".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف