- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2015-08-01
وكالات \أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، ان "رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك، زار الرياض والتقى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بوساطة روسية. طرحت الخلافات على الطاولة. وسأل المسؤول السوري: "كيف تمشون وراء مشيخة كقطر؟"، فرد وزير الدفاع السعودي: "أساس مشكلتنا معكم سببها تحالفكم مع ايران".
وأوضحت الصحيفة، انه "في 19 حزيران (يونيه) الماضي، استقبل الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين وزير الدفاع، وليّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتناول اللقاء بينهما ملفات عدة: اليمن والسلاح والمفاعلات النووية وأسعار النفط، والأهم سوريا والارهاب. حينها طرح بوتين على محمد بن سلمان رؤيته للوضع السوري: بعد أربع سنوات من الصراع أصبح التغيير في المزاج الدولي ملموساً.
"جنيف 3" لم يعد مطروحاً، ولا "موسكو 3" أو "موسكو 4"، فيما الارهاب يقترب من أراضيكم. وضع الجيش السوري ميدانياً يتحسّن، ولم يعد أحد في العالم مقتنعاً بإمكانية إسقاط النظام باستثناء السعودية وتركيا، ولا مناص من التعاون معه في مكافحة الارهاب الذي يهدّد الجميع.
بدا ولي ولي العهد السعودي مقتنعاً، ولو على مضض، بـ"جوهر الطرح"، وهو أن النظام باق، ما شجّع مضيفه على أن يطرح عليه فكرة لقاء مسؤول أمني سوري كبير، فوافق من دون أي التزامات".
وأضافت "بعد عشرة أيام، في 29 حزيران، وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان إلى موسكو للقاء بوتين. أكد الأخير التزامه نحو سوريا "شعباً وقيادة"، وطرح فكرة إقامة تحالف رباعي ضد الإرهاب يضم سوريا والسعودية وتركيا والأردن.
استثنيت إيران لحرص الروس على عدم استثارة السعوديين. لم يتمكن الوفد السوري من إخفاء دهشته، وهو ما عبّر عنه المعلم في مؤتمره الصحافي لاحقاً بالقول إن الأمر "يحتاج إلى معجزة"... لكن بوتين طلب حمل العرض الى الرئيس الأسد، فوافق.
بقي الأمر سراً بين ثلاثة: الاسد والمعلم ورئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي المملوك. عندهتا كُلّفت الاستخبارات الروسية بالتواصل مع مملوك لإنضاج الفكرة. جرى اتصال ثان نقل فيه الروس شرط السعوديين بأن يكون اللقاء في الرياض، فلم تبد دمشق أي ممانعة. وفي غضون أسابيع قليلة، حطّت طائرة روسية خاصة، على متنها نائب رئيس الاستخبارات الروسية، في مطار دمشق الدولي، وأقلّت مملوك الى... مكتب محمد بن سلمان في العاصمة السعودية، حيث عقد اللقاء في حضور رئيس الاستخبارات السعودية صالح الحميدان".
وعلمت "الأخبار"، أن المسؤول الروسي افتتح اللقاء بمطالعة حول وضع المنطقة والخطر الذي بات يشكّله الارهاب على دولها، وضرورة تعاون الجميع لمواجهته. بعدها، تحدث مملوك فشكر الروس على "مبادرتهم الكريمة"، معرباً عن الأسف لأن "التواصل بين بلدينا بات يحتاج الى وساطة"، لافتاً الى أن سوريا والسعودية ومصر لطالما شكّلت "ثقلاً في النظام العربي، وكانت علاقاتنا طيبة على الدوام".
وحمّل المسؤول السوري السعودية "المسؤولية الكاملة عن كل ما جرى في سوريا من تدمير وتخريب ودعم للإرهاب وتمويله، وشراء ذمم بعض العشائر منذ وقت طويل، وتشجيع الانشقاق في الجيش السوري".
وقال: "إن السياسة السعودية اتّصفت دائماً بالحكمة والعقلانية، فكيف تمشون وراء مشيخة قطر التي كان دورها تخريبياً من تونس الى ليبيا ومصر وغيرها، ومن هي قطر لتدير السياسة السعودية والسياسة العربية؟".
وذكّر مملوك بـ"تعاوننا معكم في كثير من الملفات، وخصوصاً في الملف اللبناني، واستمر هذا التعاون حتى بعد الخلاف بيننا إثر اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، فزار الملك (الراحل) عبدالله دمشق واصطحب الرئيس الأسد الى بيروت، وجاء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى دمشق وبات في قصر المهاجرين وقدمنا كل التسهيلات لتعيينه رئيساً للحكومة. كانت الأمور ماشية. كنتم تستثمرون في سوريا. فجأة تغيّر كل ذلك، وغيّرتم سياستكم في لبنان"، لافتاً الى أنه "رغم مسؤوليتكم عن كل ما حصل في سوريا لم نتعرض للسعودية كدولة في تعاطينا السياسي والاعلامي". وختم مملوك بالتأكيد أن "وضعنا في سوريا ميدانياً متين، ولا بد أن التقارير تصلكم عن تقدم الجيش السوري في كثير من الأماكن"، متمنياً "أن تغيّروا وجهة نظركم وتعاطيكم مع ما يجري".
بعدها أخذ محمد بن سلمان الحديث، فقال: "في كثير من الاوقات كانت لديكم فرصة لإصلاح الامور لكنكم لم تستمعوا الى صوت شعبكم". وأشار الى أن "مشكلتنا الاساسية معكم، منذ وقت طويل، أنكم مشيتم وراء إيران التي نخوض معها صراعاً كبيراً على مستوى المنطقة، ورضيتم أن تكونوا جزءاً من الحلف الايراني الذي نرى أن له أطماعاً في المنطقة تهدّد كياناتنا"، كما "أنكم في لبنان مشيتم وراء حزب الله الذي يسير في ركاب إيران، والذي يريد السيطرة على لبنان وتحويله الى محميّة إيرانية".
في التقييم الأوّلي: لا نتائج بعد لـ «للقاء المعجزة»، وميزته الوحيدة أنه عقد وأنه "يشكّل نافذة فرصة، حتى لو لم يصل الى نتائج في الوقت الحاضر»، فيما علمت "الأخبار" أن مدير الادارة العامة للمخابرات السورية اللواء ديب زيتونة موجود في موسكو منذ فترة لـ«متابعة تفاصيل لها علاقة بهذا الموضوع".