كييف - أ ف ب: أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس، بداية الهجوم الروسي على شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه جزئياً انفصاليون موالون لموسكو وحيث تشتدّ حدّة المعارك الدامية، وبعد أن قال مسؤولون كبار إن موسكو بدأت هجومًا جديدًا على طول معظم الجناح الشرقي لأوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني في كلمة عبر تلغرام "يمكننا أن نؤكّد الآن أنّ القوات الروسية بدأت معركة السيطرة على دونباس التي كانت تستعدّ لها منذ وقت طويل. قسم كبير جداً من الجيش الروسي مكرّس حالياً لهذا الهجوم".
وتابع زيلينسكي "بغضّ النظر عن عدد الجنود الروس الذين تم إحضارهم إلى هنا، سنقاتل وسندافع عن أنفسنا".
وجاء إعلان زيلينسكي بعيد تأكيد الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغي غايداي الإثنين أنّ الهجوم الروسي على شرق أوكرانيا "قد بدأ".
وقال الحاكم في إعلان على فيسبوك "إنّه الجحيم. الهجوم الذي يُحكى عنه منذ أسابيع قد بدأ"، مضيفاً "تدور معارك في روبيجني وبوبسانا، ومعارك مستمرّة في مدن مسالمة أخرى"، وذلك بعيد إعلانه عبر تلغرام مقتل أربعة مدنيين في كريمينا، المدينة التي سيطرت عليها القوات الروسية الإثنين.
وفي وقت سابق من أمس، أدت ضربات جوية روسية أمس، الى مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص في مدينة لفيف في غرب أوكرانيا بعد أن قصفت موسكو أهدافاً في جميع أنحاء هذا البلد وحشدت قواتها لشن هجوم شامل في شرقه.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها قصفت 16 هدفا عسكريا في مواقع مختلفة في أنحاء أوكرانيا.
وأكّد الجيش الروسي الإثنين أنّه دمّر بواسطة "صواريخ عالية الدقّة" بالقرب من مدينة لفيف في غرب أوكرانيا مخزناً كبيراً لأسلحة أجنبية سُلّمت مؤخّراً إلى السلطات الأوكرانية.
وشنّت القوّات الجوّية الروسية صباحاً "غارة بصواريخ عالية الدقّة" على مركز لوجستي للقوّات الأوكرانية "بالقرب من لفيف"، وفق ما أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناتشنكوف.
وأضاف أنّه "تمّ تدمير المركز اللوجستي وكمّيات كبيرة من الأسلحة الأجنبية سُلّمت إلى أوكرانيا خلال الأيام الستّة الأخيرة من جانب الولايات المتّحدة وبلدان أوروبية وكانت مخزّنة فيه".
وأشار كوناتشنكوف إلى أنّ مستودعاً كبيراً للذخائر دُمّر أيضاً بالقرب من فاسيلكيف، في محيط كييف.
وفي أعقاب الهجوم على لفيف، تصاعد دخان أسود من السقف المدمّر لمحل لتصليح السيارات في شمال غربي المدينة مع إطلاق صفارات الإنذار للتحذير من وقوع غارات جوية.
وقال حاكم منطقة لفيف ماكسيم كوزيتسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "اندلعت حرائق نتيجة الضربات. وما زالت فرق الإطفاء تسعى الى إخمادها. ولحقت أضرار جسيمة بالمنشآت".
وفي الجنوب، واصلت روسيا تقدمها للاستيلاء على مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة حيث كانت آخر القوات الأوكرانية فيها تستعد لمعارك حاسمة.
وتعهدت أوكرانيا بالقتال والدفاع عن هذه المدينة الاستراتيجية، متحدية الإنذار الروسي للمقاتلين داخل مصنع آزوفستال للفولاذ المحاصر بإلقاء أسلحتهم والاستسلام.
وبث التلفزيون الرسمي الروسي أمس شريط فيديو لمن وصفهما بأنّهما "بريطانيان" أُسرا وهما يقاتلان من أجل أوكرانيا وقد طالبا رئيس الوزراء بوريس جونسون بالتفاوض لإطلاق سراحهما.
وطالب الرجلان بأن يتم تبادلهما مقابل فيكتور ميدفيدشوك رجل الأعمال الأوكراني المقرّب من الرئيس فلاديمير بوتين الذي اعتقل أخيراً في الدولة الموالية للغرب.
وعلى الإثر بثت أوكرانيا مقطع فيديو يظهر فيه ميدفيدتشوك يدعو إلى تبادله مقابل إجلاء المدنيين والقوات من ماريوبول.
وأصبحت ماريوبول رمزًا للمقاومة الشرسة الاوكرانية غير المتوقعة منذ بدأت القوات الروسية غزوها للجمهورية السوفياتية السابقة في 24 شباط.
وفي حين كانت العديد من المدن الكبرى تحت الحصار، وفقاً لرئيس الوزراء دينيس شميهال لم تسقط واحدة - باستثناء خيرسون في الجنوب - وتمت إعادة السيطرة على أكثر من 900 بلدة ومدينة. وسيسمح الاستيلاء على ماريوبول لروسيا بأن يكون لها جسر بري بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014 والمنطقتين الانفصاليتين المدعومتين من موسكو في شرق أوكرانيا.
وقُتل ثمانية مدنيين على الأقلّ في قصف روسي استهدف الإثنين منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا.
كما استؤنف القصف العنيف على مدينة خاركيف ثاني مدن البلاد صباح الإثنين بحسب مراسل وكالة فرانس برس على الأرض.
ويأتي القصف بعد يوم على مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 20 آخرين جراء غارات على المدينة الواقعة على بعد 21 كيلومترا فقط من الحدود الروسية الأحد. وقالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إن أكثر من 4,9 مليون أوكراني فرّوا من بلادهم، محذرة من مخاطر استغلال اللاجئين من النساء والأطفال.
وأضافت "اللاجئون من أوكرانيا ومعظمهم من النساء والأطفال يواجهون مخاطر متزايدة من تعرضهم للاستغلال الجنسي والتجاوزات والإتجار بالبشر".
كما قال مسؤولون أوكرانيون أمس إنهم أوقفوا إجلاء المدنيين من بلدات ومدن على خط الجبهة في الشرق لليوم الثاني على التوالي، متهمين القوات الروسية بإغلاق وقصف الممرات المخصصة لذلك.
وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشوك على مواقع التواصل الاجتماعي "في انتهاك للقانون الإنساني الدولي لم يتوقف المحتل الروسي عن إغلاق الممرات الإنسانية وقصفها".
لكنّ حاكم لوغانسك غايداي أعلن في وقت سابق أنه بدأ عمليات الإجلاء.
وقال لوسائل إعلام أوكرانية "أخرجنا على مسؤوليتنا عشرات الأشخاص، لكنّ الأمر خطير للغاية".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف