- تصنيف المقال : تقارير
- تاريخ المقال : 2022-01-25
وسط فشل كافة المبادرات في عقد مصالحة حقيقية، أعلنت حركة حماس أنها تعكف على دراسة مبادرة «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، لإنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية.
وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحماس إن «الحركة تلقت بشكل رسمي وبتقدير عال المبادرة التي تهدف لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني».
وحاولت عدد من الدول العربية والإسلامية، تقريب وجهات النظر بين الحركتين، وتوصلت لاتفاقيات بينهما، لكنها لم تجد طريقها للتنفيذ، وكانت آخرها اجتماعات استضافتها الجزائر بين الفصائل الفلسطينية.
وأكد عضو المكتب السياسي أن حماس تعكف على دراسة المبادرة بإيجابية وبما يحقق الهدف المنشود الذي يتطلع له الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن المبادرة «تعكس حرص الجبهة الديمقراطية على التوافق والنهوض بالمشروع الوطني وإصلاح المؤسسات الفلسطينية، وصولا إلى استراتيجية وطنية شاملة متوافق عليها بعيدا عن التفرد».
وتقوم مبادرة الجبهة الديمقراطية على مسارين، الأول يضمن الشراكة الوطنية والتمثيل الشامل في مؤسسات منظمة التحرير، على مبدأ أن تنضم «حماس» و«الجهاد الإسلامي» كفصائل أعضاء في المنظمة على اعتبار أنها الجسم الوحيد المعترف به دولياً.
ويتمثل المسار الثاني في تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون أعضاؤها من مختلف القوى السياسية والشخصيات المستقلة، وتعمل ببرنامج الإجماع الوطني ضمن إطار منظمة التحرير، كما تمارس هذه الحكومة صلاحيتها في قطاع غزة من دون عرقلة من أي طرف سياسي، وتعمل على حل القضايا العالقة.
تحريك المياه الراكدة
اعتبرت الدكتورة حكمت المصري، الباحثة الفلسطينية، أن مبادرة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من أجل المصالحة لم تأت من فراغ وإنما بسبب حالة التشرذم الداخلى التي يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجه الانقسام الذي طال أجله وأصبح وكأنه ضوء أخضر لإسرائيل لتمارس كل أشكال التهويد والتشريد والقمع والاستيطان المتعمد ضد المدن والقرى الفلسطينية بالإضافة إلى تشديد الحصار على قطاع غزة.
وبحسب حديثها لـ «سبوتنيك»، تقوم المبادرة على المطالبة بتنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل (سبتمبر/أيلول 2020) بشأن اعتماد استراتيجية كفاحية جديدة بديلة لاتفاق أوسلو (الموقع بين منظمة التحرير وإسرائيل)، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للنهوض بالمقاومة الشعبية وصولا إلى الانتفاضة الشاملة والعصيان الوطني في مواجهة إسرائيل.
وترى المصري أن هذه المبادرة تسعى إلى تحريك المياة الراكدة وتؤكد على أن الجبهة الديمقراطية أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تطالب كلا من حركة فتح وحماس لضرورة إنهاء الانقسام من خلال جملة من البنود التى دعت إليها المبادرة ومنها وقف التراشق الإعلامي بين طرفي الصراع الداخلي ووقف متبادل لممارسات القمع والاعتقال السياسي، تمهيدًا للمباشرة بحوار وطني شامل يهدف للتوصل إلى خطة متكاملة تترجم إلى خطوات تنفيذية مجدولة زمنيًا.
وتابعت: «كما تتضمن المبادرة مقترحات تتعلق بالشراكة مع مؤسسات المنظمة واختتام العام الجاري بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في مواعيد متفق عليها مسبقا في إطار الحوار الوطني، ودعت المبادرة إلى تشكيل لجنة تحكيم من شخصيات وطنية غير منحازة متفق عليها والتزام جميع الأطراف باحترام قراراتها».
نضوج سياسي مطلوب
بدوره اعتبر زيد الأيوبي، المحلل السياسي الفلسطيني والقيادي في حركة فتح، أن حماس اعتادت في الفترة الأخيرة إطلاق تصريحات منمقة حول موضوع المصالحة الفلسطينية، ولكنها مجرد أقوال لا تترجم إلى أفعال وسلوك على أرض الواقع.
وبحسب حديثه لـ«سبوتنيك»، حماس تقول إنها تدرس المبادرات وتتفاعل معها بشكل إيجابي، ولكن على أرض الواقع هي تعمق الانقسام وترتكب الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، وتمارس الاعتقال السياسي لكل من يعارض فكرها ونهجها، وكذلك تمارس التمييز العنصري بحق من يختلف معها، لا سيما في الوظائف والاستثمارات والخدمات التي تقدمها بحكم أنها تدير القطاع بحكم الأمر الواقع، وفقا لقوله.
وتابع: «موقف حماس من منظمة التحرير وحركة فتح والقيادة الفلسطينية فيه الكثير من الابتعاد عن فكرة الوحدة الوطنية، وهذا ما نسمعه ونلمسه على لسان قيادات حماس، التي لا تزال متمسكة بارتباطاتها الإقليمية، خاصة إيران وجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الحوثي في اليمن التي تعتدي على الكثير من الدول العربية».
وأكد أن «رفع حركة حماس وأنصارها صورا لقاسم سليماني وقيادات إيران والحوثي أثار حفيظة الشعب الفلسطيني، والفصائل الوطنية برمتها، والذين اعتبروا أن حماس تمارس اعتداءً على الشعب الفلسطيني، فهي تحتاج للمصالحة مع ذاتها قبل التفكير في المصالحة مع فتح وباقي الفصائل الفلسطينية».
وتابع بالقول: «ندعو حماس بالتخلي عن شعاراتها وممارساتها على أرض الواقع، فحركة فتح جاهزة لتقديم كل التنازلات من أجل إنجاح المصالحة الوطنية على أسس وطنية مرتبطة بالعمق العربي، ولا ترتبط بأي ميليشيات خارجية، ويجب على حماس أن تتخلى عن سياسة الاعتداء حتى نقتنع ويقتنع الشعب الفلسطيني أنها ناضجة للمصالحة».
يرى الأيوبي، أن تصريحات حماس مجرد أحاديث إعلامية لذر الرماد في العيون، تستخف من خلالها عقول فلسطين والأمة العربية، فهي لا تعترف بالوحدة الوطنية، ولا تعترف بالآراء السياسية التي تختلف عنها، وتخوف كل من يخالفها، وتصريحاتها بشأن مبادرة الجبهة الديمقراطية غير حقيقية، ولا علاقة لها بتفكير وأجندة حماس.
وبدأت بذور الانقسام الفلسطيني في يناير/ كانون الثاني 2006، في الظهور عندما فازت حركة "حماس" في الانتخابات الفلسطينية التشريعية، وحصدت غالبية المقاعد البرلمانية.
ورفضت «فتح» وبقية الفصائل الفلسطينية، المشاركة في الحكومة التي شكلتها حماس، برئاسة اسماعيل هنية، لعدم الاتفاق على البرنامج السياسي، واشتدت حدة الخلاف بين الحركتين، حيث اتهمت حماس، فتح، بمحاولة الإطاحة بحكومتها، من خلال إحداث المشاكل الداخلية.
ورغم التوصل لاتفاق «مكة» في فبراير/ شباط 2007 برعاية العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن الخلافات السياسية استمرت، وتحولت لاشتباكات مسلحة، انتهت بسيطرة حماس على القطاع في 14 يونيو/ حزيران 2007.
وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحماس إن «الحركة تلقت بشكل رسمي وبتقدير عال المبادرة التي تهدف لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني».
وحاولت عدد من الدول العربية والإسلامية، تقريب وجهات النظر بين الحركتين، وتوصلت لاتفاقيات بينهما، لكنها لم تجد طريقها للتنفيذ، وكانت آخرها اجتماعات استضافتها الجزائر بين الفصائل الفلسطينية.
وأكد عضو المكتب السياسي أن حماس تعكف على دراسة المبادرة بإيجابية وبما يحقق الهدف المنشود الذي يتطلع له الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن المبادرة «تعكس حرص الجبهة الديمقراطية على التوافق والنهوض بالمشروع الوطني وإصلاح المؤسسات الفلسطينية، وصولا إلى استراتيجية وطنية شاملة متوافق عليها بعيدا عن التفرد».
وتقوم مبادرة الجبهة الديمقراطية على مسارين، الأول يضمن الشراكة الوطنية والتمثيل الشامل في مؤسسات منظمة التحرير، على مبدأ أن تنضم «حماس» و«الجهاد الإسلامي» كفصائل أعضاء في المنظمة على اعتبار أنها الجسم الوحيد المعترف به دولياً.
ويتمثل المسار الثاني في تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون أعضاؤها من مختلف القوى السياسية والشخصيات المستقلة، وتعمل ببرنامج الإجماع الوطني ضمن إطار منظمة التحرير، كما تمارس هذه الحكومة صلاحيتها في قطاع غزة من دون عرقلة من أي طرف سياسي، وتعمل على حل القضايا العالقة.
تحريك المياه الراكدة
اعتبرت الدكتورة حكمت المصري، الباحثة الفلسطينية، أن مبادرة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من أجل المصالحة لم تأت من فراغ وإنما بسبب حالة التشرذم الداخلى التي يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجه الانقسام الذي طال أجله وأصبح وكأنه ضوء أخضر لإسرائيل لتمارس كل أشكال التهويد والتشريد والقمع والاستيطان المتعمد ضد المدن والقرى الفلسطينية بالإضافة إلى تشديد الحصار على قطاع غزة.
وبحسب حديثها لـ «سبوتنيك»، تقوم المبادرة على المطالبة بتنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل (سبتمبر/أيلول 2020) بشأن اعتماد استراتيجية كفاحية جديدة بديلة لاتفاق أوسلو (الموقع بين منظمة التحرير وإسرائيل)، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للنهوض بالمقاومة الشعبية وصولا إلى الانتفاضة الشاملة والعصيان الوطني في مواجهة إسرائيل.
وترى المصري أن هذه المبادرة تسعى إلى تحريك المياة الراكدة وتؤكد على أن الجبهة الديمقراطية أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تطالب كلا من حركة فتح وحماس لضرورة إنهاء الانقسام من خلال جملة من البنود التى دعت إليها المبادرة ومنها وقف التراشق الإعلامي بين طرفي الصراع الداخلي ووقف متبادل لممارسات القمع والاعتقال السياسي، تمهيدًا للمباشرة بحوار وطني شامل يهدف للتوصل إلى خطة متكاملة تترجم إلى خطوات تنفيذية مجدولة زمنيًا.
وتابعت: «كما تتضمن المبادرة مقترحات تتعلق بالشراكة مع مؤسسات المنظمة واختتام العام الجاري بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في مواعيد متفق عليها مسبقا في إطار الحوار الوطني، ودعت المبادرة إلى تشكيل لجنة تحكيم من شخصيات وطنية غير منحازة متفق عليها والتزام جميع الأطراف باحترام قراراتها».
نضوج سياسي مطلوب
بدوره اعتبر زيد الأيوبي، المحلل السياسي الفلسطيني والقيادي في حركة فتح، أن حماس اعتادت في الفترة الأخيرة إطلاق تصريحات منمقة حول موضوع المصالحة الفلسطينية، ولكنها مجرد أقوال لا تترجم إلى أفعال وسلوك على أرض الواقع.
وبحسب حديثه لـ«سبوتنيك»، حماس تقول إنها تدرس المبادرات وتتفاعل معها بشكل إيجابي، ولكن على أرض الواقع هي تعمق الانقسام وترتكب الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، وتمارس الاعتقال السياسي لكل من يعارض فكرها ونهجها، وكذلك تمارس التمييز العنصري بحق من يختلف معها، لا سيما في الوظائف والاستثمارات والخدمات التي تقدمها بحكم أنها تدير القطاع بحكم الأمر الواقع، وفقا لقوله.
وتابع: «موقف حماس من منظمة التحرير وحركة فتح والقيادة الفلسطينية فيه الكثير من الابتعاد عن فكرة الوحدة الوطنية، وهذا ما نسمعه ونلمسه على لسان قيادات حماس، التي لا تزال متمسكة بارتباطاتها الإقليمية، خاصة إيران وجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الحوثي في اليمن التي تعتدي على الكثير من الدول العربية».
وأكد أن «رفع حركة حماس وأنصارها صورا لقاسم سليماني وقيادات إيران والحوثي أثار حفيظة الشعب الفلسطيني، والفصائل الوطنية برمتها، والذين اعتبروا أن حماس تمارس اعتداءً على الشعب الفلسطيني، فهي تحتاج للمصالحة مع ذاتها قبل التفكير في المصالحة مع فتح وباقي الفصائل الفلسطينية».
وتابع بالقول: «ندعو حماس بالتخلي عن شعاراتها وممارساتها على أرض الواقع، فحركة فتح جاهزة لتقديم كل التنازلات من أجل إنجاح المصالحة الوطنية على أسس وطنية مرتبطة بالعمق العربي، ولا ترتبط بأي ميليشيات خارجية، ويجب على حماس أن تتخلى عن سياسة الاعتداء حتى نقتنع ويقتنع الشعب الفلسطيني أنها ناضجة للمصالحة».
يرى الأيوبي، أن تصريحات حماس مجرد أحاديث إعلامية لذر الرماد في العيون، تستخف من خلالها عقول فلسطين والأمة العربية، فهي لا تعترف بالوحدة الوطنية، ولا تعترف بالآراء السياسية التي تختلف عنها، وتخوف كل من يخالفها، وتصريحاتها بشأن مبادرة الجبهة الديمقراطية غير حقيقية، ولا علاقة لها بتفكير وأجندة حماس.
وبدأت بذور الانقسام الفلسطيني في يناير/ كانون الثاني 2006، في الظهور عندما فازت حركة "حماس" في الانتخابات الفلسطينية التشريعية، وحصدت غالبية المقاعد البرلمانية.
ورفضت «فتح» وبقية الفصائل الفلسطينية، المشاركة في الحكومة التي شكلتها حماس، برئاسة اسماعيل هنية، لعدم الاتفاق على البرنامج السياسي، واشتدت حدة الخلاف بين الحركتين، حيث اتهمت حماس، فتح، بمحاولة الإطاحة بحكومتها، من خلال إحداث المشاكل الداخلية.
ورغم التوصل لاتفاق «مكة» في فبراير/ شباط 2007 برعاية العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن الخلافات السياسية استمرت، وتحولت لاشتباكات مسلحة، انتهت بسيطرة حماس على القطاع في 14 يونيو/ حزيران 2007.