أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن قوات العمليات الخاصة الأميركية تحت إدارة القيادة المركزية نفّذت "مهمة لمكافحة الإرهاب"، شمال غربي سوريا، الخميس، فيما قال مسؤول أميركي لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الهجوم استهدف "صيداً ثميناً"، ولكنه رفض تأكيد هوية الهدف إلى غاية ظهور نتائج تحليل الحمض النووي.

وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي، في بيان: "كانت المهمة ناجحة. لم يسقط ضحايا أميركيون".

من جانبه، ذكر الدفاع المدني السوري أن 13 شخصاً على الأقل بينهم 6 أطفال، قضوا في قصف واشتباكات بعد غارة أميركية في شمال غربي البلاد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن العملية التي بدأت عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي، واستمرت حتى الثالثة والنصف صباحاً، شهدت إنزالاً جوياً قرب منطقة آطمة عند الحدود مع لواء إسكندرون في ريف إدلب الشمالي.

"قيادي في القاعدة"

وأشار المرصد إلى عدم ورود أي معلومات مؤكدة حتى الآن عن هوية المستهدفين بالعملية ومصيرهم، فيما رجحت "نيويورك تايمز" أن تكون العملية قد استهدفت قيادياً كبيراً في تنظيم "القاعدة"، رغم رفض البنتاجون التأكيد أو التعليق على ذلك.

وقال المرصد إن قوات التحالف واجهت "مقاومة شرسة" من قبل مسلحين اشتبكوا معها نحو ساعة ونصف الساعة. وأشار أيضاً إلى مشاركة طيران التحالف في العملية بأكثر من خمس ضربات على المنطقة.

وذكر سكان ومصادر من مقاتلي المعارضة السورية، لـ"رويترز"، أن عدة مروحيات هبطت في منطقة بالقرب من بلدة أطمة بمحافظة إدلب الواقعة في منطقة تحت سيطرة المعارضة على الحدود مع تركيا، حيث سُمع دوي انفجارات بالقرب من منزل متطرف أجنبي.

وقال مصدر من مقاتلي المعارضة، إن صواريخ مضادة للطائرات أطلقها مقاتلو المعارضة من آخر جيب مهم يسيطرون عليه.

وأفاد سكان في المنطقة وكالة "فرانس برس" بأنهم سمعوا دوي قصف وطلقات نارية.

وتداول سكان تسجيلات صوتية منسوبة للتحالف، يطلب فيها متحدث باللغة العربية من النساء والأطفال إخلاء منازلهم في المنطقة المستهدفة.

أكبر عملية منذ غارة البغدادي

أكد أحد السكان لـ"رويترز" سقوط عدد من أشخاص في العملية التي قال شهود إنها انتهت بمغادرة طائرات مروحية المكان، فيما لم يصدر تأكيد بسقوط أي متطرف في الغارة.

وقال شاهد آخر من السكان، إن منقذين انتشلوا ما لا يقل عن 12 جثة من تحت أنقاض مبنى من عدة طوابق، بينهم أطفال ونساء.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس"، إن عملية الإنزال قرب أطمة هي الأكبر للتحالف منذ العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في إدلب، وأدت إلى القضاء على زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في 27 أكتوبر 2019.

وأوضحت "نيويورك تايمز"، أن إحدى المروحيات الأمريكية ظهرت لديها مشكلة ميكانيكية خلال العملية وأجبرت على الهبوط، لتعود طائرات أمريكية آخرى وتدمرها.

أرادوا هدفهم حياً

من جانبه، قال تشارلز ليستر، المدير في معهد "الشرق الأوسط" الذي يتخذ من واشنطن مقراً، إنه تحدث مع سكان قالوا إن العملية استمرت أكثر من ساعتين.

وأضاف في حديث لـ"رويترز": "من الواضح أنهم أرادوا هدفهم حياً أينما كان. تبدو هذه أكبر عملية من هذا النوع" منذ غارة زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي.

ولقي زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي حتفه في غارة للقوات الأميركية الخاصة شمال غربي سوريا في 2019.

وفق "رويترز"، تسيطر "هيئة تحرير الشام" على معظم شمال غربي سوريا الذي يشمل محافظة إدلب وحزاماً محيطاً بها من الأراضي. والجماعة كانت تعرف سابقاً باسم "جبهة النصرة" التي كانت جزءاً من تنظيم "القاعدة" حتى عام 2016.

لسنوات أطلق الجيش الأميركي بشكل أساسي طائرات مسيّرة للقضاء على كبار عناصر تنظيم "القاعدة" شمال سوريا، حيث أصبح التنظيم نشطاً خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من 10 سنوات.

لكن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يشن عمليات تستهدف الخلايا النائمة لتنظيم "داعش"، بوتيرة أكبر شمال شرقي سوريا الذي تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي يقودها الأكراد وتدعمها واشنطن.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف