كييف - رويترز:
كافح رجال الإطفاء الروس حريقاً في أحد أهم مراكز الإمداد والتموين للحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا، أمس، بعد ما وصفته موسكو بأنه غارة جوية عبر الحدود شنتها طائرات هليكوبتر أوكرانية، وهو أول هجوم من نوعه في الحرب المستمرة منذ خمسة أسابيع.

ونفت أوكرانيا مسؤوليتها عن الحريق الهائل الذي شب في مستودع الوقود بمدينة بيلجورود الروسية القريبة من الحدود.
وأظهرت لقطات فيديو، صورتها كاميرات أمنية من موقع تحققت منه رويترز، وميضاً يبدو أنه ناجم عن صاروخ أُطلق من ارتفاع منخفض في الجو، أعقبه دوي انفجار على الأرض. وقال حاكم المنطقة: إن طائرتَي هليكوبتر أوكرانيتين من طراز إم-آي 24 شاركتا في الغارة.
واستعادت أوكرانيا المزيد من الأراضي حول عاصمتها كييف من القوات الروسية التي غادرت القرى المدمرة، وتركت دباباتها على طريق الانسحاب.
ورأى مراسلو رويترز في قرية دميتريفكا الصغيرة، إلى الغرب من العاصمة، خيوط دخان لا تزال تتصاعد من حطام الدبابات المحترقة وجثث ثمانية جنود روس على الأقل في الشوارع.
وقال ليونيد فيرشاجين، وهو مسؤول تنفيذي في قطاع الأعمال: "كنا نسمع من جانب دوي قذائف الدبابات المصوبة إلينا، ومن منطقة بوتشا كان هناك قصف هائل بقذائف الهاون"، في إشارة إلى بلدة تقع إلى الشمال.
وقال رئيس بلدية بوتشا، أمس، في مقطع فيديو يبدو أنه صوّر خارج مبنى البلدية: إن القوات الأوكرانية تمضي قدماً لاستعادة بوتشا. جاء التقدم بعد عدة أيام من المكاسب الأوكرانية حول كييف وفي الشمال.
وقال ماكسيم مارشينكو حاكم منطقة أوديسا في جنوب غربي أوكرانيا: إن ثلاثة صواريخ سقطت على حي سكني بالمنطقة، أمس، ما تسبب في سقوط ضحايا، دون أن يحدد عددهم. وتنفي روسيا استهداف المدنيين.
وأضاف: إن الصواريخ أطلقت من منظومة إسكندر الصاروخية في شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا التي ضمتها روسيا في 2014.
وقالت موسكو: إن حريقاً هائلاً في مستودع وقود بمدينة بيلجورود الروسية، وهي مركز لوجستي للجهود الحربية الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، كان نتيجة غارة جوية شنتها طائرات هليكوبتر أوكرانية. وسيكون مثل هذا الهجوم هو الأول من نوعه في الحرب المستمرة منذ سبعة أسابيع.
ونفت أوكرانيا في وقت لاحق مسؤوليتها عن الحريق.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: إن الرئيس فلاديمير بوتين أُطلع على الحادث، وإن الهجوم قد يعرض للخطر مفاوضات السلام بين موسكو وكييف، والتي استؤنفت، أمس، عبر رابط فيديو.
وبعد ساعات من الهجوم الذي وردت تقارير بشأنه على مستودع الوقود، قال شاهد لرويترز عبر الهاتف في بيلجورود، طلب عدم الكشف عن هويته: إن طائرات كانت تحلق في سماء المنطقة مع انفجارات مستمرة من اتجاه الحدود.
وأضاف: "شيء ما يحدث. هناك طائرات وانفجارات مستمرة على بعد".
وقال أكبر مسؤول أمني أوكراني: إن المزاعم الروسية بأن بلاده مسؤولة عن الهجوم غير صحيحة. وفي وقت سابق امتنعت وزارة الدفاع الأوكرانية عن تأكيد أو نفي أي دور أوكراني.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أوليكسندر موتوزيانيك: "أوكرانيا تنفذ حالياً عملية دفاعية ضد العدوان الروسي على أراضيها، وهذا لا يعني أن أوكرانيا مسؤولة عن كل كارثة تقع على الأراضي الروسية".
وبحلول أمس، توارى التهديد الروسي بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا ما لم تدفع السعر بالروبل، حيث قالت موسكو: إنها لن توقف الإمدادات حتى يحين موعد سداد مدفوعات جديدة في وقت لاحق في نيسان.
وتقول روسيا الآن: إنها حولت تركيزها إلى منطقة دونباس في جنوب شرقي أوكرانيا التي تقدم فيها موسكو الدعم للانفصاليين منذ العام 2014.
والهدف الأكبر لروسيا في هذه المنطقة مدينة ماريوبول المحاصرة على البحر الأسود.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إن الظروف جعلت من المستحيل، أمس، المضي في خطة لإجلاء المدنيين من ماريوبول، حيث وجد عشرات الآلاف من المدنيين أنفسهم محاصرين بإمدادات شحيحة من المياه والغذاء.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للصحافيين: إن منسق الأمم المتحدة للمساعدات مارتن جريفيث سيتوجه إلى موسكو، غداً، ثم إلى كييف في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في أوكرانيا.
وقال كيريلو تيموشينكو، نائب مدير مكتب الرئيس، في منشور على الإنترنت: إنه تم إجلاء 6266 شخصاً إجمالاً من المدن الأوكرانية عبر ممرات إنسانية، أمس.
وبعد فشلها في الاستيلاء على أي مدينة أوكرانية كبرى بعد خمسة أسابيع من الحرب، وصفت روسيا انسحابها في الشمال بأنه بادرة حسن نية لمحادثات السلام، لكن أوكرانيا وحلفاءها يقولون: إن القوات الروسية اضطرت إلى إعادة تجميع صفوفها بعد تكبدها خسائر فادحة بسبب ضعف الخدمات اللوجستية والمقاومة الأوكرانية الصلبة.
وقال حكام إقليميون في كييف وتشرنيغيف: إن الروس ينسحبون من مناطق في كلتا المنطقتين، وعاد بعضهم عبر الحدود إلى روسيا البيضاء وروسيا.
وفي إربين، وهي ضاحية تقع شمال غربي كييف، والتي كانت إحدى ساحات القتال الرئيسة لأسابيع، استعاد الأوكرانيون السيطرة عليها. وحمل متطوعون وعمال الطوارئ الجثث التي انتشلت من تحت الأنقاض على نقالات. ووضعت نحو 12 جثة في أكياس بلاستيكية سوداء في أحد الشوارع ونُقلت بشاحنات صغيرة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف